الزواج رباط متين، دائم وأبدي، قدسته جميع الأديان السماوية، وحفته الأديان الوثنية والموضوعة بهالات مقدسة، لا تدع مجالا لفكه إلا بجريمة أو علة. ولكن هذا الرباط، قد تعوقه عادات غريبة، تنتشر في كل العالم، تحجِّم أحيانا قدرة العريس على أن يتم عرسه، وفي أحيان أخرى تكون قيدا، هم له كارهون.
ولأن عادات الزواج الغريبة، وشروطه المجحفة في أغلب الأحيان تكون حملاً وثقلا على من مر بها واستجاب، فإن قيد الزواج نفسه يكون دائما بالنسبة له، فمن تخطى اختباراً صعبا لينال من يحبها، عليه أن يحافظ عليها ولا يتركها أبداً وأن يرعاها ويتحملها، لأنه لن يحب أن يمر بنفس الاختبار مرة أخرى.
"سبوتنيك" رصدت أغرب عادات الزواج في الوطن العربي.
مصر.. هل تستطيع الزواج من نوبية؟
في صعيد مصر، لدى بعض العائلات النوبية والصعيدية عادة غريبة، هدفها اختبار قدرة العريس على تحمل شتى مصاعب وصدمات الحياة، وتقع مسؤولية هذا الاختبار على الرجال من أسرة العروس، الذين يحددون موعد "عقد القران"، وعند حضور العريس يجتمع عليه الرجال، وينهالون عليه ضرباً، فإذا اشتكى أو هرب لا يستحق أن يتزوج ابنتهم، أما إذا صمد لضرباتهم وتحمل الجروح والدماء التي ستسيل، فهو رجل ابنتهم المنتظر.
هذه العادة كانت منتشرة في النوبة كلها، ولكن مع مرور الزمن، انحسرت وأصبحت تطبق داخل عدد محدود من العائلات والقبائل في أسوان والأقصر والنوبة. بينما للريف عادات أخرى، ففي بعض قرى "الشرقية" وأيضا محافظات الصعيد، لابد أن ترفع أم العريس قدمها لتمر من تحتها العروس، وهي دلالة على أنها ستكون في خدمتها وطوع أمرها.
الزواج فى النوبة
ولكن العادة التي يفعلها أغلب سكان جمهورية مصر العربية، ولا يجد أحد لها أي تفسير هي اقتناء "النيش"، وهو دولاب كبير توضع فيه أوان للأكل والشرب، محظور على العريس والعروس استخدامها، وربما يظل النيش في مكانه لأكثر من 20 أو 30 عاما دون أن يجرؤ أحد على استخدام أي من محتوياته، لدرجة أن أحفاد العروسين يعتبرونه مقدسا.
ومن الموروثات القديمة لدى المصريين أيضاً، أن الفتاة التي تتزوج، تجتمع حولها صديقاتها، ويقرصنها في ركبتها، وهناك اعتقاد كبير بين المصريات، أن من تفعل ذلك خلال حفل العرس، سيأتيها عريس من نفس الحفل، وربما تتم خطبتها في نفس الأسبوع.
لبنان وسوريا حيث الاختطاف نعمة:
زيجات اللبنانيين تختلف تماما في عاداتها عن المصريين، ففي إحدى قرى البقاع اللبنانية، تسير اجراءات الزواج بشكل عادي تماماً، حتى تأتي الليلة السابقة للزفاف، عندها تأتي مجموعة من الشبان ويخطفون العريس، ويحتجزونه في منزل أحدهم. وفي صباح اليوم التالي، يأتي أهله لاصطحابه حاملين معهم بذلة العرس. ويتناولون الفطور في منزل الخاطفين كما تفرض التقاليد.
الزواج فى لبنان
يلبس العريس ثياباً جديدة، وينطلق أهله به عائدين إلى منزله، حيث يستقبله أفراد العائلة وأصدقاؤه، ثم يتوجه الجميع إلى منزل العروس. وفي بعض المناطق الجبلية، كان على العريس أن يحمل جرن الكبة بيد واحدة، حتى يثبت قوته وأهليته للزواج.
الزواج فى سوريا
نفس الطقوس تحدث في سوريا، ولكن دون خطف، فالعريس يذهب إلى منزل العروس مشياً على الأقدام، حتى وإن كان بيتها يبعد عشرات الكيلومترات، ويرافقه في مشواره أصدقاؤه فقط.
الإماراتيات للإماراتيين فقط:
في دولة الإمارات، توجد قبيلة معروفة اسمها "الشحوح"، الشاب الراغب في الزواج من أبناء هذه القبيلة يجري نحو منزل الفتاة التي يريدها، وفي أثناء جريه ينزع عن جسده أي قطعة ملابس من التي يرتديها، وهذه تكون علامة للفتاة على أنه مستعد للتخلي عن أي شيء حتى ما يستره، مقابل أن يتزوج منها.
الإمارات
ويفرض الإماراتيون منذ زمن بعيد على بناتهم حصاراً صارماً، فلا تتزوج الفتاة إلا من أحد أقاربها، وبعد أن صارت الإمارات دولة، حاصر القانون مسألة زواج الإماراتيات من أجانب، وفي مقدمتهم العرب، حيث يسقط القانون عنها كثير من الحقوق والامتيازات المادية في حالة زواجها من عربي من جنسية أخرى.
ويطلق العريس الإماراتي 3 رصاصات في الهواء، كإشارة إلى أنها "عذراء" ليطمئن أهلها.
السيطرة والقوة في السودان:
للسودان عاداته أيضا، ففي الجنوب يجب أن يرقص العريس والعروس رقصة طويلة جدا، تحاول العروس خلالها أن تسقط نفسها على الأرض مرات عديدة، وتجتهد بالفعل لكي تسقط، ويكون على العريس أن يتلقاها ويمنعها من السقوط أرضا، وهو دليل على حمايته لها وأنه سند لها.
كما أن بعض العائلات السودانية، تفرض على العريس أن يضرب عروسه أثناء العرس، ليثبت سيطرته عليها.
العراق والخرافات:
"إذا كنت تبحثين عن زوج في العراق، فعليك بكل بساطة أن تبحثي عن عروس ستتزوج، وتكتبين اسمك على حذائها، لتدوس به على الأرض، وإذا كانت العروس صديقتك؛ فإن الأمر يكون أسهل، فما عليك إلا أن تقرصي خدها".. هذا هو الاعتقاد السائد في العراق، ويجتمع الجميع هناك على أن هذه الأفعال تسرّع في جلب العريس.
وللخرافات نصيب من تقاليد الزواج في العراق، ففي محافظة ديالي، تتبارك بعض العائلات إذا تبوّل طفل ذكر على فراش العروس ليلة الدخلة، لأن ذلك يعني أنها ستنجب مولوداً ذكراً.
المغرب العربي.. الحظ والحسد في يد "سمكة"
في مملكة المغرب، توضع العروس فوق فرس لاعتقادهم أن ذلك يساهم في جلب المواليد الذكور. بينما في مدينة صفاقس التونسية، تقفز العروس فوق السمك عدة مرات طلباً للحظ السعيد، أما في مدينة بنزرت، فتجر العروس سمكة مربوطة برجلها بضعة أمتار ثم تقفز فوقها 7 مرات، قبل أن تأكل منها، لإبعاد العيون الشريرة.
الزواج فى المغرب
وللبيض أيضاً دور في جلب السعادة ببعض المناطق التونسية والمغربية، إذ تكسر العروس ليلة دخلتها بيضة مطلية بالحناء على جدار منزلها الجديد.
موريتانيا.. انتزع عروسك بالقوة
أما في موريتانيا، فعلى العريس أن يحضر عروسه من بيت صديقاتها، اللواتي يحاولن منعه، مستعينات ببعض الشبان، ويحدث أن يتدافعوا بالأيدي، ومن الممكن أن يتطور العراك، ويتعرض العريس لضرب مبرح.
وبعد أن يأخذ العريس زوجته من صديقاتها إلى بيته، لا تبدأ الاحتفالات إلا بعدما يخرج من عندها حاملا شمعة مضيئة، وهي أيضا علامة على أنه وجدها عذراء.
اليمن.. في انتظار تأكيد "العذرية"
لدى بعض قبائل اليمن، تنتظر "الداية"، وهي المرأة التي تقوم بمهام الطبيب في توليد النساء وأحيانا تكشف على عذرية الفتيات، على باب البيت لتأخذ الخرقة البيضاء الملوثة بالدم إثباتاً لعذرية العروس وفحولة العريس.
وعلى الرغم من أن الاطلاع على الثقافات الغربية حاصر الكثير من هذه العادات، فأصبح بعضها يمارس على نطاق ضيق، والبعض الأخر يمارسه أصحابه في السر بشكل غير معلن، إلا أن الأسر والعائلات العربية كلها، وطبعا الرجل، لا تخرج رغباته عن "السيطرة على المرأة والتأكد من عذريتها واتقاء الحسد وجلب الحظ".