الأقباط متحدون - هل انسحبت روسيا أم لم تنسحب؟
أخر تحديث ٠٥:٠٦ | الثلاثاء ٢٩ مارس ٢٠١٦ | ٢٠برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

هل انسحبت روسيا أم لم تنسحب؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 بقلم : د. مينا ملاك عازر

قول واحد في سؤالي موضوع المقال، لا أستطيع أن أجيبه بشكل نهائي لكن أستطيع أن أحلل مع حضرتك بعض المعلومات التي تستحق التوقف، ولك مني حينها أن نتوصل لإجابة.
 
تم مقتل مستشار روسي في أثناء تحرير مدينة تدمر الأثرية مؤخراً بسوريا، وتم قتله على إثر القصف الروسي للمدينة حيث أنه ضحى بنفسه وأرسل للمقاتلات الروسية أماكن تواجده لقصفه ومن يحاصرونه من رجال داعش، هذه الحقيقة تمثل لي مرحلتين الأولى أن ثمة مقاتلين روس ومن القوات الخاصة بالتحديد على أرض المعارك الدائرة الآن بعد خبر الانسحاب الروسي من سوريا يقاتلون ويستطلعون ويستكشفون لطلعات جوية تقوم بها القاذفات الروسية التي وهي الحقيقة الثانية تقوم بعملها للآن، وقد نفذت أكثر من أربعين طلعة في حوالي الأربع والعشرين ساعة ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 450 مقاتل داعشي، وهذا أيضاً بعد القرار الروسي بالانسحاب من سوريا.
 
الأسد يثني على روسيا ويشيد بدور بوتين الرئيس الروسي في تحسين الأوضاع في سوريا، وهذا بعد ما تم تسريبه عقب قرار الانسحاب الروسي، من أن ثمة مشادة هاتفية بين الرئيسين الروسي والسوري، كما أنني أستطيع أن أضع إلى جوار هذا المشهد حادثة أخرى وهي أن الجيش السوري قد تم له إتمام الاستيلاء أو قل استرداد كامل مدينة تدمر الأثرية ذات الأهمية التاريخية، ما يعني لي أن ثمة نجاحات ما زالت تحدث على أرض الواقع للجيش السوري، تلك النجاحات التي كانت قد توقفت منذ زمن بعيد وقد عادت بدخول روسيا لجوارهم في المعركة واستمرارها يعني أن هناك استمرار للتدخل الروسي.
 
أما ما يدعوني للتوقف قليلاً مع حضرتك صديقي القارئ، ثمة فكرة التدخل المصري بين الطرفين السوري والروسي، وهذا تستطيع استخلاصه بوضوح من قول الرئيس الأسد الابن بأن ثمة علاقات سرية بيننا وبين بعض البلدان العربية، وأن علاقاتنا بمصر ممتازة ونقدر موقفها، وقد قال هذا في نفس سياق الحوار الذي أشاد فيه بالرئيس الروسي، ما يدفعني رغماً عني لتحليل أن ثمة أزمة وقعت بين الجانبين الروسي والسوري لولا تدخل مصري مدفوع ليس فقط بالرغبة المصرية للإبقاء على سوريا واحدة متحدة بل أيضاً للقضاء على منبع الإرهاب الداعشي والذي قد يكون مدداً لأفرعهم في سيناء إذا دانت لهم سوريا أو خف الضغط الروسي السوري الإيراني عنهم، وهو ما يفسره تلك الهجمات المكثفة من قبل جيشنا العظيم في شمال سيناء تلك الهجمات التي أسفرت عن مقتل العديد من الإرهابيين، وقد أشارت لها وسائل الإعلام العالمية على أنها فاقت أفلام هوليود في دقتها ما يعني أننا صرنا قوة مؤثرة وقادرين على الاستفادة من الأحداث بل والتأثير فيها وصرنا وسيط ذو ثقل عن الكثير من الأطراف العالمية.
 
أخيراً، لا استطيع الإجابة على السؤال عنوان المقال للأسف، كما أشرت، لكنني أترك لحضرتك تلك الحقائق والتحليلات التي أتمنى صوابها وأترك لك حرية التوقع هل انسحبت روسيا أم لم تنسحب ؟أم كادت تنسحب وعدلت روسيا عن قرارها.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter