«الحاجة هدى» تجاوزت الخمسين من عمرها، بدأت قصة شقائها مبكرا، حيث تزوجت وتحملت مسئولية زوج وعبء أبناء في عمر 15 عاما، لتجد نفسها فجأة ربة منزل، ثم أما لسبعة أبناء، تحملت ضيق الحال ووقفت بجانب زوجها الذي يعمل فلاحا، فتضطر أن تدخل سوق العمل لتوفير لقمة العيش «بالحلال»، وتقرر السفر للقاهرة للعمل كبائعة جبن قريش وبيض وزبدة، لتبدأ رحلة العناء.
شلت الهم من صغري
بنظرات تجمع بين الأمل وشقاء الأيام تقول «الحاجة هدى»: «أنا فلاحة شلت الهم من صغري، من وأنا عندي 15 سنة جوزوني راجل على قد حاله، ربيت عيالي السبعة من شوية شرش وجبنة قريش وبيض، وعلمتهم وجوزتهم»، وتضيف: «لما بنروح البلد بنلف في الغيطان، نشيل تبن للناس، نشيل درة، بنشتغل عند العباد علشان نربي العيال».
بنأكل من عرق جبينا
فيما عبرت عن رحلة كفاحها قائلة: «ربيتهم وشلت علشانهم واستحملت ودايخه عليهم السبع دوخات، بناكل لقمتنا من عرق جبينا، مابنطمعش في حاجة حد، وربتهم على العفة، باجي من آخر بلاد المسلمين علشان عشرين جنيه، ومابنشتكيش بنقول الحمد لله».
«عيد الأم حرام»
وتؤكد «الحاجة هدى» أنها رفضت هدية عيد الأم: «قلتلهم ماتجبوليش هدية عيد الأم لأنه حرام، هما شقيانين ومتجوزين زينا ناس دايخين، بيصعبوا عليا، بقولهم خلي كل واحد في اللي عنده»، وتابعت: «دايخة عليهم من شوية ملوخية، بيض، أي حاجة تساعدني، مجهزة 4 بنات واخدين 120 ألف جنيه من الجبنة والبيض، بنجيب ونسدد بالقسط».
نفسي أحج
وتحدد «الحاجة هدى» مطلبها الوحيد وأملها في نهاية رحلة شقائها زيارة بيت الله الحرام قائلة: «نفسي أحج، مش عايزة حاجة من الدنيا، مانقدرش نقول مافيش، رضا من عند الله»، واختتمت: «بستخسر القرش أصرفه على عيني أو على تعبي، عيالي أولى».