الأقباط متحدون - بروفايل| القصبجي.. مكتشف العمالقة الضائع
أخر تحديث ٠٣:٢٤ | السبت ٢٦ مارس ٢٠١٦ | ١٧ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٧٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

بروفايل| القصبجي.. مكتشف العمالقة الضائع

محمد القصبجي
محمد القصبجي

"الموسيقي الأفضل" بين ملحني زمانه، آمن بأن للعود مكانًا بالجنة، تفرغ له وفرّغ فيه طاقاته، فقدَّم ألحانًا عديدة للسينما المصرية، واكتشف عمالقتها تلحينًا وغناءً، وإن خالفه حظه في فتراته الأخيرة وعاش "محمد القصبجي" عازفًا فقط بعد مجدٍ لم يصل إليه أحد.

منذ مولده في 15 أبريل 1892 وحتى وفاته في 26 مارس عام 1966، أنصتت أذناه لآلة العود، التي كان والده مُدرسًا له، وتشبّع منه الصغير حبه وشغفه بالموسيقى والطرب، وترك مهنة التدريس رغم عدم انقطاعه عن الموسيقى، وتفرّغ لما احتل وجدانه.

عاون القصبجي الكثير من المطربين الذين لمعت أصواتهم بألحانه، ولكنه يُنسب له أيضًا اكتشاف عمالقة الطرب والتلحين على مدار الزمان، فيذكر لقاءه الأول بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، حين جاءه الأخير شابًا نحيلًا يرتدي بدلة رخيصة الثمن ولكنها أنيقة المظهر، وقُدّم له كمطرب نشد أغنية "أنا المصري كريم العنصرين"، وأعجب صوته القصبجي ومدحه، ودرس على يده العود، "وأبدى استعدادًا طيبًا في الدراسة حتى أنه بعد فترة قصيرة أصبح من أمهر العازفين الذين سمعتهم في حياتي"، كما روى القصبجي في مذكراته.

"الجسر الواصل بين جيل سيد درويش وجيل محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي"، كان القصبجي الذي تسلّم الراية من درويش وأثقل بها موهبة عبدالوهاب وفريد الأطرش ورياض السنباطي ومحمد الموجي، حيث بدأ السنباطي حياته الفنية بحفظ وغناء ألحان القصبجي، وعندما بدأ التلحين كان واضحًا في ألحانه انتمائه إلى تلك المدرسة التي نشأ فيها، إلى درجة التشابه الشديد أحيانَا في الألحان، أما فريد الأطرش فلم يستطع الفكاك من مدرسة أستاذه، والواقع أن أشهر معزوفاته وتقاسيمه على العود والتي اشتهرت في سائر أنحاء الوطن العربي هي نسخ من تقاسيم محمد القصبجي، الذي لم يكن يؤديها في حفلات على الجمهور كما كان يفعل فريد، حسب موقع الموسيقى العربية.

وكوّن فرقته الموسيقية عام 1927، حيث ضمت أبرع العازفين في ذلك الوقت، ولم يتوقف عند الشكل التقليدي للفرقة الموسيقية العربية، بل أضاف آلة التشيلو وآلة الكونترباص، وهما آلتان غربيتان، فكان جامعًا بين الحداثة والرومانسية في نسيج جديد على الموسيقى العربية، وما أدخله من تطوير على فنون الموسيقى العربية جعله يقف بجدارة في مصاف الرواد.

"قال إيه حلف ميكلمنيش".. أول أغنية جامعة بين الموسيقي الأفضل وكوكب الشرق، وقتما أتقى بها عام 1924، وهي تغني على طريقة الموالد مع والدها وأفراد فرقته، ومن يومها لم يكن لها مُلحنًا فقط بل صار أستاذًا ومُعلمًا، وتوالت سلسلة من ألحانه لها حتى بلغت نحو 70 لحنًا كان آخرها "رق الحبيب" من شعر أحمد رامي، واعتبر آخرون أن هذه الأغنية هي "مأساة القصبجي" فلم يقتنع بلحن له بعدها، فتوقف عن التلحين لقرابة 20 عامًا، وقيل إن "أم كلثوم" و"أسمهان" السبب، حيث طلبت منه الأولى ألّا يُلحن لغيرها بينما رأى في أسمهان صوتًا جديًا يتسع للعديد من الألحان المتطورة إلا أنها فارقت الحياة في شبابها دون أن يستثمر صوتها، وظل طوال 22 عامًا ضيف شرف في فرقة أم كلثوم، يجلس عازفًا على العود فقط، دون أن يبرح مكانه للتلحين، مكتفيًا بأداء ألحان غيره.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter