Oliverكتبها
ما أصعب الكتابة حين يكون الأمر شائك و الجروح التى من الداخل هى الأكثر ألماً .ما يحدث بشأن دير الريان هو هجمة شيطانية لا تنكسر إن لم ننكسر قدام المسيح.
لم يكن معظمنا يعرف أو يسمع عن دير أسمه - دير الريان أو الدير المنحوت نسبة إلي التشكيل المعمارى الذي يتكون منه الدير حيث أنه منحوت في الجبل و كذلك القلالى التي يتكون منها الدير.قليلون هم الذين يعرفون أنه دير القديس مكاريوس حيث أن للقديس مكاريوس أديرة عديدة في الإسقيط.ربما يكون هو مؤسس هذا الدير أو أحد تلاميذه.
الدير أثري نعم و بكل تأكيد .بل أنه لو بحث علماء الآثار في كل شبر في برارى مصر سيجدون أديرة و قلالي و كنائس أثرية .حتي أن القديس يوحنا كاسيان الذي طاف أديرة مصر في القرن الرابع و جلس مع رهبانها ليجمع كلام منفعة لكنيسته في فرنسا .قال عن رحلته أنك لو قطعت الطريق في أول الصحراء حتي آخرها لن ينقطع عن أذنيك اصوات التسبيح التي تصعد من كل مكان في براري مصر.أيضاً ذكر القديس جيروم كلاماً شبيهاً في كتابه تاريخ الرهبان القرن الخامس.اي أن البراري كانت متصلة ممتلئة بالأديرة و الرهبان و صوت التسبيح ينبعث من كل منطقة فيها ,فلا عجب أن نسمع عن دير أثري منحوت بل العجب لو لم نعرف أين بقية الأديرة .
رسالة لأخوتى رهبان الدير
يا أحبائى أعرف و تعرفون أن الرهبنة دعوة و تلمذة و تجرد.فلينظر كل واحد في نفسه و يفتش قلبه و ينتبه لما ينقصه و يسعى كي يستكمله لأن الرهبنة هي سعى نحو كمال المحبة .
يا أحبائى لن تغنيكم رمال الصحراء.دعوا الرمال التى تعفر العيون و تؤزم القلوب و تقزم الضمير.نعم يمكننا أن نأخذ الدنيا كلها بوضع اليد لكن لا يمكننا أن نمد نفس اليد لنأخذ بها المسيح فالأكف صغيرة عن أن تمسك الإثنين معاً العالم و المسيح -الذى رفض ممالك الأرض-.
أحبائى .في قلوبكم إشتياقات لأنفسكم .و في قلوبنا إشتياقات لأجلكم .نريد أن نرى فيكم المسيح الذي خرجتم لأجله .نريد أن نرى فيكم المحبة النقية الخالية من المكاسب.نريد أن نرى فيكم محبة الأخوة التي كانت أيام الآباء القديسين أنطونيوس وبولا و مقارة و باخوميوس و شنودة و غيرهم.
حيث تملك المحبة القلوب فهناك الدير و الكنيسة و حيث لا محبة فهذه هي الظلمة الخارجية.
أحبائى .ضاع زمن بغير هوية و الآن فتح قدامكم المسيح الباب.يدعوكم للدخول.من ير أنه مدعو فليقبل و من يرفض سيفشل حتي لو تجمعت فيه قوة جليات.إغتنموا الفرصة لأنها تخص أبديتكم .لنفهم الأمر ليس من حكمة أرضية بل بحكمة المسيح الأبدية .
أحبائى تعالوا نصلى معاً لأجل أن نعود إلي محبتنا الأولي و ليقل كل منا لنفسه كما قال القديس أرسانيوس لنفسه – أرساني أرساني تذكر ما خرجت لأجله-
أحبائي من إنسحب من الدنيا بأسرها يسهل عليه الآن أن ينسحب من كل وسائل الإعلام و كما أنتم تعرفون من هم الرهبان . الرهبان قلوب مفتوحة و قلالى مغلقة.
أحبائى أنتم تعرفون أن القلالى المغلقة لا تنفع بشيء إن لم يصحبها سكون اللسان و تضرع القلب.فليقل كل واحد لنفسه يصمت العاقل في هذا الزمان.
أحبائى الرهبان. تعرفون أن من يخضع للمسيح يخضع كذلك لكنيسة المسيح.فلا خضوع للرأس دون الجسد.
الكنيسة علمتنا المسيح فكيف لا نكرمها.لقد أخذنا المسيح من الكنيسة و سنأخذ الكنيسة للمسيح هذه هي الدورة الدموية التي تسري بين الرأس و الجسد كله . خارج الرأس و الجسد لا يوجد غير المقاومين.
أحبائى يا من تركتم الأرضيات لا تعودوا للأرضيات من خلال محاكم الأرض .مزقوا كل شكاية حتي لا نتشابه مع المشتكى الذي يشتكى أخوتنا.
أحبائى يطلب منا المسيح أن نغسل بعضنا أقدام بعض.و سيأتي خميس الفصح سريعاً فلنستعد له بقلوب غسلتها الدموع.و أيادى تطهرت بالسجود.و أعين إنكسرت قدام الرب لعظم خطاياها.فلنستعد للفصح بالحب.و الذي نسبحه قائلين لك القوة و المجد سيكون عندئذ حاضر بجروحه و يشفينا.و سيرد سمعان إلي رتبته الأولى و يأخذه ليرع غنمه. طالما عاد إلي محبته.لننظر مثل بطرس على المصلوب و نبكي بمرارة قائلين أنت تعلم يا رب كل شيء.أنت تعلم أننا نحبك.نبهتنا و لم ننتبه أن الشيطان طلبنا لكي يغربلنا كالحنطة و لولاك ما بقينا و لا بقى إيماننا إلي هذه الساعة.
أحبائى إن قيامة المسيح تحدث فينا .تأخذنا من المذلة إلي المجد.تأخذنا من الجلجثة إلي الزيتون.ليعمل الروح القدس فينا قوة قيامة المسيح.سيأتي و يحررنا .لن نرض المذلة فيما بعد.فلنتمنطق الآن و نركع لمن قام.و نسأله أن لا يدعنا مطروحين بين ايدى الناس فالوقوع في يد الله أرحم.دعونا من الناس.لكن الوقوع في يد الله يتطلب إخلاء القلب.فليكن الصوم إخلاء للقلب من التعدى و الهموم .لنتب كي نقوم.
أحبائى أنا أعرف قلب المسيح.و أعرف قلب البابا خادم المسيح.فإذا كانت الدموع تغلب المسيح فالإتضاع يكسب البابا.و هو بصدق يسعى لكسبكم للكنيسة.خذوا رضاه و إمضوا لقلاليكم.و سنصلي معكم كي تشفى المحبة كل الجروح.أنتم تعرفون أن الأبوة مكسب للأبناء.
أحبائى أنتم تعرفون أن السكون يأتي من داخل الفكربإستجابة حية لعمل الروح القدس فينا. و هو لا يأت من الأراضي الشاسعة التي تغلق علينا. أنتم تعرفون أن الغنى هو بمقدار محبة المسيح و ليس بمقدار أملاك الدير.فليملك كل واحد في المسيح فيصير أغني من العالم كله.لننفض عنا هذه الأتربة فلا تعلق برؤوسنا.لكي نستحق تيجان الملكوت.لأن من يتخلى هنا ينال هناك.و ليكن أمر الغني و لعازر مثالاً لنا.
أحبائى .دعوهم يشقون الطريق أفضل من أن ننشق نحن ضد بعضنا البعض.أو ننشق علي كنيستنا و رئاستنا.دعوهم لعلهم و هم يمهدون الطريق يمهدون بأيديهم مجداً المسيح هكذا أؤمن.فقط قفوا و ستنظروا خلاصه العجيب.لو تمكنت من قلوبنا الطاعة لن يجد فينا إبليس منفذاً.و نحن معاً نخشع و نخضع لملك الملوك يسوع.نخشع و نخضع لبطريركنا ولآباءنا ولشعب الكنيسة كله حتي لا يعثر بسببنا أحد.
أحبائى فلنصلى بحرارة كي يعبر عنا هذه الكأس.