المسيح و المفلوج يو 5
Oliver كتبها
كان لأورشليم سور عظيم و أبواب عشرة تتخلله.واحد فقط من الأبواب العشرة هو الذي تقدس . الذي بناه ألياشيب الكاهن العظيم نح 3: 1.ألياشيب الذى معناه من يريده الله .قدس الباب و جعله لدخول الخراف للذبح .(من يريده الله) بني باب الضأن و قدسه . (من يريده الآب) دخل من باب الضأن. الآن أيضاً باب الضأن يتقدس بالحقيقة بواسطة ربنا يسوع الذبيح الأعظم و الكاهن الذى يريده الآب.
أخذ الباب إسمه من الخروف الداخل منه. أخذت بيت حسدا (بيت الرحمة) إسمها من عمل الشفاء فيها.و أما نحن فقد أخذنا إسمنا من مخلصنا الصالح يسوع المسيح .
عيد اليهود و عيد المسيح
كان عيد لليهود لكنه لم يكن عيدٌ للمسيح و بدونه كيف يصير العيد عيداً ؟ الرب في غضبه نسب العيد لليهود و ليس لشخصه.لأنهم في العيد نسوا الرب فلم يعد عيداً للرب بل لليهود إش 1 : 14.في العيد أهمل رؤساء الكهنة عباداتهم و ترك الكتبة تعاليمهم و تشاوروا معاً كيف سيمسكونه و يقتلونه بعد العيد فأى عيد هذا - مر 14 :1و2 - ما دام المسيح لم يكن جوهر العيد فإن الأعياد كلها تصبح نكرة. ها الجميع منهمك في العيد في القتل بينما المسيح لأجل حياة يعمل ليصنع لنا عيداً اأبدياً بالخلاص.
عند بركة بيت حسدا الراقدون يأملون أن يأتي ملاك ويحرك المياه فيشفي أول من يلمس المياه بعده.واحد فقط من بين الآلاف المنطرحين ينال الشفاء .خلاص الجسد هذا كان إشتياق اليهود.فيما كان الجميع يتوقع ملاكاً أتى رب الملائكة مخلص الجميع . و لما عرفوه صلبوه؟
أتريد أن تبرأ؟
يا مخلصي أنت قد رأيت المفلوج علي حافة البركة حيث كل الراقدين راغبون في الشفاء .من لا يريد أن يبرأ؟ أنه مثل الجميع يريد أن يبرأ و السنوات الطويلة التى قضاها مطروحاً تعكس قوة رغبته في الشفاء .يا يسوع لا يخفى عليك عدد محاولاته الفاشلة و كم مرة نزل قدامه آخر. نظراته و آلامه يقولان أنه يريد أن يبرأ.كل شيء فيه يقول أريد أن أبرأ .هل من مريض عند البركة إلا و يريد أن يبرأ؟ فلماذا كان سؤالك أتريد أن تبرأ؟
أظنك يا سيدي تقصد بسؤالك : أتريد ان تبرأ (بواسطتي )؟ من خلالى أنا؟ لأن البعض ينتظر ملاكاً و البعض يتمنى إنساناً يلقيه في البركة .تضخم عدد المحاولات الفاشلة حتى ثمانية و ثلاثون عاماً دون جدوى؟ الآن أتريد أن تبرأ بيدى؟ أتقبلنى شافياً لك ؟؟ أتريدني مخلصك؟ هل تريد أن تبرأ هكذا ؟ لأن في الأرض كل الراقدين يريدون أن يبرأوا لكن معظمهم يريدون أن يبرأوا بطرقهم لا طريقي. يريدون شفاء الجسد فقط و لأجله يتسابقون , لكن نفوسهم تبقى معتلة و أرواحهم تظل منهزمة.
من أجل هذا سأل ربنا يسوع ,أتريد أن تبرأ كلياً. إحترس من الشفاء الناقص. شفاء الجسد و لو بمعجزة يصير بلا فائدة لو لم يصحبه صلح مع المسيح.يشفى الجسد و تبقي الروح مريضة . المسيح عنده الشفاء الكامل للجسد و النفس و الروح.لهذا حذر المفلوج قائلاً : ها انت قد برئت، فلا تخطئ ايضا، لئلا يكون لك أشر.
برر المفلوج نفسه بأنه حاول و فشل حيث لم يجد إنساناً يلقه في البركة مع أن المسيح لم يسأله لماذا أنت مريض لكن سأله هل تريد أن تبرأ . المسيح لم يأت كى يلوم الخطاة بل يخلصهمُ.إنشغل المفلوج بتبرير المرض و إنشغل أبوانا بتبرير الخطية.حواء تحججت بالحية و آدم تحجج بحواء لكن لم يقل أحد يا رب يسوع المسيح إرحمنى أنا الخاطئ . المفلوج مَثَلَنا بصدق قدام المسيح الذي جاء ينقذ البشر المنشغل بالتبريرات, الغافل عن مسيحه.
ليس لى إنسان
ليس لى إنسان ليس عذر بل ذنب. سقطة مهلكة أن ننتظر إنساناً وقتما يجب أن ننتظر إلهاً.ننتظر من يرمينا في البركة حين يجب أن نطلب من ينقذنا من الهوة المظلمة.قضت البشرية ايامها بين نبى و نبى و في النهاية تقتله . تنتظر إنساناً ثم تلعنه . إن طول الزمان الذي إنقضى على البشرية و هي سقيمة بالخطية جعل أنظارنا وأفكارنا أرضية.إشتياقاتنا جسدية. كان المفلوج مطروحاً قدام البشر فاهملوه ثم لما نال الشفاء بدونهم إعترضوا علي شفاءه يوم السبت؟ هؤلاء من كان ينتظر المعونة منهم؟ لم يفرحوا بخلاصه . هذا يحدث لمن ينتظر ذراع بشر.لهذا أنهى المسيح هذا الإتكال علي البشر بسؤاله لكل إنسان : أتريد خلاصى ؟ أتريد أن تبرأ باليد الإلهية ؟ أنا هنا لأجلك . الإتكال علي البشر إحتقار المسيح.من يتكل على البشر لا يكرم الإبن لأنه مكتوب : لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب. من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله . ليسرع كل واحد قائلاً نعم يا رب أريد أن أبرأ بواسطتك أنت وحدك. أنت شفاءى التام الأكيد و خلاصى الوحيد.لك الكرامة و المجد لأنك ملك و مخلص و حبيب.
المسيح فى الطبيعة الفاسدة عمل
كما قدم المفلوج صورة واضحة للبشرية العاجزة .بحججها الفارغة.جاء اليهود ليكملوا الصورة البشعة التي تكشف فساد الطبيعة الإنسانية.
قساوة القلب تغلغلت في أعماق البشر , تصور البعض أنه يفهم الحق أكثر من الحق نفسه. حكم اليهود علي شفاء المفلوج فى السبت بأنه لا يحل. إتهموا كاتب الشريعة بإصبعه أنه لا يعرف الشريعة. يقاضون المسيح. هكذا القساوة تلد الجسارة الكاذبة. كل هرطقة تبدأ بقساوة القلب . تتجبر و تتجاوز حتى الإفتراء. قال اللَّه عنهم: "رعاة كثيرون أفسدوا كرمي، داسوا نصيبي، جعلوا نصيبي المشتهى برية خربة، جعلوه خرابًا" (إر10:12-11).هؤلاء القساة تركوا الرجل طريحاً دهراً بأكمله ثم لما شفاه المسيح هاجموه و هاجموا الرب شافيه .يريدون أن يطفئوا وهج خلاص هذا الإنسان .يبددون الفرح بالشفاء. المعجزة أوجعت شياطينهم.الطبيعة الفاسدة تستحسن البقاء في الظلمة .تظل ترفض و تسعى لتتخلص من المسيح.طردوا يسوع. لأن النور يوبخ الظلمة بوجوده. لم يفعل اليهود جديداً فالمسيح عاش مطروداً و مطارداً منذ مولده حتي موته بالصليب.أما أولاد الله فقد قبلوه و أسكنوه في أغلي القصور أي قلوبهم .
لماذا تطرد الطبيعة الفاسدة المسيح ثم تسعي لقتله؟ أما كان يكفي انها تجبرت و طردته ؟ لا ,.لأن الشيطان لا يقنع بأي مستوي تنحدر إليه البشرية في خطيتها.إنه يظل يدفع من منحدر إلي منحدر.حتي إلي الهاوية.لأن طرد المسيح يعني إنتقاله ليخلص في مكان آخر أما قتله – حسب تصورهم الفاسد- فيعني القضاء عليه. طردوا الذبيح من باب الضأن.و هو يسعى لخلاص طارديه و صالبيه.
سبت السماء
الذين ظنوا أن السبت في السماء مثل أيامنا علي الأرض لا يدركون أنه لا توجد في السماء ايام. حيث لا دوران و لا ليل بل نهار دائم يوم واحد هو الأبدية .مجد لا نهائي.فماذا يكون سبت الرب الذى فيه إستراح.؟
في ستة ايام خلق الرب الخليقة الأرضية الزمنية .كان تدبيره أن يبقي البشر قليلاً في الأرض ثم ينقلهم بعد أن يطعمهم من شجرة الحياة ليعيشوا معه في السماء إلي الأبد.و كما خلق له في الأرض جنة ,كان يعد له في السماء مسكناً دعاه (موضع الراحة) راحته فينا و راحتنا فيه.هذا الموضع الذى أقسم للذين يرفضونه أنهم لن يدخلوه.فالسبت إذن في السماء هو لإعداد المساكن الأبدية و ليس للتوقف عن العمل الإلهى . لذلك كانت رسالة الرب يسوع بشأن السبت أنه جعل من أجل الإنسان . أما الله فيعمل وقال عن ذلك أنا ماض لأعد لكم مكاناً .كل ما يتم إعداده لنا الآن هو عمل الأعمال الأبدىة هذا هو سبت السماء.
أما اليهود فقد ظنوا أن السبت للخمول غير مدركين قول المسيح أبى يعمل و أنا أعمل.و حين قال هذا كان يصف أبديتنا معه .لذلك لم يقبل اليهود أن يعادل نفسه بالآب. كعادتهم طلبوا أن يقتلوه و هو للموت قد أتى مهاجماً و ظافراً. فليفتح عيون قلوبهم ليفهموا أن السبت هو الخلاص و ليس نهاية الأسبوع. ولأن كل معجزة شفاء كانت تصاحبها معجزة غفران للخطية و هو نفس ما سيحدث في سبت السماء.لهذا كان ربنا يسوع يشفى في السبت ليعلمنا ما يعمله الآب و الإبن في سبت السماء.في السبت السماوى يكسونا بالغفران الأبدى.
المسيح يعلن ذاته
البعض ظن أن تهديد المسيح بالقتل سيوقفه عن خطة خلاصنا لكنه في إيمان بعمله يعلن أنه سيجوز حتي النهاية.الآب أيضاً مصمم .ابى يعمل و أنا أعمل. لا وقت للراحة حتي يستريح الإنسان في المسيح ,ما أعجب إصرارك علي خلاصنا يا سيدنا الصالح.هذا ما تكرر أيضاً عندما خلق عيني الأعمى إذ قال ينبغي أن أعمل أعمال الذى أرسلنى. كن كالمسيح المتمسك برسالته المنشغل بعمله لا توقفه مضايقات البشر بل تكشف تصميمه لكي ينجح فيما أرسل له.
أن ما يفعله المسيح في الأرض هو نفس ما يفعله الآب يهوه في السماء. المسيح له المجد ينطق بأحد الأسرار العظمي هنا إذ يقول: لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل. الإبن ينظر الآب و يصنع ما يصنعه الآب.نحن في المسيح صرنا قدام سماء مفتوحة.الآب إستعلن لنا في الإبن.ليس حجاب بيننا و بينه. الإبن رسم حى لجوهر الآب.و نحن صورة حية للإبن . الإبن يكشف لنا شركة الثالوث في خلاصنا.الآب منشغل بعمله لأجلنا و الإبن متجسد يخدم قاتليه و الروح القدس ينقل محبة الآب و حياة الإبن و يسكن فينا .الصلح يتم حسب الخطة الإلهية.
و أما أنت يا حبيب المسيح ,إذا وجدت نفسك وحيداً لا يبالى بك احد. كسيراً من كثرة الهزائم.منطرحاً و ليس فيك قوة.أرفع عيناك و قل يا ربى يسوع المسيح أريد أن أبرأ . هو يشفيك و أنت تكرمه دائماً بالحب.و تبتهح بخلاص الرب و تكن أنت نفسك عيداً للسماء.