*الإرهاب لا يفرق ويحتاج إلى مقاربة شاملة في المواجهة
*على أوروبا أن تساعد في الوصول لحلول نهائية لازمات المنطقة العربية.
كتب – محرر الأقباط متحدون
تتضامن مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان مع الشعب والحكومة البلجيكية في اللحظات الصعبة التي يمرون بها ، جراء الحادث الإرهابي الأليم الذي استهدف مطار بروكسل وبعض محطات المترو ، وأودى حتى الآن بحياة 35 شخصا وخلف حوالي 135 مصاب .
الحادث الإرهابي الغاشم الذي شهدته العاصمة البلجيكية يؤكد بما لا يدع مجالا لشك ، أن الإرهاب بات أكبر وأهم تحديات حقوق الإنسان ، وأكبر تهديدات السلم والأمن العالميين ، فهو جزء من سلسلة العمليات الإرهابية المتتالية التي شهدتها خلال الشهور الماضية دول جنوب المتوسط كمصر وتونس ، ودول الضفة المقابلة في الجانب الأوروبي كفرنسا وبلجيكا ، كما أنه لا يمكن فصل ذلك التنامي في المد الإرهابي عن الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية .
إن مؤسسة ماعت ، وإذ تؤكد إدانتها لكل أشكال العنف والإرهاب وترويع الآمنين ، فإنها تكرر دعوتها للقوى الدولية والمؤسسات الأممية والإقليمية أن تتبني مقاربة شاملة في الحرب على الإرهاب ، فكريا وتمويليا وتنظيميا ، وأن ترفع الغطاء عن الدول التي ترعي وتدعم الإرهاب والعنف .
كما أنه يتعبن على الأوروبية أن تلعب دورا ملموسا وفاعلا في وقف كل أشكال المساندة أو التعاطف مع أيا من التنظيمات التي يثبت ضلوعها في تمويل أو دعم الإرهابيين ، خاصة أن هناك دولا توفر ملاذا وملجأ آمنا لمن يتهمون في ممارسة ودعم الإرهاب .
وتأتي تفجيرات بروكسل الآثمة لتثبت من جديد أن الإرهاب عدو الإنسانية ، ولا دين له ولا وطن ، وانه لا يفرق بين دولة متقدمة وأخرى فقيرة ، أو دولة تشهد مناخا ديمقراطيا وأخرى لاتزال تمر بمرحلة انتقال سياسي ، ومن ثم فإنه يتطلب تكاتفا حقيقيا للجهود الدولية في مكافحته
كما تثبت تلك الأحداث المتوالية التي شهدتها عدة دول أوروبية ، أن بقاء الأزمات والاحتقانات والحروب الأهلية في ليبيا ، وسوريا ، واليمن ، والعراق ، فضلا عن بقاء الفلسطينيين محرومون من حقهم في إقامة دولتهم المستقلة ، كل ذلك يؤدي إلى اكتساب الجماعات الإرهابية مساحات أكبر ، ويجعلها تتمدد وتتمكن من الوصول بجرائمها إلى خارج حدود المنطقة ، ليكتوي بنارها ليس فقط الأبرياء في المنطقة العربية ، بل والأبرياء في أوروبا أيضا.
لذا فإن مؤسسة ماعت تدعو الدول الأوروبية أن تمد يد العون لدول جنوب المتوسط ، ومساعدتها في دحر التنظيمات الإرهابية ، من خلال استخدام ثقلها وقدراتها في الوصول لحلول شاملة وجذرية للأزمات التي تشهدها دولا مثل ليبيا ، وسوريا واليمن ، وفلسطين وذلك على أرضية حق الشعوب في تقرير مصيرها ، بعيدا عن المصالح الإقليمية والاقتصادية ، وبعيدا عن التدخلات الخارجية التي لا تأخذ مصالح الدول في الإعتبار .