بقلم:د. مينا ملاك عازر
جدلية هل الجزيرتان موضوعا التراشق وليس التناقش مصريتان أم سعوديتان، جدلية أعف عن الخوض فيهما في حال وجود الخرائط والرسائل والوثائق التي تثبت لمن كانت السيادة، ولمن كانت الإدارة؟ ولمن كانت الحماية؟ ودعك من تأويلات هذا وتفسيرات ذاك واستنطاع هذا وذاك بأنهما في مياه إقليمية لمصر، فلو سلمنا بهذا فيمكننا أن نقول أنهما أيضاً في مياه إقليمية للسعودية حيث أن الخليج عرضه كله يقع في المياه الإقليمية للبلدين ولن أخوض خوض المتنطعين بقولهم أن الجزيرتين صخريتين ولا قيمة لهما، فما لا قيمة له اليوم غداً يكون له قيمة.
ما أريد الحديث عنه بحق، مسألة التحكم في الجزيرة تنص معاهدة كامب ديفيد أن لا توجد قوات مصرية أو سعودية على الجزيرتين، المقصود هنا قوات مسلحة مصرية أو سعودية، ترى لماذا نصت المعاهدة المبرمة بين مصر وإسرائيل على شيء يخص السعودية لأن الجزيرتين كانتا في حوذة الإسرائيليين وكان من المتوقع من قبلهم أن تعودا الجزيرتين للسيادة السعودية، ولما كان من الطبيعي بحسب المعاهدة عدم عودة الحماية العسكرية المصرية عليهما اللهم إلا إذ وجدت نقطة شرطة أو قوات مدنية تحميهما، فمن الوارد أن يتخابث السادات ويعيد الجزيرتين للسعودية حمايةً عسكرية، وتبقى إسرائيل في قبضة العرب يخنقوا خطوط ملاحتها نحو إيلات الميناء الوحيد الذي يختصر لها الوقت والتكلفة وينقلها للمحيط الهندي عبر البحر الأحمر، فوردت منع وجود قوات سعودية، والجزيرتين بالمناسبة الآن وهما تحت السيادة السعودية سيبقى تحت حمايةوسيطرة ومتابعة القوات الدولية المشكلةلحفظ السلام.
وبذلك لم تعد مصر المسؤولة ولا المشرفة عن نقل إسرائيل من خليج العقبة للمحيط الهندي وإنما المسؤول الآن المملكة العربية السعودية التي باتت بشكل مباشر متورطة وقابلة ومنفذة لمعاهدة كامب ديفيد.
صحيح عادل الجبير وزير الخارجية السعودي يؤكد أنه لن يكن هناك علاقات سعودية إسرائيلية مباشرة، وأنا أضيف من عندي علنية لأن الكل يعرف أن هناك مسؤولين من المملكة يلتقون مسؤولين إسرائيليين ولكنن سراً، وقد أُثير ذلك من قبل، لكن السعودية نفت، وبعيداً عن النفي والتأكيد فالحقيقة الواقعة أن المراكب الإسرائيلية المرفوعة الأعلام الإسرائيلية ستمر تحت سمع وبصر السعوديين بل سيكونون مسؤولين عن حمايتها وهي تمر إلى الجوار من الجزيرة المتحكمة في ممر إنتربرايز الأعمق والذي يسمح بمرور السفن أكثر من الممرين الآخرين المشكلان طبيعياً بسبب وجود الجزيرتين في عنق الخليج.
أخيراً، هل يورط السيسي سلمان في الاعتراف بمعاهدة كامب ديفيد؟غير مكتفي بمسألة مبادرة السلام العربية وغيره من متعلقات السلام، هل يورط السيسي الملك والمملكة في أمن وحماية إسرائيل سفناً ومن هجمات إرهابية محتملة ضدها كانت إسرائيل نفسها من فترة قليلة تتجه لتنفيذ تدريبات لقوات خاصة لتخليص رهائن قد يتم اختطافهم من سفن تجارية بحسب توقعاتهم اذا تعرضت حينهالهجمات إرهابية أثناء عبورها بالبحر الأحمر وبالتحديد الخليج العربي، هل يورط السيسي الملك سلمان حين يجعله في موقف المتحكم في ملاحة المملكة الأردنية -نحو الجنوب- ذات العلاقات التاريخية السيئة مع المملكة السعودية هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.