الأقباط متحدون - وجية شكري يعيش فينا
أخر تحديث ١٢:٠٠ | الخميس ٣١ مارس ٢٠١٦ | ٢٢برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

وجية شكري يعيش فينا

بقلم : سليمان شفيق

عام مضي علي رحيل رفيق نضالي د وجية شكري ، رحل وحيدا وشهودة جدرانة الاربعة ،ولكنة ترك ارثا نضاليا يفوح عبيقة بين ارجاء الوطن الممتد من عمق النهر الي المصب ، في لقائي الاخير مع رفاق الدرب بالحزب بحثت عنك فلم اجدك علي مقاعد الغياب ، وجدتك في بريق عيون الشباب محمد ابو العيد ومصطفي عيون ، بصمات كفك تلمع علي طاولة الاجتماعات ، بقايا خطابك الثوري يخرج من بين شفاة صبري عبد العزيز وعاطف مكرم ، لازلت اسمع صدي صوتك من بين رنين أجراس كنيسة مار موسي الاسود وأذان جامع الرحمن ، من ثنايا ابتسامتك تطل وجوة مؤسسي الحزب في ذكراة الاربعين ، اتذكر لقائي الاول معك بحضور المحامي الاسطورة حكيم يني ـ أمين الحزب حينذاك ـ وكنت علي يسار التجمع ولكننا نجحنا في ان تمتطي جواد الحزب ، من أجل عيون الفقراء عشقت اليسار وضحيت بكل شئ من أجل مصر وطنا للاشتراكية والحرية والوحدة ، اة يا صديقي ورفيقي كم اتوق اليك .

وطننا فى حاجة إليك فى زمن صار فية  الوطن مرتعا لتجار الوطنية ، والأقباط كما قال السيد المسيح «كغنم لا راعى لهم»، وأصبح العبيد هم السادة، والانتهازيون أصحاب الصفوف الأولى فى الكنائس، و الإعلام الطائفى فى المقدمة، كنت تناضل من أجل تحريرالوطن والكنيسة من جماعات الإرهاب، وكانوا هم يلعقون أحذية سادتهم فى الحزب الوطنى المنحل، أو يترشحون على قوائم الإخوان، ويسرقون الصندوق كيهوذا تمهيدًا لخيانة سيده.. لمثل هؤلاء قلب السيد المسيح موائدهم وقال لهم :"بيتي بيت صلاة يدعي وانتم جعلتموة مغارة لصوص " ،هؤلاء يدنسون الان هيكل الوطن والكنيسة ، ويشترون صكوك الوطنية ، انهم الاقباط الدستوريين  ، اما انت فقد كنت امتدادًا لمدرسة أنور إبراهيم، وفؤاد ناشد، وحكيم يني ،وجنبًا إلى جنب مع أحمد عبدالعزيز وعبد الرحمن طلبة وآخرين حملوا راية اليسار فى المنيا وسلموها لنا، كان الجماعات المتأسلمة ترهب الجميع إلا اليسار.. كنا نسير سويا ونحن مرفوعي القامة نبشر بالوطن القادم من أعماق الجرح، وأحلام المناضلين العشاق، كنا من أوائل من حاولوا أخراج الكنيسة للوطن، وبحثنا عن الوطن فى الكنيسة، وحملنا وديعة الإيمان بالوطن والكنيسة فى روحانية وطنية لا تعرف الطائفية، اقترن فيها لاهوت الأرض بلاهوت التحرير، والفقر الاختيارى بالحلم المصرى، والعفة.

اة يارفيقي لو تعلم ما حدث ما كنت رحلت ، اعاهدك ان نكمل المسيرة ونسلم شعلتنا الي كل الرفاق الاحرار ، وفي ذكراك عزائي لزوجتك رجاء وابنتك ميريت ، واشقائك البرت وشريف وماجد ، والي رفاق الدرب صبري عبد العزيز وعاطف مكرم وايفيت صموائيل وكل من هم علي دروب الوطن سائرين .
حبيبي وجية لن اقول وداعا حتي نلتقي في عالم اكثر شفافية وحرية.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter