الأقباط متحدون - شكراً يا أمي
أخر تحديث ١٣:٣٨ | الأحد ٢٠ مارس ٢٠١٦ | ١١ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٧٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شكراً يا أمي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 بقلم : د. مينا ملاك عازر

أكتب هذه الكلمات ولا أعرف مصيرها، لا أعرف إن كانت ستجد طريقها للنشر أم أن المعنية بهذا المقال سترفض كعادتها نشره، فهي تبذل ولا تقبل الشكر، وتعطي ولا تريد الأخذ، وتحب ولا تنتظر المقابل، تدفع للأمام ولا تنتظر الشكر.
 
ولكن رغبة مني في الاحتفال بعيد الأم قررت كسر حاجز الجمود المقيد بداخله وقررت القفز من فوقه والإطاحة به، وقررت أن افاجئها بكتابة المقال إعراباً مني عن خالص امتناني لما قدمته لي بل ولما ستقدمه، فمن يعرف أمي يعرف أنها تقدم فقط دون حساب ودون محاسبة، تبذل وتُبَّذل تحترق من أجل الآخرين في محبة طاغية وباغية لإرضائك وسعادتك، أهم ما يسعدها ابتسامة ترتسم على وجهي طالما قالت لي أنها عندها بالدنيا.
 
شكراً يا أمي على حضنك لي منذ صغري ذلك الحضن الذي كنت أتجرع منه المحبة والحنان اللذان علماني ألا أترك أحد غاضب مني، ولا أطيق أن يخاصمني أحد وأسعى بكل جهدي لإرضائه ومرضاته.
 
شكراً يا أمي على تشجيعك لي وتحميسك لي بإدخالك إياي لمنافسات حتى مع نفسي لأبقى باحثاً عن الأفضل والأجود لذا هي أمي التي تعرفني وتعرف كيف تجعلني أنتصر وأتفوق.
 
شكراً يا أمي لأنك علمتيني أحسن تعليم متاح وقتذاك بل زدتيني علماً على العلم المتاح بقراءتك لي كتباً، وتعليمك لي الكثير مما في الحياة، فزدتيني خبرة بخبراتك الشخصية التي قدمتيها لي دون عناء مني فقطعت بها مشاوير طويلة دون جهد رغبةً منك في أن توصليني للأفضل.
 
شكراً يا أمي على دعواتك لي بأن يرزقني الله الصديق الصالح فرزقني، والزوجة الصالحة فوهبني، ولولا دعواتك تلك ما تحصلت عليهما، ونجحت في اقتنائهما وما نجحت في حياتي الخاصة والعامة، والحمد لله على أنه أعطاني إياكي خير الأم والدعم والسند والأمل.
 
شكراً يا أمي أنك كنتِ خير رقيبة لي حين أخطئ، فعلمتيني محاسبة ومراقبة النفس وذلك لألا أخطئ في حق آخر أو حق نفسي، فكنتِ نعم الرقيب والحبيب ورفيق في وقت كنت فيه وحيد.
 
شكراً لله الذي رزقني بأسرة أحبها وأحبتني، وبذلت لي كل غالي ونفيس من أبي –الله يرحمه- لأمي لزوجتى لعمتي ولخالتي وللجميع حتى أنهم وضعوني حيث يروا أني أستحق وحيث عملوا لأصل إليه.
 
المختصر المفيد كل عيد أم وأم الشهيد طيبة باردة القلب، وليثأر لها رجال قواتنا المسلحة وشرطتنا لتنام هادئة البال والقلب.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter