أشرف حلمى
جاءت إحتفالات مصرنا الحبيبة بعيد الام هذا العام محبطة ومخزية بل ومخيبة للامال لدى المصريين فى الوقت الذى طفت فيه مشكلة دير وادى الريان مجدداً على السطح مما أدى الى حالة تخبط وعدم إرتاح للتصريحات والبيانات الصادرة عن قيادات دينية وغير دينية بمقارنتها منذ اكثر من اكثر من عام لدى المسيحيين وخاصة عندما تم تكريم الامهات المثاليات بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وليس بينهن مسيحية واحدة ما جعلنى اشعر باننا فى دولة دينية حقيقية حيث تم إختيار المثاليات طبقاً لهويتهم وتقاليدهم الدينية بناءاً على توصيات ومجاملات إرضاءاً الى مملكة ال سعود التى قدمت الدعم المالى المشروط للدولة حيث ظهر واضحاُ بوجود الرئيس وسط المحجبات والمنقبات عدا السيدة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى وكانها شاذة بينهم فى الصورة التذكارية للاحتفال .
فعيد الام ليس بعيد دينى بل إحتفال علمانى تحتفل به بعض دول العالم ويختلف تاريخه من دولة لأخرى فهو ابتكار أمريكى حين ظهرت العديد من الاحتفالات فى أمريكا لتكريم الأمهات خلال عام 1870 ولم يكن لها صدى على المستوى المحلى ذلك الوقت حتى اصبح عيداً سنوياً هناك . اما على المستوى العربى فاول من فكر في عيد للام فى العالم العربى كان الصحفى المصرى الراحل على أمين مؤسس جريدة أخبار اليوم عندما طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: لماذا لانتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدا قوميا فى بلادنا وبلاد الشرق ومن هنا جاء اول احتفال لعيد الام بمصر عام 1956 اى بعد ثورة العسكر .
فالمعرف لدينا ان مصر تغيرت كثيراً بعد ثورة 52 واصبح الاضطهاد الدينى واضحاً بلغت ذروته فى عهد السادات حيث اسس دستور الدولة العنصرى الذى مازالت موادة طاغية على دستورها الحالى حتى بعد ثورة يونيو ويعانى منه المصريين جميعاً , فلا غرابة على مسيحى مصر الذين ذاقوا الأمرين من إضطهادهم والتمييز الواضح ضدههم فى كافة المجالات ان تتجاهل الدولة دور الام المسيحية فى المجتمع المصرى .
فالعالم المسيحى يكرم القديسة العظيمة العذراء مريم والدة الإله فى عيدها ويصوم المسيحيون من أجلها , كما كرمها المسلمون ايضاَ بوجود صورة بإسمها فى القرآن الكريم الذى ميزها عن نساء العالمين لذا فلا نحزن نحن المسيحيين لعدم تكريم الدولة لاى ام مسيحية ولاننا ننظر الى حياتنا الأبدية والروحية فعلينا ان نكرم الامهات المسيحيات طبقاً لما قدموه لخدمة المسيحية فى مناسبتين تحتفلان بهما كنائسنا القبطية فى انحاء العالم حسب شروط معينة تضعها الكنيسة تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثانى وهما
١ - عيد القديسة مريم تكرم فيها الكنيسة الامهات التى قدمت ابنائها لخدمات الكنيسة الروحية وصنعت منهم قساوسة ورهبان وخدام مدارس احد ومسئولين كذلك مكرسات وخدام يقوموا برعاية وخدمة الايتام وكبار السن كما قدمت العذراء مريم ابنها الوحيد لخدمة الهيكل .
٢ - عيد النيروز راس السنة القبطية التى تحتفل فيها الكنيسة بشهدائها القديسين بداية باطفال بيت لحم حيث يكرم فى هذا العيد اسر شهداء العصر الحديث الذين نالوا اكاليل الشهادة دفاعاُ عن مسيحيتهم او الذين استشهدوا نتيجة اضطهادهم دينياً على ايادى الإرهاب الاسود سواء بالسيف والتعذيب او التفجير .
فهل ستفعلها كنيستنا القبطية وتقوم بتكريم الامهات المثالية بكافة الإيبارشيات فى كل من عيد السيدة العذراء والنيروز ؟