نبيل المقدس
إن كانت الرئاسة والحكومة , لم تهتم حتي الأن , أو تتجاهل الدستور الذي ينص علي عدم إقامة احزاب خلفيتها دينية .. وذلك طبقا لما هو واضح من الدستور أن مصر بلدة مدنية حديثة , سوف ينفجر مسيحيو مصر إحتجاجا علي بقاء هذه الأحزاب الدينية , وسوف يعتبرون هذا التجاهل تهديد لهم من قتل وفناء من قِبل السلفيين .. فقد صرح في الآونة الأخيرة تصريحا من أحد قادة السلفيين يُدعي يحيي رفاعي إسماعيل يقول فيه :
" إنه ليس للإنسان حقًا أصيلا في الحياة لأنه مخلوق من العدم، وخالقه منحه الحياة لغرض هو عبادته، وبها يعصم دمه لقول رسول الله "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى". ووصف القيادي السلفي، المصريين المسيحيين الذين ذبحوا على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بليبيا، بـ الخرفان الذين ليس بيننا وبينهم عقد وطن، ونشعر بالإهانة لأن الأقباط ظلوا آمنين بمصر بعد الانقلاب" - على حد قوله - وأستطرد سرور، عبر حسابه الرسمي بالفيسبوك: أن دماء الأقباط وكل أنصار السيسي مباحة، وذبحهم واجب شرعي. كان القيادي بالجبهة السلفية المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، علق على ذبح المصريين، في تدوينة قائلا: " نحن أمام واحد وعشرين خروفا مسيحيا دماؤهم رخيصة. "
لم تأتي الخطورة علي مسيحيي مصر من هذا السلفي فقط .. بل من إنتشارالبعض منهم في جميع مؤسسات الدولة , وتفعيل قوة حجتهم الدينية بالنسبة للمسلمين الوسطيين من خلال شريعتهم وتفاسيرهم الخاطئة لها , والتي تُعتبر سيفا علي آخذي القرارات , وتضع العراقيل أمام حقوق المسيحيين .. فهم أصبحوا قوة مؤثرة حتي في الأحكام .. وهناك مثال ما يزال عنوانا واضحا ألا وهو حبس خمسة من الصبيان لمجرد انهم كانوا يقومون بتمثيل كيفية ذبح ابنائنا المصريين في ليبيا علي يد الدواعش ... الذين لم يتم تكفيرهم من قبل الأزهر علي اساس نطقوا الشهادتين . وإن كان الأزهر وبعض قيادتها لم يكفرونهم فهذا من موقفهم المُحرج بالنسبة للشريعة التي تقودها السلفيين ... ويؤسفني أن أصرخ واقول " عار عليكم يا شيوخ الأزهر , فأنتم أعظم بكثير من هؤلاء السلفيين , فلا تنتظرون رضاهم عليكم.. فقد كان معلمينكم في الزمن الماضي القريب رجالا عظماء .
والمعروف أن الحركة السلفية تستلهم نهجها من الوهابية التي طورها في القرن الثامن عشر رجل الدين "محمد بن عبد الوهاب". وقد تبنى ودعم هذا المذهب المتصلب "محمد بن سعود" ، سلف العائلة المالكة الحالية في العربية السعودية. وأصبحت السلفية بالتالي مذهبا رسميا وأداة أيديولوجية تستعمل لممارسة تأثيرها على العالم الإسلامي، كما أنها تستعمل حاليا حجابا تختفي وراءه جماعات عنيفة".
وللعلم أن الحركة السلفية تولدت منها حركة الإخوان المسلمون , وكانت متوحدة معها في سلب ثورة 25 يناير من شبابها المصري .. كما أن جميع الثورات والإنقلابات التي حدثت في الدول العربية تحت مُسمي الربيع العربي كان فاعلها الحركات الإسلامية والتي تتزعمهم الحركة السلفية .. واقولها وانا ضمير مرتاح أن ما يحدث في سوريا هو من أفعال الجيش المنفصل " جبهة النصرة" من الجيش الأساسي لسوريا .. وهم في الأصل سلفيين .. هؤلاء تسببوا في خراب اجمل واعظم دولة شامية عربية .
ولا تكتفي إرادة السلفيين العنيفة من إستفزاز المسلمين الوسطيين من تدمير قبور الصالحين إلى تدمير الكتب والمخطوطات الشعرية أو الطبية أو التاريخية أوالعلمية .. أي أن جزء كبير من الإرث الثقافي الإسلامي وبالتالي من الإرث الثقافي للإنسانية التي تُعتبر في نظرهم معادية للمذهب الوهابي قد إنهارت , أوعلي وشك الإنقراض . كما دمرت السلفية الكنائس إنتقاما من عزل الإخوان من الحكم . وهم الذين كفروا وسبوا رمز الكيان المسيحي في مصر ... فالسلفية أيديولوجية ديكتاتورية تستغل الدين وتبرر العنف والقمع وتشيع الخوف وتخدم مصالح الدولة أو مصالح حركات تستعمل الإكراه الجسدي. وبالتالي، يمثل هذا المذهب خطرا على جزء من الإرث الثقافي للإنسانية إذ يتعلق الأمر بتدمير ذاكرة حضارة تنتمي للإرث المشترك للإنسانية بأكملها . !
السلفية لا تتماشي مع شعب اصيل مثل مصر التي عرفت العالم بأن هناك اله واحد .. مصر ذات الحضارة العميقة .. مصر رائدة الحريات .. مصر التي حَوّتْ جميع الأديان .. مصر رائدة العلم والأدب والفن .. لذلك فالشعب المصري يرفض تماما وجودهم في وسطنا بأفكارهم السلفية البدوية .
لكم العون يا اقباط مصر مسيحيين ومسلمين . كونوا ستارا من الحديد لحماية ارض وشعب مصر من مخالب الفكر السلفي ....!!