الأقباط متحدون - تحرير طابا ...ومفكر عبقري معاصر
أخر تحديث ٠٣:٣٦ | السبت ١٩ مارس ٢٠١٦ | ١٠ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٧٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

تحرير طابا ...ومفكر عبقري معاصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 رفعت يونان عزيز
والقناعة والحكمة ( لا يضيع حقاً وراءه مطالب ) نحتفل يوم ١٩ مارس من كل عام بذكرى تحرير طابا تذكيراً للانتماء والحفاظ على كل ذرة تراب أو رمل أو شبر من أرضنا فطابا جزء من جسد مصر المباركة ، مساحتها واحد كيلومتر مربع، والحد الفاصل لمصر على خليج العقبة مع فلسطين، تابعة لمحافظة جنوب سيناء والأكثر جمالاً بجزيرة سيناء ولأهميتها العظمى إستراتيجياً ولأنها المنفذ الرئيسي لمدينة إيلات الإسرائيلية على الخليج سعت إسرائيل أثناء احتلالها لسيناء عام ١٩٦٧م حتى عام ١٩٨٢م إلى تغيير معالمها بنزع نقاط الحدود الجنوبية من نقطة ٨٥ حتى ٩١ بمنطقة طابا طمعاً فيها فكانت ترفض الخروج منها،

إلا أن أبناء مصر من كبار رجال القانون الدولي والدستوري والمؤرخين والعسكريين كانت لهم معركة قوية باستخدام سلاح القانون الدولي فكانت من أشرف المعارك التي بها أعيدت لنا طابا فمن هؤلاء الرجال العظماء المرحوم الفقيه القانوني أ.د / وحيد رأفت \" أ.د.مفيد شهاب، أ.د.محمد سعيد الدقاق، ود.نبيل العربى، والمرحوم أ0د المؤرخ / يونان لبيب رزق الذى كان من ضمن مجموعة الشرفاء الذين تقدموا بالأدلة المادية للمحكمة الدولية التى تثبت ان طابا ضمن الحدود المصرية وحتى نتذكر كل مواطن شريف يسعى من اجل خير مصر.

وهناك جندي مجهول في معركة طابا -هو المرحوم الفريق أول كمال حسن علي -وكانت شهادته أمام المحكمة في غاية القوة وهو من كبار رجال العسكرية المصرية وكانت العلامة 91 هي الخط الفاصل في ترسيم الحدود المصرية مع فلسطين التي أضحت إسرائيل للأسف وفصلت الخرائط العثمانية في الأمر لتعود طابا بجهد وخبرة مصرية وعلى رأس الفريق وأبرزهم المرحوم أ.د.حامد سلطان، أستاذ القانون الدولي العام والفقيه القانوني المصري المعاصر الكبير،

هو ابن قرية قلوصنا، التابعة لمركز سمالوط محافظة المنيا وإن كان ولد بالقاهرة عام ١٩١٢م إلا أن تركيبته الاجتماعية وتنشئة حياته شكلتها فيه قريته وسط أهله وناسه، فما تعلمه ذاب داخل شرايينه وعقله وقلبه فصنع منه مفكراً عبقرياً معاصراً، تعلم بالمدارس الحكومية وصار فى التعليم حتى تخرج فى كلية الحقوق بجامعة «فؤاد الأول» القاهرة حالياً عام ١٩٣٤م وعمل بهيئة التدريس بها وأصبح أستاذاً متفرغاً لقسم القانون عام ١٩٦٨م، له أكثر من ٦٠ كتاباً فى القانون الدولى العام والخاص،تتلمذ عليه وأشرف على رسائلهم العشرات من كبار المسؤولين والعلماء والمفكرين منهم: د.عاطف صدقى، رئيس الوزراء الأسبق. ود.مفيد شهاب، د.أحمد فتحى سرور، د. عائشة راتب، ود.يحيى الجمل، عمل مستشاراً للرئيس الراحل/ جمال عبدالناصر فى مفاوضات الجلاء وفى السودان وعضواً بلجنة التحكيم بين السعودية وبريطانيا لتقرير مصير واحة (البوريمى ) وفى ندوة أكتوبر عام ١٩٧٥م اختاره الرئيس الراحل/ أنور السادات مقرراً للجنة البحوث السياسية واختارته الوفود الأفريقية بالإجماع رئيسا لها فى الحوار بين الشمال والجنوب فى جنيف للأعوام من عام ١٩٧٣م إلى ١٩٧٧م ورأس وفد مصر بالمؤتمر الثالث لقانون البحار بالأمم المتحدة عام ١٩٧٨م،

كان عضواً بمؤسسة كارنيجى للسلام الدولى عام ١٩٥٩م ومنح جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام ١٩٨٣م وعلى مدار مشوار رحلة فيض العطاء وتقلد المناصب والحصول على الجوائز والأوسمة المصرية والعربية والأجنبية لم يغب عن قلبه وعقله وعينه وطنه الصغير وأهله ومحبوه بقريته (قلوصنا) فحنينه وانتماؤه وعشقه لها جعلته يوصى بأن يدفن فى مقابرها بجوار أهله ومحبيه حتى يلقى ربه، وحين وافته المنية فى عام ١٩٩٢م لبيت وصيته. هذه لمحة فى رحلة حياة المفكر العبقرى من عصرنا المعاصر.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع