بقلم : عصام نسيم
أثارت أزمة دير وادي الريان والمشاكل التي تعلقت بهذه الأزمة وما حدث من بعض الإخوة هناك وما اتخذته الكنيسة من مواقف ضد من هم متواجدون هناك وأخيرا القبض على احد الإخوة (لابسي الزى ألرهباني ) كثير من اللغط وتسببت في عثرة كثيرين ممن اعتقدوا ان هذه الممارسات تتم من رهبان ! او ممن ظنوا ان الكنيسة ليس لها كلمة على رهبانها وهم متمردون عليها ! او حالة الهجوم الحاد ضد الكنيسة من قبل البعض متهمين إياها بأنها تخلت عن الدير والرهبنة مجاملة للدولة !
!
وبما ان كثيرين لا يتابعون الأحدث منذ البداية ويحكمون ويدينون بلا معرفة كاملة للأمور لذلك حاولت بقدر المستطاع ان أتتبع الأمور بشيء من التدقيق ونتابع ما قيل من كل الإطراف عن هذه المشكلة !
وتوصلت للأتي :
1- المكان هناك ليس دير بالمعنى الكنسي ولكنه تجمع رهباني لم يعترف به المجمع المقدس كما ان الإخوة مرتدي الزى الرهبان هناك لم يتم سيامته حسب طقس وشروط وإشراف الكنيسة !
2- بالنسبة للدير او التجمع ألرهباني بدء فيها القمص متى عام 1960 الي 1969 ثم ذهب الي دير ابو مقار هناك وترك المكان حتى خرج اليه الراهب اليشع ألمقاري تقريبا عام 1996 بعد خلاف مع القمص متى ( يقول رهبان دير ابو مقار ان الاب متى لم يكن يوافق او يعلم بذهابه إلي هناك ويقول الإخوة في وادي الريان انه خرج تحت إشراف القمص متى )
3- لم تكن الكنيسة وقت خروج الراهب اليشع على علم بذلك ولم يكن هذا التجمع تحت إشراف الكنيسة وغير معترف به من المجمع المقدس !
4- . بدء الراهب اليشع بقبول أشخاص للرهبنة وكان يقبل أي شخص يأتي اليه بدون فحص ومنهم أشخاص كان يذهبون الي أديرة أخرى ويتم رفضهم وكان يقبلهم هو ! وكان يتم سيامتهم بيده رغم انه غير مؤهل لذلك وبمخالفة قوانين وطقوس السيامة
لذلك قبل عدد كثير من الإخوة ورهبن كثير منهم أيضا وكان يتم كل ذلك بعيد عن الكنيسة !
5- وضع هذا التجمع ألرهباني يده على مساحة من أراضي الصحراء وقام بإنشاء بعض الكنائس والقبائل والمشاريع هناك وتبلغ 13 ألف فدان وسور المنطقة بسور بعد ثورة يناير لحماية المنطقة والتي تأخذ شكل u راسها الجبل ومن الناحية الأخرى السور الذي تم بناءه حماية من البلطجة والخارجين عن القانون حيث تم إغلاقها بالسور ووضع الإخوة هناك أيديهم على كل هذه المساحة وأقام عليها بعض المشاريع
6- كان وضع الدير والإخوة به هناك ينظر أمره من قبل المجمع المقدس لتقنين أوضاعه وإصلاح الأوضاع الخطأ هناك وكان ينظر أمره أمام لجنة الرهبنة في المجمع المقدس .
7- بعد مجيء البابا تواضروس عام 2012 أصدر خطاب تفويض الراهب اليشع عام 2012 وذلك لتقنين أوضاعه إمام الدولة كما اصدر للإخوة هناك بطاقات رقم قومي به صفة رهبان للتعامل به إمام الدولة أيضا حيث كانوا موجدين هناك بلا بطاقات ولا أي اوراق رسمية !
8- تم الاعتراف بالمنطقة محمية طبيعة عام 1997 .وبعدها بسنوات قليلة بدء الخلاف مبكرا من عام 2003 من الحكومات بخصوص المباني ووضع اليد على محمية طبيعية وتمت محاولات إزالة بالقوة وصدام مع الإخوة هناك
9- بدأت المشكلة الحالية منذ عام 2013 عندما أرادت الدولة شق طريق في هذه المنطقة للربط بين الفيوم والواحات.و بدء الصدام مع الرهبان والمسئولين لأن الطريق سيشق المنطقة التي تم وضع اليد عليها ( 130000فدان) بالطول مما يعني تقسيمها. والفصل بين التجمعات وقلالي الرهبان وبعض المشاريع وعيون المياه هناك ( هناك ثلاث عيون من المياه يعيش الرهبان عليها ويعتمدون عليها في شربهم وزراعاتهم وكل انشطتهم )
10- تدخلت الكنيسة مع المسئولين لإيجاد حل فقالت الدولة انها ستتعرف بالدير وتقنن وضعه وتعطي المقيمون هناك 3 آلاف فدان وكان المجمع ستعترف به أيضا بعد مراجعة طالبي للرهبنة وفحص من يصلح ومن لا يصلح.ولكن بعض الإخوة هناك والمشرق عليهم في ذلك الوقت رفض بشدة هذا الأمر !
11- دخل قداسة البابا تواضروس شخصيا للتفاوض مع مشرف الدير الراهب اليشع ولكنه رفض مطالب البابا ولم يخضع له ( في فيديو مؤخرا قال البابا عن ذلك .....) انه رفض طاعته وقال الطاعه لله وكتب على أسوار المكان أنهم يتبعون الله وليس الكنيسة ))
12- أرسل قداسة البابا وفد للتفاوض مع المجموعة هناك تحت إشراف الأنبا إبرام الأنبا والأنبا ارميا والأنبا متاؤس وعرضوا عليهم هذا العرض البعض وافق والبعض رفض بشده . وكان ذلك في أكتوبر 2015 .
13- وفي أكتوبر 2015 اجتمعت لجنة الرهبنة في المجمع وعددها 24 راهب وقررت استبعاد الراهب اليشع من مسئولية هذه المنطقة واستبعاد اثنان من طالبي الرهبنة لإساءتهم للبابا وكسر قانون الطاعة له و تمردهم وكانت الكنيسة تأمل ان تهدأ الأمور ولكن هذا لم يحدث وقاوم بعض الإخوة هناك العمل في الطريق وقاوموا المعدات قائلين أنهم مستعدون للشهادة من اجل عدم عمل الطريق
14- .تم عدة محاولات مع الرافضين للطريق ولقرارات المجمع لكن دون جدوى ووصل الأمر بهم أنهم اعتدوا على إخوة لهم يوافقون على قرارات الكنيسة وجرح بعضهم وذهبوا إلي المستشفى وتم تحرير محاضر بذلك !
15- الأخ مارتيروس (احد الرهبان هناك ) كان ضمن المعارضين لبناء الدير وضمن من اعترضوا على قرار البابا وتم استعباده أقر في فيديو نشر مؤخرا له بمجهود الكنيسة في التفاوض ورفض وتمرد بعض الإخوة وأقر بمحاولة المهندس محلب وكان طويل البال معهم وتواصوا الي اتفاق بترك عيون المياه لهم وترك أماكن تجمع الرهبان مع اعتراف الدولة بالدير وترك مساحة حوالي 3 آلاف فدان .وقد رفض الرهبان أيضا هذا الاتفاق وخصوصا الراهب بولس فقام مع إخوة له بتسليم الراهب بولس مبررين ذلك لحمايته وسعيا في الهدوء خصوصا بعد أن هدد أي أسقف يصل الدير للتفاوض وبالفعل تم رفض مقابلة الأنبا ارميا مؤخرا ولم يسمح له بالدخول !
16- اصدر المجمع المقدس مؤخرا بيان يوضح فيه بعض الحقائق حول الموقف وتوضح فيه موقف الكنيسة وتعنت بعض الإخوة لقرارات الكنيسة وقرارات الدولة !
وفي النهاية هذه عرض بسيط ومختصر للإحداث منذ بدايتها واعتقد ان سبب كل هذه المشاكل هو ان الوضع كان غير سليم من البداية وكان هذا الكيان او التجمع او ايا كان اسمه لا يخضع للكنيسة وليس تحت إشرافها لم يخضع رهبانه لقوانين وشروط وفحص الكنيسة لذلك لم يتعلم بعضهم (وليس كلهم لان هناك أشخاص يتعبدون بهدوء وسلام وغير موافقين على ما يحدث ) أبجديات الرهبنة التي هي الفقر و البتولية والطاعة !
وهكذا كل كيان يظهر ويفصل نفسه عن الكنيسة يكون هدفه وسلوكه وممارسته ضد ومخالف للكنيسة !
نصلي ان يعم الهدوء على المكان وان يرجع لطاعة الكنيسة لكي تصلح الكنيسة ما أفسده البعض !
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع