افتقد الطفل ذو الخمس سنوات أوقاتًا مرحة مع والده بشدة، فمنذ أن سافر وتركه مع والدته وجدته، وهو يشعر أن شيئا ما ينقصه لا يعرف ما هو، لكنه يدرك وبشدة أنه بعودة الأب سيكتمل كل ناقص في حياته.
اعتاد الطفل الصغير أن يقضي فترة ما بعد الظهيرة في الحديقة الخاصة بالعقار الذي يقيم فيه، فيستقل دراجته ويمرح في أرجاء المكان، اعتاد كذلك رؤية "عمو محمد" يجلس بجواره مرتديا بنطاله الأزرق وقميصه الرمادي، فهو رجل الأمن المسئول عن حماية المنزل، يحدثه في بعض الأحيان ويساله عن أحواله، بل إنه أخبره أنه صديق والده.
ازدادت صداقة الطفل بـ "عمو محمد" معتقدًا أنه "صاحب بابا"، وخصوصًا مع عطاياه من صنوف "الحلويات" المختلفة، لم يدرك الطفل سببًا لقيام ذلك الشخص دائما بمداعبته وتحسس مواضع جسده الصغير، غير أنه يعبر له عن حبه، تغيرت تلك الفكرة في أحد أيام السبت، يوم إجازته من الروضة، بعدما خرجت والدته لعملها، اصطحبه إلى جراج السيارات الخاص بالعقار الذي يقيم فيه، مؤكدا أنه سيطلب من والده أن يعود من السفر، لأنه صديقه، وأن والده يعلم ما يحدث بينهما الآن، لأنه أخبره بذلك فيما سبق.
تحين ذلك الذئب المستتر خلف قناع بشري الوقت المناسب حتى ينفض على فريسته، فبعد دخوله والطفل إلى غرفة مغلقة بالجراج جرده من ملابسه، واغتصبه بكل وحشية، وبعد أن أنهى جريمته، هدده بأنه "سيذبح" والدته إذا أخبر أي شخص بما حدث.
لم يتحمل الطفل قسوة ما حدث معه، فأخبر والدته بما حدث، والتي أبلغت الشرطة بدورها، وألقى القبض على المتهم، وأعترف تفصيليا بجريمته في تحقيقات النيابة العامة، وكذلك أثبت تقرير الطب الشرعي وقوع الاعتداء الجنسي على الطفل.
وقضت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار خالد الشباسي، وبحضور هادي عزب، رئيس النيابة، بإحالة أوراق محمد حسن الشيمي ٢١ سنة فرد أمن بأحد العقارات، لفضيلة مفتي الجمهورية لإعدامه شنقًا، لاتهامه بخطف طفل والتعدي عليه جنسيًا بجراج العقار وتهديده بذبح والدته إن أبلغ أحد.