الأقباط متحدون - توقيع اتفاقية هدنة بين الأردن وإسرائيل في رودوس
أخر تحديث ٠٠:٠١ | الأحد ٣ ابريل ٢٠١٦ | ٢٥برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

توقيع اتفاقية هدنة بين الأردن وإسرائيل في رودوس

توقيع اتفاقية هدنة بين الأردن وإسرائيل في رودوس
توقيع اتفاقية هدنة بين الأردن وإسرائيل في رودوس

فى مثل هذا اليوم3 ابريل 1949 ..
لقد وقعت في رودس عام 1949 اتفاقيتان للهدنة بين اسرائيل وبين اثنتين من الدول العربية, هما مصر والاردن الذي كان يعرف انذاك بامارة شرق الاردن.

ويذكر ان حرب 48 انتهت بعقد اتفاقات هدنة بين اسرائيل وبين اربع من الدول العربية, هي مصر, ولبنان, والاردن, وسوريا, مع العلم ان العراق الذي شاركت قواته في حرب 48 , لم ير موجبا لعقد اتفاقية هدنة, بداعي انه لا حدود مشتركة له مع اسرائيل, بعد انسحاب قواته من ارض المعركة.

وقد دارت المفاوضات حول اتفاقات الهدنة بين اسرائيل وكل من مصر والاردن في جزيرة رودس, بينما جرت المفاوضات بين اسرائيل ولبنان في رأس الناقورة, والمفاوضات مع سوريا في (مَحَانَيِيمْ) في شمال اسرائيل.

واستندت تلك المفاوضات الى قرار مجلس الامن الدولي الصادر في خريف عام 1948, الذي دعا اطراف النزاع الى اجراء مفاوضات للهدنة كوسيلة مؤقتة لمنع تدهور الاوضاع, ولتسهيل الانتقال من وضع الهدنة الى وضع من السلام الدائم.

وفيما يخص اتفاقية الهدنة مع مصر, فقد بدأت المفاوضات حولها في اواخر العام ذاته, ودارت في فندق (الورود) الفخم في جزيرة رودس. وترأس الوفد الاسرائيلي للمفاوضات الدكتور (وولتير ايتان), مدير عام وزارة الخارجية انذاك, والميجر جنرال (يغائيل يادين), رئيس قسم العمليات في جيش الدفاع, بينما تالف الوفد المصري من ضباط عسكريين كبار, ولم يضم أي ممثل حكومي. ويعود امتناع مصر عن ايفاد أي ممثل حكومي عنها, الى رغبتها في تجريد اتفاقية الهدنة مع اسرائيل من أي مغزى سياسي, وقصرها على جوانب عسكرية وتقنية فقط.

ودامت المفاوضات التي كانت صعبة ومعقدة اثنين واربعين يوما, وتوسط فيها عن الامم المتحدة الدبلوماسي الامريكي الدكتور (رالف بانتش). وتم التوقيع على اتفاقية الهدنة بين الدولتين في شباط فبرائر عام 1949 .

اما مفاوضات الهدنة مع الاردن, فقد بدات في الثالث من شهر اذار مارس عام 1949 , ودارت في ثلاثة اماكن في آن واحد, هي فندوق الورود برودس, حيث دارت المفاوضات الرسمية بين وفدي الاردن واسرائيل, وفي قصر الشونة الشتوي في شرقي الاردن, وفي اورشليم القدس, حيث جرت المفاوضات الفعلية باشراف الامير عبدالله نفسه. وقد انتهت هذه المفاوضات بالتوقيع على اتفاقية الهدنة بين الاردن واسرئيل في نيسان ابريل عام 1949 .

اما اتفاقيتا الهدنة بين اسرائيل وكل من لبنان وسوريا, فان لبنان كان الدولة العربية الثانية بعد مصر التي وقعت على اتفاقية هدنة مع اسرائيل, وذلك في شهر اذار مارس عام 1949, فيما وقعت سوريا عليها في صيف عام 1949 .

وتتشابه اتفاقات الهدنة بين اسرائيل والدول العربية الاربع في فحواها, حيث حددت جميعها خطوط الهدنة الفاصلة بين اسرائيل وكل من الدول الاربع, مع عدم اعتبار تلك الخطوط حدودا دولية الى حين التوصل الى تسوية دائمة. كذلك نصت الاتفاقات الاربع على تبادل اسرى الحرب, وحددت تعداد القوات والاماكن المسموح بمرابطة قوات كل من الاطراف فيها, اضافة الى نظام الهدنة والاشراف على تطبيقه بواسطة لجنة هدنة مشتركة, تضم ممثلين عن الاطراف المتنازعة والامم المتحدة.

وتتشابه الاتفاقات الاربع ايضا من حيث المبادئ التي تقوم عليها واولها: االتزام الاطراف بالحظر الذي فرضه مجلس الامن الدولي على استخدام الوسائل العسكرية في حل النزاع. ثم التزام الاطراف بعدم التهديد او التخطيط او القيام بعملية عدوانية مسلحة ضد الطرف الاخر. وأخيرا, احترام حق كل طرف في العيش آمنا ومتحررا من خطر التعرض لعدوان من الطرف الاخر.

اما المبدأ الرابع والاخير الذي قامت عليه اتفاقات الهدنة بين اسرائيل والدول العربية الاربع, فنص على ان تعتبر اتفاقات الهدنة خطوة حتمية في التمهيد لوضع حد للنزاع المسلح بينها ولاعادة السلام في البلاد الى نصابه. والمعروف ان اتفاقات الهدنة اخفقت في تحقيق هدفها, ذلك انها لم تكن بمثابة الخطوة الاولى على درب السلام بين اسرائيل والدول العربية. بل ان الدول العربية ظلت تصر على موقفها الرافض لحق اسرائيل في الوجود, واعلنت انها تعد العدة لما اسمته بالجولة الثانية, بغية القضاء على دولة اسرائيل عسكريا.

كذلك قررت الدول العربية فرض المقاطعة على اسرائيل بغية خنقها اقتصاديا.

وعلى الرغم من ان اتفاقات الهدنة لم تسفر عن السلام المنشود, الا ان اهميتها تكمن في كونها اول لقاء تفاوضي بين اسرائيل والدول العربية.

واخيرا نشير الى ان وسيط الامم المتحدة في مفاوضات الهدنة, المرحوم الدكتور (رالف بانتش), منح عام 1950 جائزة نوبل للسلام , تقديرا لدوره الهام في تلك المفاوضات. ..!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter