د. مينا ملاك عازر
صديقي القارئ، إن كانت الركنة في الممنوع تؤدي بك للكلابوش، ففي هذه الأيام صار الكلام في الممنوع يؤدي بك للكلابوش، صحيح الكلابوشين مختلفين فالأول يكلبش السيارة والآخر يكلبش ايدك، لكن دعني أوضح لحضرتك، فالحالة الثانية إن لم تكلبش فكرك فلتكلبش يدك، ولا عزاء للأحرار في دولة تحترم القانون حينما يحميها من نيران النشر، وتدهسه حينما يمنعها من كبت الحريات وحبس الأطفال وسلم لي على الطفل في السجن.

الثلاث فقرات الفائتة التي لم تقرأهم بالطبع لم يحذفوا بفعل الإدارة، ولكن بفعل الإشارة إلى أن تلك الأفكار المطروحة فيها أفكار ممنوع الحديث عنها بأوامر حظر النشر، والنشر أنواع كالذي تقوم به السيدة في البلكونة وهذا مباح، والذي يقوم به النجار في الورشة، وهذا متاح، والذي نقوم به في الصحف وهذا براح تستطيع أن تفعل به كما شئت ما لم تتحدث عن  و    و    و   و   و   و

وكما تلاحظ لم أضع حتى نقاط حتى لا يفسرها أحدهم ويفهم ما أريد الكتابة عنه وهو محظور وأروح في كلابوش، أنا أذكر أن والدي -رحمه االله- بعد ما مات أوصاني بأن أحافظ على رضا الوالدين والمواصلات، ولما رأى ما يحدث في مسألة المنع والمنح في النشر، قال لي وأوعاك تغضب الباشا النائب العام وأنا لا أحب إغضاب أحد لكني أحب أن أقول لكم إن كل قضية تمنعون فيها الكتابة علناً والنشر علناً، يتحدث فيها الناس سراً أكثر وأكثر مما كان يمكنهم الحديث فيها في العلن، والشائعات تزيد والفتاوي تكثر، ولو حضرتك فاكر وصية والدي، أذكرك معها بما قاله لي ابن خالتي الوزير القادم عن أنه اعتاد ألا يتحدث مع أمه في أي شيء لأنها تنشر الغسيل  وذلك لضمان أن يصبح يوماً ما وزير.

فهو لا يغضب والدته بأن يقول لها أخبار مزعجة فيضمن رضا والدته، ولا يحاول الذهاب لها فيزحم المواصلات، وبالتالي لا يغضب المواصلات أيضاً، ويحافظ على رضاها ولا يغضب النائب العام ومن قالوا له امنع النشر، فيبصبح وزير وسلم لي على كل القضايا الممنوع فيها النشر لو شفتها ولو صدر فيها أحكام ولو طلعت من درج المكتب، ولو استقال منها قضاة التحقيق، ولو تذكرتها ادعو لها بالرحمة وأن يسكنها النائب العام فسيح أدراجه.

وبهذه المناسبة أوكد على احترامي للقضاء ولسيادة النائب العام الذى نقدر حهوده لإقرار العدالة.

المختصر المفيد من مصر لسيادة النائب العام أمانة عليك لا تنشر الغسيل.