الأقباط متحدون - اتفاقات سعودية مشبوهة وتساؤلات مشروعة
أخر تحديث ١٩:٣٤ | الثلاثاء ١٢ ابريل ٢٠١٦ | ٤برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٨٩٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

اتفاقات سعودية مشبوهة وتساؤلات مشروعة

د. ممدوح حليم
    سيبقى النظام المصري كما هو وكأن ثورة لم تحدث، مازالت الدولة تتعامل مع المواطنين من منطق القطيع، كأنها تعلم كل شيء وتفعل الأصلح لمصر، وأن الشعب لا رأي له.
 
   إن ما حدث بخصوص إعطاء جزيرتي تيران وصنافير للسعودية بهدوء وسلاسة خشية غضبها إهانة بالغة للشعب المصري ولمجلس النواب، ماذا لو رفض البرلمان الاتفاقية؟ إن هذا سيضع النظام المصري في حرج بالغ. أم أن النظام يضع البرلمان في جيبه الأصغر. ويقول البعض إن الأمر بحاجة لاستفتاء.
  
    لما ضعفت مصر بعد الثورة، بدأت دول تطالب بأمور لم تكن تطالب بها من قبل، أسرعت أثيوبيا وبنت سد النهضة وطالبت السعودية بجزيرتين لم تكن تطالب بهما من قبل.
 
    لقد وقعت مصر معاهدة السلام عام 1979، وانتهى الصراع. فلماذا لم تطالب السعودية وقتها بحقها في الجزيرتين؟ كيف نست حقها كل هذا الوقت؟
 
   من هم أعضاء لجنة التفاوض؟  ولماذا لم يتم التفاوض مثلما فعلنا في طابا ليرفع الأمر على التحكيم الدولي في حال الاختلاف؟ ولماذا يتعامل بعض القيادات مع السعودية بطريقة الانحناء والخضوع لرغباتها؟

    وما سر حرص السعودية على بناء الجسر / الكوبري بينها وبين مصر؟ لقد بدأت السعودية في بنائه من جانب واحد أيام مبارك واستطاعت مصر إيقاف العمل لمزيد من الدراسة وألغي الأمر وأوقف البناء.
   
    كيف ستتحمل السعودية تكاليف بنائه وحدها ؟ ولأي غرض؟ هل تم عمل دراسات جدوى بمعرفة مكتب عالمي؟ أم أن مصر تنحني لرغبات السعودية في صمت؟
  
     ماذا عن الأضرار البيئية وكنا نعتبر المنطقة محمية طبيعية.وماذا عن إفساد هدوء مدينة شرم الشيخ مما سيؤدي لهروب الأجانب الباحثين عن الهدوء أمام ضجيج العرب وسلوكياتهم حيث سيحضرون لقضاء ليلتهم ثم ينصرفون؟ هل سيفسد هذا الكوبري المكانة السياحية لشرم الشيخ؟ أم أننا رمينا طوبة عودة السياحة إليها؟
  
    إن القضاء على الإرهاب في سيناء يتطلب إحكام السيطرة على منافذها وأن تظل شبه مغلقة لحين القضاء على الإرهاب، وها نحن نفتح منفذا ضخما سيؤدي إلى تدفق المزيد من الإرهاب. 
 
   وأخيرا أتمنى أن لا يكون تدهور الأوضاع الاقتصادية  سببا ً في اتخاذ قرارات سياسية خاطئة. إن الرهان على السعودية من الناحية الاقتصادية حاليا ً خاطئ للغاية حيث سجلت ميزانيتها هذا العام عجزا قدره 100 مليار دولار مما سيجعلها ستلجأ للاقتراض في غضون 6 سنوات ويكون حالها كحالنا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter