الأقباط متحدون - مذبحة قانا..
أخر تحديث ٠٥:٠١ | الاثنين ١٨ ابريل ٢٠١٦ | ١٠برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مذبحة قانا..


فى مثل هذا اليوم 18 من ابريل سنة 1996 ..

مذبحة قانا..


سامح جميل

حكومة إسرائيل برئاسة شمعون بيريز ترتكب مجزرة دموية في بلدة قانا، في جنوب لبنان، مما أدى إلى مقتل 102 من الأطفال والنساء اللبنانيين في لحظة واحدة، الطيران الإسرائيلي يقصف قاعدة قانا التابعة لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان، مما يؤدي إلى استشهاد أكثر من مائة مدني لبناني احتموا بالقاعدة الدولية من القصف الإسرائيلي، أثناء ما اسمته إسرائيل بـ"عملية عناقيد الغضب"، التي دامت 16 يوما، وقامت إسرائيل خلالها بعمليات قصف عنيفة شملت بيروت وأوقعت أكثر من 170شهيدأ، القسم الأكبر منهم من المدنيين في مجزرة قانا.

وقد بررت إسرائيل عملية " عناقيد الغضب" بالخروقات المستمرة للمقاومة اللبنانية لتفاهمات نيسان الموقعة بين حزب الله وإسرائيل فيما يتعلق باستهداف المناطق المدنية، بيد أن المراقبين رأوا في العملية محاولة من شمعون بيريس القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي لتعزيز حظوظه في الانتخابات التشريعية، التي كانت إسرائيل تعد لها بعد اغتيال إسحاق رابين على يد متطرف إسرائيل.

وقد كانت لارا مارس مراسلة مجلة تايم الأمريكية أول شاهد عيان وصل إلى مكان المذبحة، وكتبت أول تقرير عنها قالت فيه:" وجدت جثث القتلى مكدسة فوق بعضها، أياد محروقة أطراف مبتورة وسيقان ممزقة، كانت بعض الجثث متفحمة والبعض الآخر محترقا ومشوها. معظم الضحايا كانوا من الأطفال والنساء وكانت دماؤهم في كل مكان حتى سقف الغرفة، وأحذية القوات الدولية، لأنهم كانوا يبحثون بين عشرات الجثث عن المصابين الأحياء، ويحملون بقايا اللحم البشري في أكوام بينما قام آخرون بوضع قطع اللحم الآدمي في أكياس بلاستيك سوداء المستخدمة في تعبئة القمامة.

وتقول المراسلة: شاهدت بعيني أحد أفراد القوات الدولية يمسك في يده بطفل رضيع مقطع الرأس، كما رأيت سيدة لبنانية تحتضن رجل عجوز بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة، وكانت كتفه اليمنى قد قطعت وانفصلت عن جسده، وكانت تصرخ أبي . .أبي".

كانت قانا محطة دموية أخرى من محطات عديدة ولن تكون الأخيرة في سجل إسرائيل الدموي. وقد أعلنت الجامعة العربية يوم 18/4 من كل عام "يوم قانا" يوما للحداد العربي، ودعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى دفع (1.7) مليون دولار للقوة الدولية في لبنان كتعويض للخسائر الناتجة عن قصف قاعدة قانا للقوات الدولية.

قانا قمة الإرهاب ولا حساب
شكلت مجزرة قانا في الجنوب اللبناني في مثل هذا اليوم منذ عشر سنوات قمة الإرهاب الصهيوني، ومع ذلك ها هي السنوات تمرّ وتمرّ من دون أن يبادر المجتمع الدولي أو الشرعية الدولية او القوى العظمى الى محاسبة مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني الذين ارتكبوا هذه المجزرة، وهي واحدة من مئات بل آلاف المجازر التي ارتكبت ضد العرب منذ أن كان هذا السرطان الذي زرع في قلب الوطن العربي، فلسطين.

يتباهى الصهاينة، ضباطا وجنودا، وحتى على مستوى الأفراد غير العسكر، علماً أن الكيان عبارة عن مجتمع عسكري بكل مستوطنيه، بأن الأفضل بينهم هو من يقتل أكبر عدد ممكن من العرب، كائنا من كانوا، لبنانيين أو فلسطينيين أو مصريين أو سوريين أو غيرهم، ولهذا يكشف الإعلام عن مكافآت لعدد كبير من القتلة فيه على جرائمهم في وقت كان من المفترض أن يحاكموا ويحاسبوا على ما ارتكبوه من آثام.

في حالة مجزرة قانا، لم يكفِ أن الكيان الصهيوني لم يحاسب حتى الآن، بل إن ما يوازي هذه الخطيئة هو أن الشرعية الدولية لم تبادر حتى الى الدفاع عن نفسها، باعتبار أن مكان المجزرة كان مقراً للأمم المتحدة وللقوات التابعة لها التي ما زالت تعمل في لبنان منذ الاجتياح “الاسرائيلي” عام 1978 وكانت شاهدا على اجتياح 1982 وما تخلله وما تلاه من مجازر.

في 18 ابريل/نيسان عام 1996 كان شيمون بيريز يشن عدوان ما يسمى عناقيد الغضب على لبنان، وكانت آلة القتل تطارد الجنوبيين في قراهم ومنازلهم وحقولهم، عندما التجأ أكثر من مائة لبناني الى مقر الأمم المتحدة ظانين أن هذا المكان التابع للشرعية الدولية له حرمة خاصة ولا يمكن للعدو أن يقصفهم وهم تحت سقفه، غير أن مجرمي الحرب الصهاينة لا يراعون أية حرمة وانهمرت القذائف والصواريخ وسقط أكثر من مائة شهيد.

منذ ذلك الوقت مازالت قمة الإرهاب بلا حساب. لماذا؟
لأن الإدارة الأمريكية مستعدة لحساب أي انسان على وجه الأرض حتى لو كان أمريكياً، شرط عدم الاقتراب من الكيان الصهيوني، مع أنه يشكل نبع الإرهاب وكل قادته وأركانه مجرمو حرب، لأن لكلٍ منهم مجزرة أو أكثر تحمل اسمه، وثمة سجل أسود لهؤلاء معروف للجميع منذ ما قبل اغتصاب فلسطين حتى يومنا هذا...!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter