استمر أمس اعتصام مئات الإثيوبيين أمام مقر مفوضية شئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فى مدينة 6 أكتوبر، لليوم الخامس على التوالى، منددين بسياسات أديس أبابا إزاء الأوروميين فى بلادهم، وتجاهل الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين مطالبهم وحقوقهم.
«الزراعة» الأمريكية: أديس أبابا تواجه أسوأ موجة جفاف فى تاريخها
وقال جمادا سوتى، أحد المشاركين فى الاعتصام، لـ«الوطن»، إن الحكومة الإثيوبية تضيّق على أنشطتهم وتمارس التمييز ضد شعب الأورومو، وإن السلطات الإثيوبية تسعى لتشويه اعتصامهم بادّعاء أنهم مدفوعون لفعل ذلك، على حد وصفه، موضحاً أنهم تلقوا وعوداً من بعض المسئولين فى مفوضية اللاجئين بالاستماع إلى مطالبهم، ولكن دون أى استجابة حقيقية وفعلية.
وشدّد على أن الاعتصام سوف يستمر حتى الاستجابة لمطالبهم، وتابع: «شكّلنا وفداً من المعتصمين يتكون من 14 شخصاً للاجتماع مع مسئولى المفوضية التى قالت إنها سوف تستمع إلى مطالبهم بصورة تفصيلية، ولكنها حتى الآن استمعت أكثر من مرة ولم تستجب لنا، بل ألغت تسجيل بعض اللاجئين لديها، مما يعنى عدم حصولهم على أى حقوق وبقاءهم مهدَّدين بالترحيل إلى بلادهم مجدَّداً، مما يعنى تعرُّضهم للبطش والتنكيل من السلطات الإثيوبية هناك».
وقالت إحدى المشاركات فى الاعتصام إن السلطات الإثيوبية تدّعى عدم انتمائهم إلى إثيوبيا أو إلى عرق الأورومو، فضلاً عن استمرار سياسات القمع ضدهم فى بلادهم من خلال منعهم من دخول المدارس وضعف الخدمات وتردِّى الأوضاع الحقوقية، وأوضحت أنها رفضت ذكر اسمها خوفاً من الملاحقة لأسرتها وأقاربها.
وطالب المعتصمون «المفوضية» بالاستجابة لمطالبهم، معلنين رفضهم القاطع تجاهُل المسئولين بالمفوضية مطالبهم المتمثلة فى توفير الحماية من الملاحقة والمساعدات اللازمة لهم كلاجئين، وهدّدوا بعدم فضّ اعتصامهم قبل استجابة الأمم المتحدة لمطالبهم كاملة، مؤكدين أن الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين تتجاهلان مطالبهم ولا تستجيبان لشكواهم، وأن من حقهم توفير كامل الحقوق والرعاية اللازمة لهم كلاجئين فروا من الاضطهاد، أو توفير إمكانية الانتقال إلى دولة ثالثة كما تنص القوانين الدولية المتبعة مع اللاجئين فى أى مكان فى العالم.
فى سياق آخر، قال موقع مركز «بلاك سيه جراين» أمس، إن وزارة الزراعة الأمريكية ذكرت فى تقرير لها يوم 18 مارس الماضى أن إثيوبيا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ عقود بسبب ظاهرة «النينيو» المناخية القوية التى تمر بها. وأكد التقرير أن الأمطار كانت غير كافية لأجزاء كبيرة من البلاد، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الحبوب بشكل حاد، أدى بدوره إلى ضغوط تصاعدية على أسعار الحبوب.
وأضاف التقرير أنه على وجه الخصوص انخفض إنتاج الحبوب الرئيسية مثل الذرة والقمح والشعير نحو 4.5 مليون طن، بانخفاض نحو 20٪ عن العام السابق.
وأضاف تقرير اللجنة الأمريكية أن من المتوقع تحسن ظروف الطقس فى إثيوبيا، مما قد يؤدى إلى انتعاش جزئى فى إنتاج الحبوب لعام 2016/2017، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 21 مليون طن، ولكن هذا الرقم أيضاً يظل أقل بنحو مليون طن من إنتاج عام 2014/2015، ومن المتوقع أن يستغرق الأمر بضع سنوات من المزارعين حتى يتمكنوا من إعادة بناء الأصول وشراء البذور والأسمدة، ويبدأ تدريجياً استئناف أنماط الحياة الطبيعية والشفاء التام من الأزمة.