الأقباط متحدون - -4-سلسلة المسيح في أناجيل الصوم الكبير
أخر تحديث ٠٠:٠١ | الخميس ٢٤ مارس ٢٠١٦ | ١٥ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٧٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

-4-سلسلة المسيح في أناجيل الصوم الكبير

المسيح في أناجيل الصوم الكبير
المسيح في أناجيل الصوم الكبير
إبن الله و الإبن الضال لو15
Oliver  كتبها
الإنسان الذى كان له إبنان هو المسيح المتجسد.منذ بدء الخليقة له إبنان.آدم و حواء. ثم إنقسمت البشرية إلي إثنين يهود و أمم.و ظل يسوع المسيح الرب الإنسان يفتح قلبه للإثنين معاً.
الجميع زاغوا و فسدوا
الأصغر طلب نصيبه بالكلام و الأكبر طلب نصيبه بالصمت فقسم (لهما) معيشته. الأصغر طلب أن يصير مثل الله .له مُلكه و سلطته و حريته حسب هواه بعيدا عن أبيه. و الأكبر عاش في البيت كعبد و لم ينعم بميراثه. بدأت الخطية بالأصغر ليس في رتبته أو في بنوته بل في عمره و حكمته و إكتملت الخطية بالأكبر .بدأت الخطية بحواء و إكتملت بآدم. حواء تكلمت مع الحية و سقطت و آدم أخذ الثمرة و أكل .سقط في صمت أيضاً. سقط الأصغر و الأكبر معاً. الأصغر بدد ميراثه و عاش فقيراً و الأكبر رفض ميراثه و عاش فقيراً . أعوزهم مجد الله.فظهر الله في الجسد . المسيح الإنسان الذي كان له إبنان.
المسيح و الإبن الضال
بعد ايام قليلة جمع الأصغر كل شيء, لكي يبدد كل شيء. الإنحدار التام لا يحتاج وقتاً طويلاً.لذلك جمع الإبن الضال سريعا كل مقتنياته ثم زاغ و إختفي, حتي ظهرالله في الجسد.
أنفق الضال  كل ما له و إسترد المسيح كل ما له. جاع الإنسان الضال فجاع المسيح عوضاً عنه.إفتقر الإبن الضال  فإفتقر المسيح عوضاً عنه.لكي نستغني نحن بفقره.مضى الإنسان بعيداً فتجسد المسيح و إقترب. إلتصق الضال بأهل الكورة البعيدة وفسدت طبيعته.فإلتصق الإله بطبيعتنا البشرية و صار الظاهر في الجسد لكي يفك ربط الخطية.ذهب الصغير إلي حقول الشياطين مشتهياً أن  يملأ بطنه من قاذوراتهم  فجاء المسيح  أرضنا ليغلب الشياطين عنا و يهب نفسه شبعاً لمن يريد.. مكرت الشياطين و تلاعبت بالصغير فلم تعطه ما يشتهي حتي يظل كسيراً أسيراً.فالشيطان يتخابث حتي يأتي بالموت أما المسيح فقد أطاع حتي الموت و وهبنا الحياة. عب 2 : 17
حين عاد إلي نفسه عاد معه المسيح.آخذاً صورة عبد لكي يرد للضال البنوة.و حيث لم يكن ممكناً أن يصل صوت الخاطئ للسماء صار المسيح شفيعاً.فهتف الضال في فكره ( أخطأت قدامك), و صعد المسيح به إلي السماء و صار للضال قدام الآب كفارة و وساطة و غفراناً.لذا تجرأ الضال أن يقول (أخطأت في السماء) و ما كان يعرف السماء قبل الفداء. هذه هي المرة الأولي التي جاءت السماء في فكره.بالمسيح جاءت. نظر الإبن الضال إلي الشفيع السائر معه  يعود به إلي أبيه  مضي نشيطاً ما صدق نفسه. 
نعمة المسيح
نعمة الله تعمل مع الجميع. بالنعمة ركض الآب خارجاً ليقبل إبنه الضال.بالنعمة خرج الآب خارجاً ليعالح الإبن الأكبر و يعطه نفس الرجاء و الفرح.بالنعمة رجع الأصغر إلي نفسه مشتاقاً إلي رتبته الأولى. شَبَعْ البنوة.كان الله أبوه  لا زال في الذاكرة يسكن ,كانت النعمة تحفظ الذاكرة رغم الفساد في البشرية كلها. صورة المسيح و مثاله ماثلة أمامه.النعمة غلبت ضلال البشرية.بقي الشبع في خبرته. كان بين  الضال و أبيه أسفاراً.بين الإنسان و السماء حجاباً. النعمة رفعت الجائع للخرنوب  إلي السماء ليقول هناك أخطأت يا أبتاه.وصنعت من الضال مشتاقاً إلي بيت الآب.إلي مُصالح .و قد جاء و صالحنا مع أبيه الصالح و شبعنا من نعمته. 
العجل المسمن
لماذا جري  الأب خارجاً ليعانق الضال العائد من الموت؟فقط لأنه يرى فينا صورة إبنه يسوع المسيح. الذي سار لنا الطريق و إختصر لنا زمن الضلالة.من سهل لنا طريق التقوى؟ من شفع لنا عند الآب .من هو إلا الإبن الوحيد .قبل أن يعود الإبن الضال  كان العجل المسمن قد سبقه و دخل البيت.كان هناك في حضن أبيه . يسمنه(أي يتأني  حتي يأتي ملء الزمان) .إن إنتظار وقت الذبح كان خطة سماوية.إن قبول الضال مرتبط بالصليب.يموت العجل المسمن ليعيش الضال و يشبع .هذا هو الثمن.إبن مقابل إبن.البار مذبوح بدل الضال. مات المسيح و أمات الموت. إسألوا إبراهيم البار فهو يعرف لمن كانت السكين.إسألوه عن الخروف الذي ذُبح عوضاً عن إسحق من أين جاء و لماذا كان مربوطاً بالشجرة( الصليب) ..فالأمر منذ البدء تفسيره .إبن عوضاً عن إبن.خروف عوضاً عن إسحق .كانت السكين لنا و الموت مصيرنا  لكن الآب سر أن يضعها علي رقبة إبنه .نعم حين قال الأب قدموا العجل المسمن لنأكل( و نفرح)؟ كان وقت ذبح الإبن مسرة الآب أو قل كان خلاص الضال و لو بذبح الإبن مسرة للآب.ليفرح بنا و معنا.
الحُلة الأولى و مكاسب التوبة
ما هي الحلة الأولى إلا صورة إبنه.هذه هي رتبتنا الجديدة. ثوب الُعرس حُلة و خاتماً و حذاء.لا توجد حلة بديلة فالحلة الأولى هي الوحيدة التي يقبلها صاحب الُعرس..هي المسيح  الحُلة التى نلبسها في المعمودية.لا يوجد بغيره خلاص.الحلة الأولي هي المسيح الذي هو منذ البدء..لنأخذه و نلبسه  كساءا أبدياً فيستتر عرينا. ليعيد لنا سلطان البنوة( الخاتم في يده ) و ليرفعنا عن العالم (حذاءاً فى رجليه). 
إبنى هذا (كان ميتاً) فعاش و( كان ضالاً) فوجد
إبني هذا كان ميتاً ,كان ضالاً لكن العجل المسمن قد ذبح.فليفرح كل من يأكله و يصير قديساً. تصبح الخطية من الماضى. تنحل و تتلاشى من الوجود.موت المسيح  أبادها , بدأ عهداً جديداً بغير ماض.لم يعد الموت يطاردنا بل نحن نطارده.كنا موتى و الآن عشنا.الآن نتحصن.صار المسيح حصناً من الخطية. حائلاً بين الموت و بيننا.فلم تعد للخطية نصرة و لا للموت سلطان بل لنا نحن. 
الإبن الأكبرخارجاً
الصلح تم.فرح الخلاص بالداخل. المائدة ممتلئة و العُرس مستعد أما هو فكان خارجاً.مكتفياً بالعهد القديم. بالحديث مع العبيد(أنبياء العهد القديم) الذين  صاروا ضحية قساوته.تجبر شعب الله علي الله الذى إعتنى به منذ البداية. إسرائيل العنيدة ناقمة علي الأمم.ترفض المسيح مخلص الجميع و تريد إلهاً لها وحدها. الراعى  فاتح باب الحظيرة و هى  لا زالت خارجاً في الحقل. مع أنه قد مات المسيح.و برأ الإنسان من سم الحية لكن الإبن الأكبر ما زال خارجاً .يرفض الشفاء.فاقد الفرح.محتقر المحبة.رافض أخيه.شبعان إدانة. الإبن الأكبر في عينى نفسه لم يعد الأكبر في عينى أبيه.لأجله أيضاً.خرج الآب مستعداً لإحتضانه كما فعل مع أخيه الأصغر.يا للخزى الذي أصاب عقل الشعب العنيد.ما زال الشعب يتمسك بالجِدى رافضاً الخروف المذبوح.الخروف بالداخل لكن إسرائيل يطلب جِدياً.يتمسك بالذبائح القديمة. المائدة ممتدة ملآنة شبع و سرور لكن إسرائيل خارجاً يندب حظه منكفئ علي نفسه.كأنه فقد البصيرة.لم يستطع إسرائيل أن يخاطب أبيه (يا أبى) لأنه لم يقبل العجل المسمن.أغضبه أن أبيه لم يذبح له جدياً؟ فلم يتصالح.بل تجرأ في لغته .وقف أمام الديان يدين أخيه؟ يدين الذين قبلوا المسيح و يعتبرهم مارقين.لغة الإبن الأكبر تحرم أي إنسان من الدخول إلي البيت. قبول العجل المسمن و محبة الأخوة يفرحان الآب و بغيرهما يبقي الكثيرون في حرمان أنفسهم من النعيم و الفرح الأبدى.
كل ما لى هو لك
المجد للثالوث الأقدس  و نحن شركاء في المجد.الثالوث إله واحد و نحن شركاء في الثالوث فى المسيح بالروح القدس .إيماننا لا يتخوف من هواجس الهراطقة بل بثقة نعلن  أن كل ما للمسيح في الثالوث صار لنا من غير أن نصبح آلهة تُعبد.. صرنا شركاء في المحبة.شركاء في الأبدية.في الملكوت.في النورانية.محبة الآب للإبن صارت لنا نحن أيضاً في المسيح يسوع. روح الإبن فينا يسكن و به إتحدنا. من بعد أن ركض الآب إلي الضال و عانقه لم تعد فواصل بين الآب و بيننا. إحتضننا فأخترقتنا أنفاسه وأصبحنا منه و به نعيش. أصبحنا نعيش كمن صاروا خارج الزمن.أصبحنا ننعم بالأحضان الأبوية الأبدية , التي بواسطتها ننال كل النعم التي في المسيح لتكون فينا و لنا. إذا كانت لنا شركة فهي في المسيح.و إذا كان للمسيح شركة بعد الثالوث  فهي فينا.
من يدرك كل ما هو للآب؟  هل له حدود؟ إن – كل ما هو لك -  يا رب فوق التصور. لا يمكن أن ندركه. و مع ذلك سنأخذه أو لنا الحق أن نأخذه. من يفهم قول الأب لإبنه  كل ما لي هو لك؟ من يدرك كل معانيه.الإبن هو كل ما هو للآب.و الآب هو كل ما هو للإبن.و نحن أخذنا نفس الوعد من الآب و الإبن.إنها عبارة لن يكتمل معناها إلا في الأبدية.إنها وعد سيستمر دون توقف.نظل بسببه نأخذ و نأخذ و نأخذ دون إنقطاع لأن ما للآب لا ينتهى و ما للإبن لا يضمحل.سنظل يا رب إلي الوعد نجوع و نتطلع و على الوعد نأخذ و نشبع. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع