الأقباط متحدون - و للوقت
أخر تحديث ٠١:٠٢ | الاثنين ٢٨ مارس ٢٠١٦ | ١٩ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

و للوقت

بقلم: ماجد سوس

معروف لمن يتابع قراءات إنجيل معلمنا مرقس الرسولي انه كان دائماً يردد كلمة للوقت و هي تعني سرعة و سخونة الأحداث و قد ظهر هذا في شخصية مرقس نفسها ففي وقت قصير من حياته كرز في مصر و الخمس مدن الغربية وو رسم بطريرك و اساقفة و كهنة  و ووضع اساساً قويا بل ووضع بنفسه قداساً نصلي بهه حتى الآن ، ومن الواضح ان عنصر الزمن عنده له أهمية شديدة و أصبح عمر الإنسان لايقاس باسنوات حياته و لكن بتأثيره في البشرية .

هكذا وجدنا مرقساً آخر في تاريخ الكنيسة في وقت قصيراً جدا قدم الكثير لشعبه و لكنيسته  فالخادم سامي كامل الشاب العجيب الذي كان لا يمر يوما في حياته حتى يكلل له الرب نجاحات لكل ما تمد له يداه فتفوقه العلمى أذهل من حوله حصل على بكالوريوس علوم (قسم جيولوجيا) من جامعة الإسكندرية سنة 1951 بتقدير جيدجدا.

ثم إلتحق مباشرة بمعهد التربية العالي للمعلمين وحصل على دبلوم تربية وعلم نفس سنة 1952 بتقدير ممتاز وكان ترتيبه الأول على دفعته ثم إلتحق بكلية الآداب و حصل على ليسانس آداب - فلسفة - سنة 1954، وياللعجب في نفس الوقت التحق بالكلية الإكليريكية بالإسكندرية وحصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية سنة 1956، وكان الأول على دفعته بعدها عين معيدا بمعهد التربية العالي بالإسكندرية سنة 1957 وهو معهد تابع لوزارة التربية والتعليم وبعد كلية العلوم وكلية الآداب و كلية اللاهوت " الإكليريكية" إلتحق بالكلية الرابعة وهي كلية التربية ففي عام 1958 حصل على دبلوم التخصص في علم النفس في أكتوبر سنة 1959.

أما في الخدمة فللوقت دخل بها صغيراً فقد بدأ فيها في سن السابعة عشر و هو مازال طالباً و بعد نجاحه في خدمة مدارس الأحد إهتم بالشباب اهتماماً شديدا و في وقت صغير أصبح رغم صغر سنة أمينا لخدمة الشباب بكنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك ومع تفوقه الدراسي كان لايترك الكنيسة يومين كاملين و هما الخميس و الجمعة وفي الصوم الكبير كان يذهب إلى فراش الكنيسة -عم بولس- ويأكل معه وجبة الغذاء بفرح و بعد ان كانت مدارس الأحد و هي حديثة النشأة تدرس في المدارس و الجمعيات القبطية إستطاع ان يدخلها في الكنيسة و يجعلها جزء مهم من خدمات الكنيسة و يتلاحظ لنا هنا أيضاً عامل الزمن الذي كان يتسابق معه .

عاش فترة يخدم ابونا متى المسكين في شقة بالعامرية فتتلمذ على يديه و حينما أختار البابا يوساب الثاني أبونا متى ليكون وكيلا للبطريركية بالإسكندرية إستطاع أبونا متى ان يشتري أرض مارجرجس سبورتنج بعد ان اتصل ببطريركية الأرمن صاحبة الأرض ثم حضر ابونا متى وقاد أول إجتماع للجنة الكنيسة و قام بترشيح سامي كامل للكهنوت و ليتم سيامته على يد أبينا القديس البابا كيرلس السادس ، فكانت العلاقة بينه و بين الأب متى المسكين علاقة بنوة عميقة جدا حتى ان ابونا بيشوي بعد رحلات علاجه كان يعود الى الأب متى المسكين و يسكن في قلاية بدير القديس أنبا مقار و هناك خطابات روحية تشجيعية منشورة كان يرسلها ابونا متى لأبونا بيشوي .

قيل انه عند رسامة البابا كيرلس السادس لأبونا بيشوي كامل تنبأ له انه سيبني سبعة كنائس و للوقت بناهم بالفعل جميعهم في زمن قياسي و تنيح شاباً و كان يوماً حزيناً على كل القطر المصري و توقفت حركت المرور في شرق الإسكندرية و بكاه المسلمون و المسيحيون و ترك خلفه تراثاً و حياة إنجيلية معاشة ملأت الدنياً

كان مولعاً بالصليب ، ينظر إليه ، يتكلم إليه ، يكتب عنه وكأنه يرى المصلوب أمامه في كل حين و كان يقول أن نفساً بلا صليب كعروس بلا عريس حتى حمل هو الصليب و دعي بإسم حامل الصليب و قال أيضاً أن من فقد صليبه فقد مسيحيته و ان الصليب هو الطريق الوحيد للقيامة لذا فالهروب منه هو الدخول للموت الأبدى ، لذا تجد ان الله إختار له ان يكون يوم نياحته هو يوم عيد ظهور الصليب المقدس 10 برمهات .

كان محباً للملاك ميخائيل و يذكره و يهتم بأعياده الشهرية و أقام كنيسة بإسمه و العجيب انه وجد عند بناءها قربانه حجرية مكتوب عليها اسم الرب يسوع و اسم رئيس الملائكة ميخائيل وهي كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل في منطقة مصطفى كامل بالإسكندرية و التي أكتشف انها بنيت مكان كاتدرائية قديمة بإسم الملاك ميخائيل كانت موجوده من العصور الأولى و عندما اعترض البعض عن موقع الكنيسة في البداية بمقولة انها مبنى صغير جدا و مكان بعيد عن المواصلات قال لهم ابونا بيشوي ، بكل ثقة ، ان الملاك سيفتح جناحيه في هذا المكان و الآن أصبحت الكنيسة الصغيرة كاتدرائية ضخمة بها سبعة مذابح حيث فتح الملاك جناحيه و اشترت الكنيسة جميع المباني التي على يسارها و يمينها و أصبحت صرحاً عظيماً قام بتدشينها في العام الماضي قداسة البابا تواضروس الثاني و يخدم بها حالياً ستة من الآباء الكهنة المباركين.

كلما تذكرت أبويا القديس بيشوي كامل يخطر ببالي أمرين هامين الأول شخصي و هو انني اضعت بيدي سهرة معه عندما زرته و انا شابا صغيرا قبل نياحته بأيام قليلة حينما طلب مني ان أسهر معه و سيحكي معيطوال الليل فإعتذرت له بحجة انني أفضل المبيت على سريري و الأمر الآخر هو في الخدمة و اضاعة الوقت فهو رجل لم يضع دقيقة من عمره خارج دائرة المسيح بينما نحن ننشغل بأمور العالم و مشاغل الحياة .

كان شغوفاً جدا بأمه الكنيسة و هو أول من أهتم بعشيات السبت و الثلاثاء و الخميس و هو من اعاد سهرات كيهك لذا تجده أيضاً تنيح في عيد الأم و يصير يوم نياحته ككل حياته التي يجمع فيها الأشياء معا فهو تنيح يوم عيد الصليب و عيد الملاك و عيد الأم في ذات اليوم بخلاف انه إنطلق في شهر مارس و الذي تنيح فيه جوقة كبيرة من الملائكة القديسين و خاصة أب اعترافه ابونا ميخائيل ابراهيم و حبيبه الذي رسمه البابا كيرلس و ابوه الذي صلي عليه و بكى لفراقه البابا شنودة الثلاثة و غيرهم .

أبي الحبيب صلي من اجلي و من أجل الخدمة في كل مكان ليعطينا الله ان نحيا كحياتك و نعيش قدر طاقتنا و لو جزءاً صغيراً من طاقتك الروحية و كل عام و انت في حضن الرب يسوع تسبح مع الأربعة و العشرين قسيساً


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع