كلمة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أمام البرلمان الألمانى كلمة رائعة، وعرضت صورة الإسلام بطريقة جيدة، وأزالت بعض الغشاوة عمن يعانون من الإسلاموفوبيا، أتفق تماماً مع كل الخطوط العريضة والمفاهيم السمحة التى عرضها فضيلته فى خطابه، باستثناء ما جاء فى حواره مع أعضاء البرلمان، حينما قال إن هناك قنوات تدعو للإلحاد فى مصر إلا إذا كان يقصد قنوات السلفيين الداعشية التى جعلت كثيراً من الشباب بالفعل يلحدون، ويقولون إذا كانت هذه هى الصورة المثالية النموذجية فالأسهل أن نكفر!!، لكن ألم يلاحظ شيخ الأزهر أنه طيلة الخطاب لم يتطرق إلى الأحاديث أو البخارى ومسلم إلا فى النزر اليسير؟!، ألم يلاحظ فضيلته أن معظم اقتباساته، ولديه كل الحق، من القرآن، وأشكره على ذلك؟، ألم يلاحظ فضيلته أن كل الأفكار الجميلة التى عرضها والتى تنتمى إلى مصدرنا القرآنى العظيم هى نفسها التى كان يدافع عنها إسلام بحيرى؟!،
لكن ما فعله إسلام بحيرى هو أنه انتقد بعض الأحاديث التى تناقض القرآن ودعانا إلى تنقية التراث، وما فعلته فضيلتك هو غض الطرف عن ذكر تلك الأحاديث التى انتقدها إسلام بحيرى، لأن فضيلتك تعرف جيداً أنها هى التى استمد منها «داعش» كل ما يفعله ضد المسيحيين وضد المرأة وضد قيم الإنسانية كلها!، وتخيل معى مجرد تخيل أن هناك فى البرلمان الألمانى مواطناً ألمانياً منتخباً من أصول عربية يحفظ الأحاديث ويضع كتب البخارى ومسلم والترمذى... إلخ على هاتفه النقال، تخيل هذا المواطن وهو يقف معترضاً على فضيلتك بعد كل فقرة ذاكراً ومستشهداً بتلك الأحاديث التى انتقدها إسلام بحيرى، ومن قبله شيوخ أزهر أفاضل رحلوا وتركوا لنا تلامذتهم يسارعون بطلب إغلاق برنامج يطالب بنفس مطالبهم فى تنقية التراث وغربلة الأحاديث، بل ويكتبون تقريراً تعتمد عليه المحكمة فى سجن هذا الباحث الشاب الذى كانت من ضمن جرائمه أنه رفض تزويج بنت السادسة، بينما تلميذ من تلامذة فضيلتك قال ممكن بشرط أن تطيق وتكون ملظلظة مربربة!!، عندما قلت فضيلتك الكلام الجميل عن المرأة وأن الإسلام قد جعلها شريكة الرجل فى الحقوق والواجبات، وأن النساء شقائق الرجال، أتخيل الألمانى يقرأ ويرد من جواله ما يلى من الأحاديث فيندهش الألمان: أكثر أهل النار النساء: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، الشؤم فى الفرس والمرأة والمسكن، يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، إذا دعا الرجل امرأته لفراشه،
فأبت أن تجىء فبات غضباناً عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح... إلخ، وعندما طالبت المسيحيين بأن يتجذروا فى المجتمع فرحت، ولكنى فوجئت بهذا الألمانى الحافظ ابن برلين يهب واقفاً لينتقد تفسيرنا للمغضوب عليهم والضالين بأنهم اليهود والنصارى، قائلاً: كيف يتجذرون وهناك حديث يقول «لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام.. وإذا لقيتم اليهود والنصارى فى الطريق، فاضطروهم إلى أضيقه»، وهناك حديث آخر يقول: «يجىء الناس يوم القيامة، ناس من المسلمين، بذنوب أمثال الجبال. فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى»، وعندما ذكرت فضيلتك أن السيف لم يذكر فى القرآن وهى لها دلالة عظيمة، سينبرى هذا الألمانى المستفز ويقول: وماذا عن حديث «بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحده لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِى تَحْتَ ظِلّ رُمْحِى، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِى...»، وعندما واجهت فضيلتك الألمان مفحماً أنه ليس هناك حكم ردة فى القرآن، وهو نفس كلام جمال البنا وإسلام بحيرى، سيندهش الألمانى ويشغل لفضيلتك «اليوتيوب» حلقة إسلام التى طالب فيها بمراجعة حديث قتل المرتد الذى يقول: «من بدل دينه فاقتلوه»، والآخر الذى يحل دم المسلم إذا ترك دينه وفارق الجماعة.. إلخ!!!،
إسلام بحيرى فى النسخة المصرية مسجون وكافر، وإسلام بحيرى فى النسخة الألمانى شريك اجتهاد وتنوير، أرجو من فضيلة الإمام الأكبر حين يذهب إلى ألمانيا مرة أخرى أن يقدم لهم كل البضاعة التراثية، فالألمان فى منتهى الذكاء لا يكتفون بالسماع فقط ليصدقوا، ولكنهم للأسف غيرنا يسمعون ويحققون ويبحثون حتى يصدقوا أى خطاب، وأرجو من فضيلتك المرة القادمة أن تأخذ معك إسلام بحيرى وأطفال المنيا المسيحيين المحبوسين وأبناء الشيخ الشيعى المذبوح المسحول حسن شحاتة، لكى يكونوا رموزاً ودليلاً على تسامحنا ووسطيتنا.