تعددت الدراسات التى حاولت الإجابة عن سؤال: ما الأسباب التى تدفع أى شخص لأن يتحول إلى إرهابى؟
جاءت الإجابة غير محددة، ولكن مع استمرار البحوث منذ أحداث 11 سبتمبر، جاءت الإجابة متعددة الوجوه، خصوصًا مع التقدم التكنولوجى وتيسير وسائل الاتصال والتواصل بين الناس والجماعات حول العالم.
فعلى سبيل المثال يقول الدكتور آلان كروجر، الخبير الاقتصادى الأمريكى فى هيئة «برينستون»، إن «الفقر» أو الضغوط الاقتصادية هى العامل الأساسى فى توجه الشخص نحو الفكر الراديكالى ومنه إلى استخدام العنف لتحقيق أهداف وأيديولوجيات هذا الفكر.
ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس تفاصيل أحدث دراسة تحت عنوان: «من الذى سيصبح إرهابيًا»؟
أعد الدراسة المركز القومى لمكافحة الإرهاب فى الولايات المتحدة، وتتناول العوامل التى تدفع الشخص إلى أن يصبح إرهابيًا حتى من قبل وقوع حوادث أوروبا الأخيرة، وتحددت العوامل فى خمس نقاط هى:
أولًا: العوامل الشخصية التى تتضمن عدم قدرة الإنسان على إشباع حاجاته الأساسية، والسياق الشخصى، أى هل يقع السياق الشخصى فى قالب دينى متشدد مثلًا، تتم بلورة وترجمة كل الأفعال والأفكار طبقًا لمرجعية دينية متشددة.
ثانيًا: العوامل الجماعية وتتضمن الهوية المجتمعة، أو الهوية الخاصة بالمجموعة، وتعنى تأثير الهوية العربية مثل المغاربة أو التونسيين أو الجزائريين أو الفيلبينيين أو الإندونيسيين أو غيرهم، أو أصحاب هوية شرقية وما يتبعها من هوية دينية إسلامية مثلًا أو مسيحية متشددة، أو ذات فكر إثنى أو عرقى متشدد، كما هي الحال فى بعض مناطق الشرق الأوسط وإفريقيا وبعض المناطق فى آسيا. وتندرج تحت العوامل الجماعية الأفكار المتبادلة بين الأقران أو الأصدقاء الذين ينتمون للمجموعة نفسها.
ثالثًا: العوامل الاجتماعية هى التى تتعلق بالجماعة التى ينتمى إليها الشخص، بمعنى هل جماعته تعانى العزلة وسط باقى طوائف المجتمع؟ هل تعانى من التهميش أو النبذ؟ مثل بعض حالات بعض الجماعات المهاجرة الشرقية، أو من بلاد الجنوب مثل إفريقيا فى البلاد الغربية الأوروبية أو الولايات المتحدة.
رابعًا: العوامل الاجتماعية السياسية التى تتضمن عدم حصول هذه الجماعات أو الأشخاص على حقوقهم السياسية فى البلد الذى يقيمون فيه حتى وإن كان موطنهم الأصلى، فيشعرون بالظلم ما ينعكس على حالتهم النفسية والسلوكية، كما ترى الدراسة «U/FOUO» أن الأحداث العالمية أصبحت تؤثر وتنعكس على سلوكيات الناس فى البلاد سلبًا.
خامسًا: العوامل الأيديولوجية، وتشمل الأفكار المسيطرة فى نوعها الذى يدفع فى النهاية لأن تترجم السلوكيات إلى عنف مسلح، مع استمرار ترديد وتكرار رسالة فحواها اضطهاد السلطات لهذه الجماعات أو الأشخاص.