مجدي جورج
في البداية نحن لا نشكك في وطنية احد لا السيسي ولا اي احد من مناصري قراره الأخير بإعطاء الجزيرتين للسعودية ، ولكن اسمحوا لي وان كنت لا املك الحقيقة المطلقة ان اعرض بعض البديهيات وبعض الأمثلة المشابهة الي حد ما لحالتنا مع السعودية :-
اولا عادة عندما يكون هناك نزاع بين دولتين او حتي خلاف حدودي بسيط فلابد ان تعرف به العامة او حتي جزء من العامة او حتي مثقفي الامة كما نسمع منذ فترة كبيرة عن مشكلة حلايب وشلاتين ، وكما سمعنا وتابعنا خلافنا مع اسرائيل حول سيناء وطابا وأم الرشراش وكما سمعنا عن خلافات الإمارات مع ايران حول الجزر الثلاث التي تحتلها ايران او خلافات المغرب وإسبانيا ..... ولكننا في حالة جزيرتي صنافير وتيران لم نسمع إطلاقا ان هناك اي دولة تنازعنا السلطة او السيادة عليهماولكن بين ليلة وضحاها سمعنا عن قرار اعطاء الجزيرتين للسعودية .
ثانيا طالما لم يكن هناك نزاع حول الجزيرتين ولم تطالب بهما السعودية فيما قبل فهل اذا طالبت بهما الان ( هذا بفرض انها فعلا كانت تملكهما) وهي لا تملك لا وثائق ولاخرائط تثبت ملكيتهما فهل نسرع نحن مهرولين متطوعين ومقدمين لها ما يعينها علي إدعائتها ؟
ثالثا القاعدة القانونية تقول ان البينه علي من ادعي فاذا ادعت السعودية ملكيتها الجزيرتين فعليها ان تقدم كل ما يؤكد ادعائها من خرائط ووثائق وخلافه والطبيعي ان مصر تلجأ الي عرض وثائقها وخرائطها التي تثبت أحقية مصر في الجزيرتين والتي تدحض الادعاء السعودي ( دي مش عشرة جنيه لقيتها في الشارع وباتطوع وابحث عن صاحبها لارجاعها له ، دول جزيرتين ياناس). وبعد تقديم كل طرف لوثائقه ، فاذا لم نتمكن من الوصول لحلول فهناك تحكيم دولي كما فعلنا مع اسرائيل في قضية طابا .
رابعا يقول المدافعين عن قرار السيسي بإعطاء الجزيرتين للسعودية أنهما في المياه الإقليمية السعودية وانا هنا لن أناقش هذا ولا اعرف اذا كان هذا صحيح ام لا ، ولكنني استحضر اكثر من مثل يقول ان وقوع أراضي او مدن او جزر بالقرب من دولة ما او حتي داخلها وبعدها عن اخري لا يثبت ملكية هذه الجزر او المدن للاولي ويمنعها عن الثانية وخذ عندك عدة أمثلة :-
١- شبه جزيرة مسندم التابعة لسلطنة عمان والتي تفصلها عن باقي أراضي السلطنة أراضي دولة الإمارات العربية ومع ذلك لم تدعي الإمارات ملكيتها لها .
٢- ولاية ألاسكا الامريكية تفصلها عن امريكا الاراضي الكندية الشاسعة الاتساع ومع ذلك لم تقل كندا بان هذه أراضي كندية .
٣- جزر فولكلاند اقرب ما تكون للارجنتين وابعد ما تكون عن بريطانيا ومع ذلك عندما احتلتها الأرجنتين في ثمانيات القرن الماضي لم تتردد المراة الحديدية في تجييش الجيوش وارسال الاساطيل لاسترجاعها بالقوة الجبرية .
خامسا يدافع مناصري القرار قائلين ان السعودية اعارت الجزيرتين لمصر عام ١٩٥٠ لان السعودية لا تستطيع ان تدافع عنهما او لان مصر كانت في حالة حرب مع اسرائيل وكانت مصر تحتاج لهما في صراعها مع اسرائيل ونحن الان نعيدهما للسعودية وهنا نقول بفرض صحة هذا الكلام فاننا نقول : ان من لا يستطيع ان يدافع عن ارضه فهو لا يستحقها فنحن لم نبذل الغالي والنفيس ونضحي بارواح جنودنا من اجل الحفاظ عليهما ومن ثم إعادتهما لمن تخاذل في الدفاع عن ارضه .
سادسا هناك مسالة بسيطة ولا تحتاج وثائق او خرائط، فأنا كنت استطيع ان افهم منطق المدافعين عن منطق اعادة الجزيرتين للسعودية لأنهما كانا تحت سيادتها كما يقولون قبل عام ١٩٥٠ لو قالوا لي متي تأسست مملكة ال سعود ( السعودية ) ؟
لقد تأسست المملكة عام ١٩٣٢ بمعني قبل ذلك لم تمارس السعودية سيادتها علي الجزيرتين لانها لم تكن موجودة اصلا ، اي ان الجزيرتين كانتا تحت السيادة المصرية .
اذا اما ان السعودية احتلتهما من مصر بعد ١٩٣٢وقد استعادتهما مصر عام ١٩٥٠ ولا يصح إرجاع منطقة تم استعادتها لمحتليها ثانية . واما أن الجزيرتين كانتا دائماً تحت السيادة المصرية وكل ما تفعلونه لا أساس له .
سابعا يدافع البعض عن قرار السيسي ويقولون انه ضربة معلم لأننا مكبلين باتفاقية كامب ديفيد والجزيرتين واقعتين في المنطقة ج ولا توجد الا قوات ضئيلة لنا فيهما وان إعادتهما للسعودية سيمكن السعوديين من نشر مايشاوؤن من أسلحة وعتاد فيهما للدفاع عن الجسر البحري المزمع إنشاءه ، أقول ردا علي هذا الكلام انه باطل يراد به باطل لسببين هما :-
اولا السعودية لو كانت تريد ان تدافع عن الجسر لاستطاعت ان تدافع عنه من داخلها أراضيها القريبة جدا من اسرائيل فمدينة الحقل السعودية لا تبعد الا ٤٠ كيلومتر عن اسرائيل ، ثم اننا لم نسمع ابدا عن قيام السعودية في اي يوم من الأيام بمهاجمة اسرائيل او حتي التهديد بذلك رغم انها من أوائل الدول المستوردة للسلاح في العالم وما لم تفعله سابقا من اجل الفلسطينين ومن اجل المقدسات الاسلامية لن تفعله من اجل جسر بحري اليوم .
ثانيا أظن ان اسرائيل ستكون اكثر فرحا بالجسر ولن تهاجمه لانه يقضي علي مقصد سياحي هام ينافسها وهو مدينة شرم الشيخ .
لا نشكك في وطنية احد ولكننا نقول للاسف ان غلطة الشاطر بألف وللاسف الشاطر اصبح محاصر عالميا باخطاء من حوله وبدلا من معالجة هذه الملفات فانه فضل الارتماء في احضان مملكة الشر والارهاب .
Magdigeorge2005@hotmail.com