قال وزير الدفاع الفرنسي جان-إيف لودريان الخميس، (24 03 2016)، إن 800 ألف مهاجر غير شرعي ينتظرون فرصتهم للعبور نحو أوروبا، انطلاقا من ليبيا.
وزير الدفاع الفرنسي دعا، في مقابلة مع إذاعة "أوروبا-1" الفرنسية، إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمنع تحول المتاجرة بالمهاجرين إلى مصدر تمويل لـ"داعش".
وشدد لودريان على أن إرساء حكومة توافق وطني في ليبيا يُعد ضرورة قصوى في المرحلة الحالية، وأن على جميع الأطراف المحلية والدولية بذل جهود مضاعفة، من أجل تحقيق هذا الهدف.
وأوضح لودريان أن غياب حكومة وطنية في ليبيا يحرم الأوروبيين من الحصول على ترخيص قانوني بتعقب المهاجرين قبل وصولهم إلى المياه الدولية، ومطاردتهم على الشواطئ الليبية؛ وذلك ضمن عملية "صوفيا"، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في شهر يونيو/حزيران من العام الماضي بمشاركة 22 دولة.
التهريب من ليبيا وإليها
تنظيم "داعش" كان قد دعا، مطلع العام الجاري، مقاتليه إلى الهجرة من سوريا والعراق نحو ليبيا؛ حيث سيقيم ما يسميه "دولة الخلافة" انطلاقا من مدينة سرت، التي سيطر عليها، وفقا لما جاء في بيان صدر عن التنظيم الإرهابي، ونشرته وكالة "أعماق" التابعة له.
وتشير المعلومات، التي أكدها وزير الدفاع الفرنسي جان-إيف لودريان في حديثه الإذاعي، إلى أن "داعش" تمكن فعلا من إدخال ما بين 4000 و5000 مقاتل إلى ليبيا، منذ سيطرته على بعض المناطق في البلاد.
وتشير التقارير الدولية إلى أن التنظيم، بعد سيطرته على بعض المدن الساحلية في ليبيا، بدأ يعزز وضعه المالي عبر تهريب المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا.
فعلاوة على الاستفادة من الموارد النفطية الليبية، يتقاضى "داعش" مبالغ مالية ضخمة لقاء تسهيل عمليات الهجرة من إفريقيا في جنوب الصحراء إلى أوروبا، وفقا للوكالة الأوروبية لإدارة التعاون العملياتي في الحدود الخارجية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي "فونتكس"، التي ذكرت في تقريرها الأخير أن التنظيم جمع نحو 323 مليون دولار من الهجرة غير الشرعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، محذرة من أن مقاتلين من "داعش" يتسللون إلى أوروبا متخفين بين المهاجرين غير النظاميين.
جهود على الأرض
وعلى الرغم من ضآلة الإمكانات، داخل ليبيا المقسمة بفعل الصراع المسلح، فإن خطوات جدية تُتخذ، للحد من تدفق المهاجرين عبر السواحل الليبية.
فمدينة زوارة الساحلية مثلا، التي تبعد 120 كيلومترا غرب طرابلس، أنشأت بمواردها المتواضعة وحدات خاصة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والتي تتمثل مهمتها في الحد من عبور المهاجرين باتجاه أوروبا.
وقال آمر الغرفة الأمنية في المدينة، خلال مقابلة مع مركز زوارة الإعلامي، إن فيلقه اعترض زورقا صغيرا الأسبوع الماضي، وعلى متنه 127 مهاجرا غير شرعي، بينما كانوا في عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة المدينة.
في حين أكد وزير خارجية الحكومة في طرابلس علي أبو زعقوق الخميس، (24 03 2016)، في مقابلة مع صحيفة "لوبوان" الفرنسية، أن تجربة مدينة زوارة يمكن تعميمها على بقية المناطق الليبية لإيقاف أسراب المهاجرين.
من جانبها، لفتت منظمة الهجرة الدولية، التي تدعم جهود مختلف السلطات الليبية، إلى أن الوضع الأمني المتدهور يعوق جهود مواجهة ظاهرة المهاجرين، ويبقي الباب مفتوحا أمام الميليشيات القائمة، بما فيها تنظيم "داعش"، للمتاجرة بالمهاجرين.