الأقباط متحدون - الإخراج فاشل والتسويق فقير والفينيش ردىء
أخر تحديث ٢٢:٠٣ | الثلاثاء ١٢ ابريل ٢٠١٦ | ٤برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٨٩٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الإخراج فاشل والتسويق فقير والفينيش ردىء

خالد منتصر
خالد منتصر

إذا كانت فكرتك صحيحة فهذا لا يكفى لتقبلها، فلا بد لها من إخراج مناسب وصحيح. إذا كان غرضك نبيلاً فهذا لا يكفى لإقناع الآخرين بنبل هذا الغرض، لا بد له من تسويق ذكى. إذا كان منتجك رائعاً ومرّ بكل الخطوات الأولية المبدئية بنجاح فهذا لا يكفى أيضاً لتسويقه إذا كان الفينيش أو اللمسة النهائية منقوصة وفيها سربعة ولكلكة مهما كان مجهودك وعرقك ودمك المبذول فى هذا المنتج. إحساسى فى الآونة الأخيرة أن كل قرارات الدولة تعانى من فشل ذريع فى الإخراج والتسويق والفينيش، بداية من قرار إقالة هشام جنينة حتى التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير مروراً بقرارات وتصرفات أخرى كثيرة أغلبها يبرر بحسن النية، ولكن كما يقال: الطريق إلى جهنم مفروش بالنيات الحسنة!!

التعامل مع ملف حرية التعبير فيه رعونة واضحة، التعاطى مع ملف جمعيات حقوق الإنسان فيه تهور، معالجة قضية «ريجينى» هى منتهى الحماقة، لو اجتمع الخبراء والمستشارون وسألوا أنفسهم، ولو حتى بشكل تآمرى، كيف نقيل جنينة بشكل لا يظهر معه أننا نتربص به، ستكون النتيجة أى سيناريو غير الذى حدث، وهذا ما أقصده بإخراج المشهد، هناك إخراج على طريقة صلاح أبوسيف وشادى عبدالسلام ويوسف شاهين يغلب عليه الاهتمام بالتفاصيل والإطار المحيط والإيقاع،

وهناك إخراج على طريقة السبكى وهذا ما حدث مع جنينة وأيضاً مع التنازل عن الجزيرتين، أين التمهيد الإعلامى والحوار المجتمعى حول هاتين الجزيرتين؟! هذا الحوار يجب أن يكون «قبل» حتى يكون حواراً للخروج بحصيلة ونتيجة، لا أن يكون «بعد» حتى نخرج بصراع وخناق وتخوين وسخرية. إخراج المشهد يحتاج توقيتاً وإيقاعاً حتى يمنح تأثيره، والسؤال هنا: لماذا كان التوقيت هو توقيت الزيارة الملكية؟ فالتنازل عن الجزيرتين فى هذا التوقيت بالذات وليس بعد انتهاء مفاوضات أو مباحثات أو عمل لجنة والاطلاع على نتيجة بحثها، أو بعد عرض على برلمان أو كما قال البعض على استفتاء شعبى... إلخ، عدة سيناريوهات بديلة كانت موجودة، لكن الإصرار على هذا الإخراج للمشهد بتلك الكادرات المتعجلة المرتبكة جعل المشهد مثيراً للريبة عند البعض. أنا لا أدعى أننى ضليع قانونياً وهناك مشكلة فى نقص المعلومات وتضاربها فى تلك النقطة بالذات، واعتراضى ليس من باب التخوين لأننى أعرف جيداً عقيدة الجيش المصرى، ولكن كم من الأفكار قتلها الإخراج الردىء، أشعر بأن الدولة تُخرج المشاهد بصورة تنقصها حرفية الإخراج، وبالطبع هناك مخلصون وهناك مجهود فى قطاعات مختلفة لكنها مشتتة وينقصها التسويق للناس،

والدولة خرساء لا تملك لساناً إعلامياً يسوّق أفكارها أو مشاريعها، لا نريد إعلاماً حكومياً من نوعية «برافدا» زمن الشيوعية السوفيتية، لكن إعلام ماسبيرو للأسف ميت إكلينيكياً ولا أحد يفكر فى وضع حتى أنبوبة الأوكسجين!!، ولا يجد الرئيس نافذة إعلامية إلا عن طريق مداخلة هنا على قناة خاصة أو تعقيب هناك على قناة مشفرة، وهيئة الاستعلامات صارت جثة فعلاً تنتظر تصريح الدفن، أما الفينيش كما يقول الأسطوات فهو مأساتنا وكارثتنا المزمنة، بداية من تركيب جلدة الحنفية حتى اتخاذ أخطر القرارات المصيرية للدولة، كله إلا خمسة، ناقص حتة، محتاج تاتش نهائى عشان يكمل.. إلخ،

أن رداءة الإخراج وفقر التسويق ولكلكة الفينيش هى سبب وملخص لكل ما نعيشه من هرى على الفيس بوك وتويتر وفضائيات النميمة، حتى الجيد مما يمكن فعله وإنجازه فى وسط ركام الفشل الذى نعيشه سيظل «فطساناً» لا يمنحنا أى قوة دافعه للأمام لأننا لا نملك إلا خيال السبكى فى الإخراج.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع