البابا شنودة والرؤساء.. السادات ينكل بالبطريرك ومبارك بكاه
كتبت – أماني موسى
في ذكرى رحيل مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، نستعرض أهم محطاته في علاقته مع الرؤساء وكيف كانت علاقة الكنيسة مع النظام خلال فترة اعتلائه للكرسي البابوي.
أحداث الخانكة واشتعال الصراع بين البطريرك والرئيس
كانت أحداث الخانكة في عام 1972 هي الوقود الذي أشعل فتيل الأزمة والخلاف بين الرئيس والبطريرك، حيث تفاقمت الأحداث الطائفية، وألقى السادات خطابًا في مجلس الشعب تحدث فيه عن المطامع السياسية للبابا الذي يعمل على أن يكون زعيمًا للأقباط في مصر، ويسعى لإنشاء دولة للأقباط في صعيد مصر تكون عاصمتها أسيوط.
السادات ينفي البابا ويحدد إقامته
قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات في سبتمبر 1981م، إلغاء القرار الجمهوري بالموافقة على انتخاب البابا شنودة الثالث بطريركًا، وتم عزله وتعيين لجنة خماسية لإدارة الكنيسة، وتحددت إقامته في الدير.
علاقة البابا شنودة بالسادات أنتهت بخريف الغضب وهيكل وصفه بـ البطريرك المقاتل
تناول الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، علاقة الرئيس الراحل أنور السادات بالبابا شنودة الثالث، وما شابها من تعقيدات وتشابكات عديدة، وشهادته بكتاب خريف الغضب عن قرارات سبتمبر 1981.
ووصف البابا شنودة بـ الراهب المقاتل، راصدًا تفاصيل عملية اختياره خلفًا للبابا كيرلس السادس، واللقاء الذي جرى في منزل السادات بحضور ممدوح سالم وزير الداخلية، الذي أظهر انحيازًا نحو البابا شنودة متوقعًا زيادة حظوظه بالفوز بمنصب البطريرك.
وأشار هيكل أن الاحتكاك بدأ سريعًا بين البابا والرئيس، بعد سنة وشهر من تولي البابا، ووقوع أحداث الخانكة الشهيرة، بسبب بناء كنيسة بدون ترخيص، حيث أعاد السادات استخدام الخط الهمايوني، وقامت قوات الأمن بإزالة عدد من المنشآت التابعة للكنيسة، فما كان من البابا إلا أن تحدى الرئيس وأصدر أوامره لعدد من الأساقفة بترأس موكب ضخم من القساوسة لإقامة صلوات القداس الإلهي بين الحطام.
وعليه قرر السادات بدء المواجهة مع البابا شنودة، وهاتف هيكل تليفونيًا قائلاً: "إنني قررت أن أفجر المسألة الطائفية وسأذهب إلي مجلس الشعب بنفسه وأشرح لأعضائه تفاصيل ما يجري وأطلب منهم اتخاذ ما يرونه من قرارات".
وأوضح هيكل أن فكرة تفجير المشكلة الطائفية، حقق للسادات التعاطف من قبل العناصر الإسلامية المتطرفة التي كان قد بدأ منذ ذلك الوقت يسعي إلي كسب تأييدها.
السادات يطالب البابا شنودة بإرسال وفود مسيحية للقدس
ولعل هذا كان أيضًا من أبرز نقاط الخلاف بين البابا والسادات، حيث طلب الأخير منه إرسال وفود مسيحية لزيارة القدس في إطار جهود السادات لتفعيل معاهدة كامب ديفيد، ولكن البابا رفض إرسال أي وفود إلى بيت المقدس، الأمر الذي أثار حنق وغضب السادات على البابا شنودة.
وبعد حادث المنصة ورحيل السادات وتولي مبارك الحكم أفرج الرئيس مبارك عن البابا وأنهى فترة تحديد أقامته التي أقرها السادات، وكانت العلاقة بين البابا والرئيس مبارك علاقة تسودها الصداقة والمودة، لم يشوبها سوى بعض الصمت والانسحاب للدير كنوع من الرد على الأحداث الطائفية التي شهدتها الكنيسة في عهد الرئيس مبارك.
البابا للرئيس بعد محاولة اغتياله في أديس أبابا: يد الموت قريبة منك جدًا ولكن يد الله الحافظة كانت أقرب
قال البابا للرئيس عقب نجاته من محاولة اغتياله في أديس أبابا في مطلع حكمه: يا سيادة الرئيس نحن نؤمن بيد الله في الأحداث، كانت يد الموت قريبة منك جدًا ولكن يد الله الحافظة كانت أقرب، الموت كان مشيئة الناس وحياتك كانت مشيئة الله".
البابا: نشكر الرئيس مبارك فليعطيه الرب القوة وليحفظه لمصر
أعرب البابا عن دعمه للرئيس مبارك أثناء ثورة يناير قائلاً: هناك أمور تألمنا من أجلها، وهناك أمور نشكره عليها كثيرًا.
وأضاف في مداخلة هاتفية للتلفزيون الرسمي: نشكر الرئيس مبارك كثيرًا على تدخله في الأحداث وتعيينه للواء عمر سيلمان نائبًا له والفريق أحمد شفيق لرئاسة الوزراء.
مبارك يبكي رحيل البابا شنودة ويرفض تناول الدواء
بعد وفاة البابا شنودة، أبرزت الصحف المصرية تأثر الرئيس مبارك بالحدث، وأنه ظل يتابع مراسم جنازة البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية من داخل الكاتدرائية بالعباسية.
ورفض تناول الدواء اليومي أو حتى تواجد ممرضيه ولم يتناول وجبة الإفطار وأخذ يبكي بكاء هستيريًا عقب بدء صلاة القداس علي جثمان البابا حتى أن جميع المتواجدين بالقرب من غرفته سمعوا أصوات بكائه وحينما حاول أحد الأطباء الدخول للغرفة رفض مبارك.