م. مدحت سيف - نيويورك
عزيزى القارئ:
تحدثنا سابقاً عن ثمانى قصص،وتوصلنا من خلالها لنقاط عديدة منها:
من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.
هناك مَنْ يصطاد بالصنارة،وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.
لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم، فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.
إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.
ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.
آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.
الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.
لا تفترض أنالطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.
ولنكمل رحلتنا:
دخل ثعبان ورشة نجار بعد أن غادرها في المساء بحثاً عن الطعام، كان من عادة النجار أن يترك بعض أدواته فوق الطاولة ومن ضمنها المنشار. وبينما كان الثعبانيتجول هنا وهناك؛ مر جسمه من فوق المنشار مما أدى إلى جرحهجرحاً بسيطاً، ارتبك الثعبان وكردفعل قام بِعَض المنشار محاولا لدغه مما أدى إلى سيلان الدم حول فمه. لم يكن يدرك الثعبان ما يحصل، واعتقد أن المنشار يهاجمه، وحين رأى نفسه ميتا لا محالة؛ قرر أن يقوم برد فعل أخيرقوى ورادع، التف بكامل جسمه حول المنشار محاولاً عصره وخنقه. استيقظ النجار في الصباح ورأى المنشار وبجانبه ثعبان ميت لا لسبب إلا لطيشه وغضبه..
العبرة:
أحياناً الجروح البسيطة يمكن علاجها بسهولة،سواء على المستوى الشخصى أو المهنى أو...ويُفضَّل سرعة التعامل مع الجرح البسيط فربما يتسع وعندها قد لا نستطيع التحكم فيه.
إعرف طبيعة من تتعامل معه،فهناك من يكفيه نظرة ليعرف أنه أخطأ،وهناك من يحتاج إلى قدر من المواجهة الحكيمة ليعرف مكانه ومكانته.
فى لحظة غضب،قد نعتقد اننا نجرح غيرنا،فندرك بعد فوات الأوان أننا لا نجرح إلا أنفسنا.
الحياة أحيانا تحتاج منا إلى تجاهل.. تجاهل احداث،تجاهل اشخاص،تجاهل افعال،تجاهل اقوال.
عود نفسك على التجاهل الذكى فليس كل امر يستحق وقوفك.
إحذر من سرعة رد الفعل،فقد تدفع الثمن غالياً...
ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...