وسائل الإعلام تؤكد: الزيارة تاريخية.. والمكتب الإعلامي يعلن التفاصيل

زاخر: تدل على نمو العلاقات بين المملكة والكنيسة.. ونشطاء يتساءلون عن "صليب اليد"

كتب - نعيم يوسف
التقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مساء أمس، الجمعة، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أثناء زيارة الأخير إلى القاهرة، والتي بدأت الخميس الماضي، والتي تستمر لمدة خمسة أيام، وهي الزيارة التي أثارت جدلًا واسعًا.

تفاصيل الزيارة
قال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية إن الحديث دار خلال اللقاء حول سماحة الأديان وأن الدين بالأساس هو علاقة بين الإنسان والله، وأشار البابا إلى أن المصريين جميعا يعيشون في محبة وانسجام عبر القرون الطويلة ، مؤكدا على أن للكنيسة القبطية علاقات طيبة مع الجميع، معربًا عن ترحيبه بزيارة الملك لمصر.

من جانبه أشار العاهل السعودي إلى ذكرياته الشخصية عن مصر خلال زياراته السابقة لها ومن بينها تأثره بمجلة الهلال المصرية، كما شارك البابا عقب اللقاء في مأدبة العشاء التي أقيمت بمقر السفارة السعودية بحضور العاهل السعودي وكبار المسؤولين المصريين والوفد السعودي المرافق للملك سلمان.

اهتمام عالمي بالزيارة
الزيارة حظيت باهتمام إعلامي مصري ودولي كبير، وكتبت عنها "روسيا اليوم" تحت عنوان "لقاء تاريخي بين الملك سلمان مع البابا تواضروس وشيخ الأزهر"، بينما قالت "CNN" في نسختها العربية عن اللقاء: "الملك سلمان يستقبل البابا تواضروس في أول لقاء من نوعه في التاريخ".

اهتمام دولي
أما وسائل الإعلام السعودية فقد أبرزت الزيارة واللقاء، حيث قالت قناة العربية إن سلمان التقى بابا الأقباط المصريين، لافتة إلى بيان المركز الإعلامي للكنيسة الذي قال إنها المرة الأولى التي يلتقي فيها عاهل سعودي ببابا للكنيسة القبطية، أما وكالة الأنباء السعودية فقد أفادت أن استقبال الملك للبابا حضره وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ومسؤولين آخرين.

زيارة هامة على المستوى الرسمي والشعبي
علق المفكر القبطي كمال زاخر، على الزيارة خلال مداخلة هاتفية مع قناة "الغد العربي"، وقال إنها تدل على نمو العلاقات بين المملكة والكنيسة على أسس موضوعية، موضحًا أنها تساهم في بناء جسور ثقة بين الكنيسة والمملكة، مؤكدا على أن زيارة الملك سلمان إلى القاهرة مهمة على المستوى الرسمي والشعبي، وعلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها.


انتقادات للقاء
رغم الإشادة الواسعة بالزيارة، إلا أن بعض النشطاء الأقباط انتقدوا عدم حمل البابا تواضروس لصليب اليد (الذي يمسكه دائمًا في يده)، واعتبروا ذلك مجاملة للعاهل السعودي، رغم أن ملابس البابا مزينة بالعديد من الصلبان، ورغم ارتدائه لصليب فوق صدره، فيما انتقد آخرون ذهاب البابا له في فندق "فور سيزون"، وقارنوا بين ذلك وبين ذهاب العاهل السعودي لشيخ الأزهر في مشيخة الأزهر.

أين الصليب؟
في هذا السياق يقول فادي يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "محبتي كبيرة لقداسة البابا تواضروس وهو يعلم ذلك ولكن لقائه الوطني بملك السعودية بدون الصليب المعتاد حمله فى يده ليس مألوف لدى واعتقد لدى العديد من الأقباط".

ولفت "يوسف" إلى أن "الصليب هو فخر واعتزاز لكل المسيحيين وأتمنى ان يقبل قداسته منى تلك الكلمات بابوته المعتادة ومحبته الكبيرة وثقتي انه يعلم أنى بعيد كل البعد عن المزايدة بل بكل محبة واحترام قدمت رؤيتي للمشهد دون الصليب".