الأقباط متحدون - جيناتنا مصرية ورؤوسنا وهابية!
أخر تحديث ٠٦:٤٧ | السبت ٩ ابريل ٢٠١٦ | ١برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٨٩٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

جيناتنا مصرية ورؤوسنا وهابية!

وسيم السيسي
وسيم السيسي

قلت لصاحبى:

من شك فيه فنظرة فى صنعه

تمحو أثيم الشك والإنكـــــــار

قال: أنا لست ملحداً ولكننى من الـ: Agnostics أى من أتباع مذهب اللاأدرية، ولا أستطيع أن أصرح بذلك فى ظل هذا المناخ الإرهابى الوهابى الذى تغلغل فى كل مؤسساتنا!

قلت له: إبراهيم عليه السلام تشكك ليطمئن قلبه، وموسى كذلك طلب رؤية الله ولم يكفه الكلام معه!،

وتوما طلب من السيد المسيح أن يضع أصبعه فى موضع الحربة بالرغم من مشاهدته إقامة الموتى وشفاء الأعمى، كل هؤلاء أرادوا دليلاً، ولم يصعقهم الله أو تقدمهم شعوبهم إلى السجن أو المقصلة!.

قال صاحبى: أنت تعلم أنى علمى التفكير، والعلم لا يؤمن إلا بالموجودات، والدين بالغيبيات، كانت الأوزة دليلاً لإبراهيم، والجبل لموسى، والجرح لتوما، أما أنا فما الدليل عندى؟!. أنت تعلم أن أول قانون من قوانين الطبيعة أن المادة لا تفنى ولا تستحدث، وأن أول تعريف للخلق هو إحداث من عدم!، أرجو ألا تسخر منى قائلاً: أول القصيدة كفر!!.

قلت لصاحبى: أنا وقعت فى نفس حيرتك، وتأملت الأمر كثيراً، وأخيراً توصلت إلى أن المادة موجودة رغم القانون القائل بعدم استحداثها!، كذلك الله موجود، ولا تسألنى من الذى أوجده إلا إذا جاوبتنى عن المادة التى لا تستحدث، من الذى أوجدها!.

شىء آخر أيها الصديق، الدليل على وجود الطعام هو إحساسنا بالجوع، والدليل على وجود الماء إحساسنا بالعطش، كذلك الدليل على وجود الله حاجاتنا النفسية إليه.

قال صاحبى: هناك ملايين لا يحسون بالحاجة إليه!، قلت: الإبرة الممغنطة تتجه وتتحرك فى اتجاه القطب المغناطيسى، بينما الإبرة الهامدة لا تحس بالمغناطيسية، فهل نلوم القطب أم الإبرة الهامدة!. لعلك تعجب من شبلى شميل الذى أسس جمعية لنشر الإلحاد فى الأستانة، أقسم بالله العظيم أنه ملحد!!، حين داعبه أحد أصدقائه قائلاً: اهتمامك بقضية وجود الله دليل على إيمانك!!، لقد رثاه حافظ إبراهيم قائلاً: إنما الشك هو أولى مراحل اليقين!.

قال صاحبى: ابن الراوندى أكبر ملحد فى تاريخ الإسلام مات على فراشه فى سلام.. المتنبى قال: أى سماء أرتقى أى عظيم أتقى.. إلخ، من أفظع الكلام، كان مكرماً عند سيف الدولة!.. أبوالعلاء قال ما قال ولا أستطيع أن أذكره، يطلب أمير المؤمنين منه أن يكون ناصحاً ومشيراً له، فيعتذر ويقول لمن حوله: توحد فإن الله ربك واحد، ولا ترغبن فى عشرة الرؤساء!.

طه حسين.. يحفظ التحقيق معه! الشيخ على عبدالرازق يعود لمنصبه، فما بالنا ونحن فى عصر «التنوير» نقتل فرج فودة، ونطعن نجيب محفوظ، ونطفش نصر حامد أبوزيد، ونسجن إسلام بحيرى، ويصدر حكم بسجن فاطمة ناعوت!.. يتشدقون بأن لهم فى رسول الله أسوة حسنة، ويذكرون لك: اذهبوا فأنتم الطلقاء، أو حادثة الأخشبين! ولكنها الازدواجية التى حدثنا عنها أبوالعلاء:

تَوَهَّمتَ يا مَغرورُ أَنَّكَ دَيِّنٌ..عَلَىّ يَمينُ اللَهِ ما لَكَ دينُ.

قلت: يا صاحبى ما نحن فيه الآن جملة اعتراضية فى تاريخ مصر عندما تحولت من مصدرة للحضارة إلى مستوردة للثقافة الرملية، بما فيها من تشدد وتعصب وكراهية وعنف وذبح وإيذاء، عندما استبدلنا القبح بالجمال، والوهابية بالسماحة، وبهويتنا المصرية هويات أجنبية تارة غربية، وتارة عربية! إنه الفصام فى الشخصية المصرية! جيناتنا مصرية ورؤوسنا داعشية وهابية، ولن تعود مصر لرونقها وريادتها إلا إذا عادت لحضارتها، نريد وزيراً للتعليم شجاعاً عاشقاً للحضارة المصرية.. ضاعت مصر منذ صار كمال الدين حسين وزيراً للتعليم، بعد أن كان د. طه حسين!.

ولكن حورس قادم، مصر ستقوم، ومصر إن قامت قادت «د. رضوان علام».
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع