الأقباط متحدون - التفاهم المصري السعودي
أخر تحديث ١٠:٢٠ | الاثنين ٤ ابريل ٢٠١٦ | ٢٦برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

التفاهم المصري السعودي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم : د. مينا ملاك عازر
يوم الخميس المقبل، يجري على أرض مصر لقاء بين رئيس مصر وملك السعودية، لقاء لا يحمل في مضمونه سوى تخطيط مستقبل المنطقة، إما أن تتمزق أو تتكتل، المسألة لم تعد إنقاذ مصر تلك المسألة التي كانت محوراً للقاءات المصرية السعودية فيما قبل، فمصر لها رب يحميها، وشعب يعمل لها، وقيادة عليها تحمل مسؤولية الوضع المالي والاقتصادي، ولعلها فعلت حينما رفضت ولأول مرة علناً أن يعايرنا أحد بفقرنا.

أما اللقاء المقبل، فلعل أهميته تنبع من الوضع السياسي والعسكري في المنطقة، السعودية مدركة تماماً أن الجيش المصري ينفذ عمليات محدودة إلى جانبها في اليمن ويرفض التورط في سوريا، السعودية تعول كثيراً على الجيش المصري ليس لأن ليس لديها جيش لكن لانه الأقوى والأكثر تسليحاً وقدرة، الجيش المصري ليس هو الرهان المصري الوحيد في اللقاء، ولا أظنه أصلاً محل للتفاوض، فلن تقبل قيادتنا السياسية ذات الخلفية العسكرية، أن ترى جنودننا مرتزقة يتفاوض عليهم وعلى اشتراكهم في أي صراع.

لكن الجيش المصري في عين القيادة المصرية، ممثل عن الموقف الرسمي والمعلن للدولة المصرية فى أي صراع في المنطقة، فما دام لم يتدخل ضد الأسد فهو على الأقل لا يرفض بقاءه، والسعودية تتفهم هذا من خلال المواءمات المصرية الروسية التي ترى ضرورة بقاء الأسد، ولكن بتفاهمات غربية سيأتي الوقت لنكشف عنها بإذن الله.

السعودية تدرك أن مصلحة مصر في اليمن هي تأمين مضيق باب المندب لتأمين الملاحة في قناة السويس لألا يتكبد هذا المرفأ المزيد من الخسائر المادية بسبب رخص ثمن البترول، ما قد يسفر عن اتجاه السفن لطريق أطول ولكنه أقل تكلفة وهو رأس الرجاء الصالح.

أما الموقف المصري والسعودي في ليبيا هو الأقرب في الواقع للتفاهم بين البلدين لكنه ىتطابق فى نقاط ويتنافر فى نقاط اخرى0

أما وقد صرنا الآن بصدد التفاهم المصري السعودي، وهو موضوع المقال، فعلينا أن نطرح سبل لذلك التفاهم بين البلدين، وهي سبل متوقعة من خلال قراءاتي لمصلحة كلا منهما، على السعودية أن تقبل بعدم التورط المصري في سوريا وعلى مصر أن تقبل بتزايد التورط السعودي في اليمن على أن تضمن السعودية بقاء طرق الملاحة سالكة لمصر دون أن يقطعها الإخوان بعمليات تضر بالاقتصاد المصري وإلا ستضطر مصر لمناهضة السعودية في اليمن أو على الأقل مناهضة الفريق الذي تدعمه السعودية وهو الإخوان، أما الوضع الإيراني والذي يبدو أن ثمة تفاهم بين المصريين والسعوديين بخصوصه، وهو المقاطعة ففي الحقيقة ثمة متغيرات في المنطقة قد تسهم في تغيير تلك المواقف، فمثلاً التقارب المصري الصيني قد يسهم في أن تلعب الصين دور الوسيط بين إيران ومصر، وتتقارب المواقف خاصةً وأنه لا يوجد تعارض بين المواقف المصرية والإيرانية، ولعل هذا يكون موضوع مقال آخر إن عشنا كان لنا نشر، أما الموقفين السعودي والإيراني فهما مسألة تبدو يشوبها التباعد والصراع، لكن لا جدال أبداً أن التقارب بينهما وارد بفضل الضغوط الصينية والمواءمات الأمريكية خاصةً وأن الصين ترى في المثلث المصري السعودي الإيراني دعائم الاستقرار بالمنطقة والهدوء في عالم متأجج.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter