الأقباط متحدون - الأحزاب.. والثقافة
أخر تحديث ٢٣:٠١ | الأحد ٣ ابريل ٢٠١٦ | ٢٥برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الأحزاب.. والثقافة

د/ عايدة نصيف
د/ عايدة نصيف

 حال الأحزاب في مجتمعنا للأسف يدعو إلى الحزن والأسى.. فلا تجد في حزب من الأحزاب الحالية برنامجًا ثقافيًّا يبحث في قضايا المجتمع ومشكلاته بصورة حقيقية، كل ما يوجد هو حبر على ورق في الأدراج وشعارات زائفة للوجاهة، إن من يدرس برامج الأحزاب بدقة وموضوعية شديدة يجد أن هذه البرامج لا تنطوي على خطط ثقافية بالمعنى الدقيق، فالبرامج الحزبية في وادٍ وهموم الثقافة في وادٍ آخر، وأقول ذلك عن دراسة ومعايشة حقيقية، وإذا استمرت هذه الأحزاب على هذا النهج وعلى هذا التباعد فستصل إلى حالة من الانهيار التام. 

 
فالأحزاب القائمة حاليًا تركز على الجوانب الاقتصادية وعلى المناقشات اللفظية الجوفاء من أي مضمون.. فيجب أن تكون الأحزاب مرايا لأحوال المجتمع ويجب أن تعلم الأحزاب أن الجانب الاقتصادي والجانب السياسي يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالجانب الثقافي، فلا تجد في أي حزب لجنة ثقافية مؤثرة تعمل على بناء الإنسان وبناء المجتمع المصري. 
 
فلم نجد حزبًا مثلاً من الأحزاب الرأسمالية والتي تدعي الليبرالية، أنها أنشأت دار نشر ثقافية تكون داعمة للوعي المصري ولتاريخ مصر العريق ورموزه الأصيلة، فالبضاعة الجيدة تُعلن عن نفسها، ولن يكون لأي حزب من الأحزاب احترامه إلا إذا نظر إلى الجوانب الثقافية كما ينظر إلى الجوانب الاقتصادية، وكما ينظر أيضًا على المقاعد التي يملكها في البرلمان. 
 
أليس من مصائب المشهد الآن عزوف تلك الأحزاب عن الثقافة التي تُعيد تشكيل الإنسان المصري، فنحن في أمسّ الحاجة إلى تدعيم وجودنا الدولي والإقليمي عن طريق الثقافة والفكر. 
 
ولصالح من ضرب الثقافة بعرض الحائط.. أين برامج الأحزاب للنهوض بمؤسساتنا الثقافية، ومن حجم المال السياسي الذي استخدم في شراء الأصوات في انتخابات مجلس النواب خلال الأشهر الماضية. 
 
أين برامج الأحزاب للنهوض بالإعلام الذي تحول إلى أداة للتخلف الثقافي والفكري وسلعة للتجارة بأحوال الناس وبالفضائح.. أين برامج الأحزاب من البحث في القضايا الفكرية المحلية والدولية.
 
يجب أن تكون الأحزاب مؤثرة وتساعد المجتمع.. وإذا كان أصحاب الأحزاب، وأقولها أصحاب الأحزاب، يبررون أن المجتمع لا يهتم بالثقافة فهذا عذر أقبح من ذنب. 
 
فوظيفة الأحزاب التعبير عن الواقع والسعي للمساهمة نحو مستقبل أفضل في ظل تطور إيجابي اقتصاديًّا وسياسيًّا وثقافيًّا، فلنتأمل معًا عزيزي القارئ برامج الأحزاب وسوف تشعر بالغثيان، ومن ثم ينبغي على الأحزاب الربط بين مشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية وبين العلم والثقافة، فإن لم تهتم الأحزاب بالإنسان وتكوينه الفكري وتنمية ثقافة المجتمع، فهي بذلك تصعد إلى الهاوية وتسعى إلى الجمود والتخلف وتصبح أحزابًا كالطبل الأجوف.
نقلا عن فيتو 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع