الأقباط متحدون - للإرهابيين دين وكذلك المرهوبين
أخر تحديث ١٣:٣٦ | الاثنين ٢٨ مارس ٢٠١٦ | ١٩ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

للإرهابيين دين وكذلك المرهوبين

بقلم: منير بشاى

هذا المقال يدحض المقولة التى تترد على افواه الكثيرين بأن الارهاب لا دين له.  ذلك لأن القناعات الدينية هو المحرك الرئيسى للإرهاب ..  ومع ذلك فمن الخطأ ان نوصم اتباع اى دين باكملهم بالارهابيين.  هناك تعبير صادق قاله مسلم، ومن وقتها يكرره الجميع، وكان آخرهم الاعلامى عمرو اديب وهو ان " معظم الارهابيين مسلمين ولكن معظم المسلمين ليسوا ارهابيين".

لماذا نصّر على إلصاق الدين بالارهابيين؟ الجواب: لأن فهم الارهابيين الخاص لنصوص دينهم هو الذى ساعد على تجميعهم، وهو الذى حفزهم على قتل غيرهم وقتل انفسهم.  ولماذا نصّر على إلصاق الدين بالمرهوبين؟  لأنه لولا دينهم ما ارتكب الارهابيون الجرائم ضدهم.  فالدين هو الحافز لارتكاب الفعل بالنسبة للارهابيين والمرهوبين.

وقد لفت نظرى ان الرئيس اوباما قد اغفل هذه النقطة الهامة فى الحالتين.  فتعمد اسقاط دين الارهابيين كلما اشار اليهم، بحجة ان الارهاب لا دين له.  فكان يذكر اسم "الارهابيين" دون ان يصفهم بالاسلاميين.  وفى نفس الوقت تعمد الاشارة للأقباط الذين ذبحهم الارهابيون فى ليبيا بانهم "الضحايا المصريين" مع ان سبب ذبحهم لم يكن مصريتهم بل مسيحيتهم.  ولكن بعد توجيه النقد من قادة الطوائف المسيحية الامريكية وعلى رأسهم "فرانكلن جريهام،" ففى المرة التالية اضطر اوباما الى تسميتهم بالاسم الصحيح وهو "الضحايا المصريين المسيحيين".

نعم للإرهابيين دين يدفعهم لارتكاب جرائمهم
ومرة اخرى نحن لسنا من ألصق بهؤلاء دينا بالذات ولكنهم هم من يلصقون بانفسهم ذلك الدين.  فجماعة "داعش"  معناها الدولة الاسلامية فى العراق والشام.  وبعد ذلك اطلقوا على انفسهم اسم "الدولة الاسلامية" بعد ان تعدت حدودهم العراق والشام واصبحوا يحلمون بان يكون تنظيمهم عالميا وفعلا صار لهم نشاط ملحوظ فى سيناء ووجود قوى فى ليبيا ووجود فى بعض بلاد افريقيا.  بل صار لهم نشاط ارهابى فى اوروبا والولايات المتحدة ونفذوا عدة عمليات هناك.

كلمة اسلامية ارتبطت باسمهم من البداية.  وسواء اتفقنا او اختلفنا مع عقيدتهم على انها تمثل صحيح الاسلام فهم يستندون الى نصوص الاسلام لتبرير افعالهم.  فطبقا للنظرة الدينية التى ينتمون لها هم مسلمون.  ومن المعروف ان هذه النظرة ليست محدودة بحال من الاحوال.  وعلماء الدين الذين يتبنون هذا الفكر لهم مذاهبهم المعتبرة ومنهم ابن حنبل وابن تيمية ومحمد ابن عبد الوهاب صاحب مذهب الوهابية وأحد مؤسسى المملكة العربية السعودية.

بل ان الازهر نفسه الذى يفتخر بانه منارة الاسلام السنى الوسطى فى العالم لا تخلو مناهجه من مبادىء لا تختلف كثيرا عن ممارسات داعش.  وليس من غرابة ان نرى الازهر بلسان شيخه الطيب يرفض تكفيرهم مبررا ذلك بانهم نطقوا بالشهادتين فى يوم من الايام وبذلك دخل الايمان فيهم ولا يخرج منهم الا بجحده وانكاره.  فطالما هم يؤمنون بما يرددونه فى الشهادتين فهم مسلمون حتى وان ارتكبوا ابشع الجرائم.

ناهيك ان هناك الكثير مما ورد فى التاريخ الاسلامى بداية بدولة الرسول ومرورا بالصحابة وانتهاء بالولاة الذين حكموا باسم الاسلام من اعمال لا تختلف عن ما يعمله داعش سواء فى ذبح المعارضين او بيع السبايا أو امتلاك الجوارى او فرض الاتاوات فيما يسمى "الجزية".

وفيما عدا القرآن المكى، الذى يعتقد هؤلاء انه تم نسخه اى انه الغى وحل محله ما انزل فى المدينة، فالنصوص التى تدعو لقتل الكفار كثيرة.  والكافر هنا هو من لا يؤمن بالاسلام ولم ينطق بالشهادتين.  وهذه بعض النصوص على سبيل المثال وليس الحصر:

"فان لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق" سورة محمد 47: 4

"سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان" سورة الانفال 8: 12

"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب (المسيحيون واليهود) حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" سورة التوبة 9: 29

"وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله" سورة البقرة 2: 193

وفى الحديث النبوى يقول رسول الاسلام لأهل قريش "والله لقد اتيتكم بالذبح." ويقول ايضا "امرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله، فمن قال لا اله الا الله فقد عصم منى نفسه وماله"

وللمرهوبين دين يدفع الارهابيين لارتكاب الجرائم ضدهم
ضحايا العمليات الارهابية هم من لا يؤمنون بالاسلام بنفس طريقة هؤلاء الارهابيين. ويدخل ضمن هؤلاء طبعا اتباع المذاهب الاسلامية المخالفة.  ولكن من ينالوا نصيب الاسد هم بلا شك من يدينوا بدين مخالف مثل الازيديين والمسيحيين بكل طوائفهم وانتماءاتهم الاثنية.  هؤلاء هم الذين كانوا هدفا للذبح والقتل والذين سبيت نسائهم وبناتهم لتباع فى سوق النخاسة.  وهم من خيّروا بين دفع الجزية اوالموت.  وهم من هدمت كنائسهم ودنست مقدساتهم ونهبت ممتلكاتهم وسرقت بيوتهم ومتاجرهم واراضيهم.  ومن اضطروا الى هجر بلادهم ليهيموا على وجوههم دون مأوى ولا طعام.

منذ الفى عام تنبأ السيد المسيح عن حدوث هذا، ليس لتبرير هذا العمل ولكن ادانة لمرتكبيه، فقال "تأتى ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله" يوحنا 16: 2 

ولقد أتت الساعة.  ساعة الغضب والقهر، ساعة الدم والموت، ساعة الظلم والظلام.  ولكنه الظلام الذى يسبق نور الفجر.  افرحوا، وتهللوا،.واصبروا.. لأن النجاة تقترب.

Mounir.bishay@sbcglobal.net


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع