القمص أثناسيوس جورج
ما دمنا Ù†Ùخطئ كل يوم؛ إذنْ ÙلنتÙبْ كل يوم ونجدد أنÙسنا بالتوبة. ÙمراØÙ… الله Ù†Øونا لا نهائية وتÙوق كل تعبير. التوبة علاجها ليس له Øدود؛ وخطايانا الكثيرة يقابلها مراØÙ… لا تÙعدّ ولا تÙØصىَ… خطايانا المتكررة لن تستعصى إزاء ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ اللانهائي؛ إنها تتلاشى أمام رأÙاته التي لا تÙرغ؛ هي تقودنا لكي نتبرر. وما لا نستطيع عمله؛ الله يستطيع بقدرته وبدم صليبه أن يكمله.
التوبة هي عهد مع الله وتجديد للمعمودية؛ وهي ØÙكم على الذات؛ بها يتم المصالØØ© مع الآب وتطهير الوجدان. نعمل مشيئة الله مبتعدين عن شيطان الجولان. نتشبه Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙÙŠ أقواله وأÙعاله وأÙكاره؛ كي ننجو من القصاص العادل بالشÙقة الإلهية.
يأتي هو ويدØرج القساوة من قلوبنا ويعتقنا من الØبس والظلمة الخارجية… Ù†Ùرضي الرب كما ÙŠÙرضي الجندي٠الملك؛ لأننا سنÙطالَب بدقّة عن ثمار توبتنا؛ وعلى قدر كثرة شدة تقيّÙØنا تشتد الØاجة إلى التداوي؛ لا نميل يمينًا ولا يسارًا؛ ولا نلتÙت إلى الوراء؛ Ùنرتدّ إلى خل٠ونصير عمود Ù…Ù„Ø Ø¨Ù„Ø§ Øراك… نتوب عن شرنا وضعÙنا؛ Øتى لا تصير أواخرنا أشرّ من أوائلنا؛ ويعطينا الله نعمته لكي نقبلها ونØرسها. ÙÙÙŠ نعمته يكمÙÙ† خلاصÙنا؛ وهي التي تسند توبتنا وتقودنا إن كنا Ù†Ùخلص بØÙ‚.
بالتوبة نصل إلى كنزنا الذي داخلنا وسÙلَّم ملكوته Ùينا… سائرين بالتوبة؛ لأن الخلاص هو نصيب Ù…ÙŽÙ† يسلك Øسب قانونها ويÙØµÙ„Ø Øاله بتوبته. نتوب عن Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„ÙƒØ°Ø¨ والإدانة والطمع والتعظم ومØبة النصيب الأكبر والنجاسة والخبث والرياء… ولا نثق بطين جسدنا مدى الØياة؛ ولا نرتكن إليه Øتى نق٠أمام Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø¯ÙŠØ§Ù†Ø› لأن الله لن يأتي بنا إلى الخلاص ضدًا Ù„Øرية إرادتنا؛ بل برغبة أنÙسنا وتهليل قلوبنا.
صناعة توبتنا تنقذنا من الخطأ وتمنØنا نعيم الملكوت. نتوب عن عبودية الخطية؛ وتكون كل كلمة وكل Ùعل من معلمنا الإلهي هي قاعدة وقانونًا لنا ÙÙŠ التقوى والÙضيلة والتجديد يومًا Ùيومًا؛ Øيث يتأسس هيكل الثالوث القدوس ÙÙŠ داخل قلوبنا؛ Ù†Ùعل الأمور الصالØØ© ويكون الله Ù†Ùسه هو Ù…Ùبتغانا.
نجمع زهور روØية تنسج لنا أكاليل سماوية ÙˆØªÙ†Ø¶Ø Ø«Ù…Ø±ØªÙ†Ø§ (الزهور ظهرت) Ùˆ (الطيب انسكب) عندما يجتذبنا Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù†Ùسه إليه ويقرّÙبنا منه. لا يذكر خطايانا وتعدّÙياتنا Ùيما بعد؛ لأن التوبة الØقيقية هي معجزة Ø´Ùاء عظيمة… وهي البشارة المÙÙرØØ© الجديدة… وهي عملنا الدائم الذي يلازم Øياتنا باستمرار… نغيّÙر أذهاننا وسلوكنا ونقوم من غÙلتنا… هي (Øزن Ù…ÙÙرØ)… (Øزن) الندم على خطايانا؛ Ùˆ(ÙرØ) رجاء الغÙران.
Ùهي ليست أزمة Ù†Ùسية إنÙعالية؛ لكنها تØوّÙÙ„ داخلي ÙˆØ±ÙˆØ Ø¬Ø¯ÙŠØ¯Ø©Ø› نجØد Ùيها اليأس ونترجىَ Øياة مستقيمة. ÙÙ†ØÙ† لسنا ÙÙŠ طريق مسدود؛ بل ÙÙŠ سعة سكة الØياة؛ ننسى ما هو وراء ونمتدّ إلى ما هو قدام ÙÙŠ موق٠دائم ما دامت النعمة واÙرة والإرادة Øاضرة.
Øزن التوبة مضيء لأنه Øزن بØسب مشيئة الله ” ÙŠÙنشئ توبة لخلاص بلا ندامة ” (Ù¢ كو Ù§ : Ù¡Ù ). Ùما التوبة الصادقة إلا Øالة (إنسان الØرية)Ø› التي تثمر ÙرØًا وسلامًا وإنÙكاكًا من ثقل الخطية وذنبها وعثرتها.
إنه (اختبار) سلوك الØياة والبركة؛ ورÙض الموت واللعنة. (اختبار) عمل الإرادة الإلهية من أجل المسرة. (اختبار) عمل الأعمال المرضية أمام الله. (اختبار) دعوة واختيار المÙعَيَّنين للØياة الأبدية وللمÙمسكين بها؛ والتي إليها دÙعÙوا. ساهرين صاØين متممين خلاصهم بخو٠ورعدة… ملتØÙين بنعمة الله المÙخلّÙصة لجميع الناس… ØاÙظين وديعتهم إلى اليوم الأخير؛ لأن كل من لا يقدم توبة ينال الويلات والتوبيخ والهلاك “إن لم تتوبوا Ùجميعكم كذلك تهلكون” (لو ١٣ : Ù£).
Ùإن كان الله يتأنّىَ علينا ويتركنا هذه السنة أيضًا؛ Ùذلك لأنه لا يشاء قطعنا وهلاكنا؛ لكنه يقبل توبتنا ويبررنا؛ ويقبل ثمرنا إن كنا نرجع ونØيا… هو يمكث معنا ويدخل إلينا ويقبل كل من ÙŠÙقبل إليه… يأتي عندنا ويصنع منزلاً؛ يدخل ويتعشىَ معنا؛ ÙŠÙقيم Ùينا ويغÙر لنا زلاتنا… كلما Ù†Øاسب أنÙسنا ونÙدرك ضعÙنا ثم نقوم لنرجع إليه.
وعندما نأخذ خطوة Ù†Øوه هو يأتي إلينا مبادرًا ويستقبلنا ويتØنن على كل راجع؛ يركض Ù†Øوه ويÙلبسه الØÙلة (المعمودية) والخاتم (الميرون) ويدعوه إلى ذبيØته المÙسمَّنة (الإÙخارستيا) Ευχαριστία ليأكل ويÙØ±Ø Ø¨Ø§Ù„ÙˆÙ„ÙŠÙ…Ø© المجانية.
يا Ù„ÙÙعل التوبة المستمر؛ إنه الØدث الÙائق الذي نعود به إلى الله ونرجع إليه وتتغير Øياتنا مجددًا. إنه سر Øلاوة المسيØية ÙÙŠ البداية الجديدة – (هَبني يا رب أن أبدأ) – نعر٠زيÙنا وسقطاتنا ليØÙ„ النور Ù…ØÙ„ الظل والظلام؛ وتصير الخطية المتكررة والمØبَّبة مكروهة ومرÙوضة بل وغريبة ÙÙŠ نور ومعونة جمال Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø¥Ù„Ù‡ÙŠ. وهي بالجملة معجزة غÙران خطايانا وعمل الله المعجزي معنا مثلما مع السامرية والابن الضال؛ نسرع وننزل مع زكا؛ Ùنلتقي بالقدوس والبار الذي دعانا لنتوب؛ Øاملاً خطايانا ÙÙŠ جسده على الخشبة؛ وبه نكون أعظم من منتصرين… متØصّÙنين بختمه الملوكي الخلاصي العجيب؛ وبعلامة ضمانته المخلّÙصة الموسومة لمعونتنا والتي لا تÙÙ…ØÙ‰ÙŽ.
ويعتبر الآباء أن التوبة هي برهان التقوى وصدق العÙشرة المقدسة مع الآب ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³. وبها نختبر الثمار اللائقة التي تÙØªØ Ø¥Ø¶Ø§Ø¡Ø© طريق الملكوت؛ كخطّ ونصيب أبدي ÙÙŠ ÙØ±Ø Ù„Ø§ ÙŠÙنطق به… نتوب عن كل شر؛ ولا تسودنا الخطية Ø¨Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥Ù†Ø¬ÙŠÙ„ ÙˆØلول Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙÙŠ إنساننا الباطن. نجاهد لنضبط أنÙسنا ÙÙŠ كل شيء؛ وبإصرار نرÙض تذكارات الشر ومعقولات إبليس ÙˆØÙيَله… هو يكرر عمله ونØÙ† نكرر رÙضنا “قاوموه راسخين ÙÙŠ الإيمان” (Ù¡ بط Ù¥ : Ù©).
وبتعب التوبة اليومي لا تعود قلوبنا تتقسىَ عبر أزمنة الØياة ÙˆØتى غروب العمر؛ لأن التوبة تÙقاس بصدق ميل القلب ÙˆØرارته ورغبته؛ وبإدراك مقدار الدَّيْن الذي سامØنا به الله… وإله الÙرصة الثانية المتجددة هو إله المستØيلات الذي لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويØيا؛ وهو الÙخاري الذي يصيغنا من جديد ويصنعنا آنية كرامة له… يعود ويعملنا وعاءً جديدًا كما ÙŠØسÙÙ† ÙÙŠ عينيه.
توبتنا هي طريقنا ومسيرة نموّنا. قائدها Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³Ø› تصل بنا إلى الشبه الإلهي؛ وهي لا تكمل إلا بإستجابة عمل النعمة Ùينا وبإتمام الوصايا وعدم التأجيل أو الإهمال والتØول للطابع الØسن؛ Øسب متطلبات قصد دعوتنا التي بها نكون مرضيين عنده وغير مرÙوضين.
وتستمر توبتنا هذه دائمة Øتى القبر عندما نربط كل شيء بما يطلبه منا سيدنا وملكنا ÙÙŠ الخÙاء والعَلَن؛ ÙˆÙÙŠ كل ما يجعلنا مقبولين عنده. متممين عمله الذي ÙŠÙنشئ Ùينا إرادة الخلاص والثبات ÙÙŠ توبة تستمر (ستين ثانية × ÙƒÙ„ دقيقة × Ø³ØªÙŠÙ† دقيقة × ÙƒÙ„ ساعة × Ø¹Ø¯Ø¯ سنوات العمر = توبة الØياة ÙˆØياة التوبة).
تتÙÙ‚ Ùيها توبتنا مع عظم Ø¥Øسان الله تجاهنا؛ Ùتجعله يتØنن ولا يلاØقنا بغضبه؛ إنما ÙŠÙدركنا بصلاØÙ‡: نطلب الØÙ‚ / Ù†Ùنص٠المظلوم / Ù†Ùقضي لليتيم / Ù†ÙØامي عن الأرملة / نتØاجج معه وهو يسير معنا كل الطريق؛ نمشي له خطوة وهو يقترب Ù†Øونا أميالاً ليبيّÙضنا كالثلج ويÙذيقنا Øلاوته ويÙØªØ Ø£Ù…Ø§Ù…Ù†Ø§ الأبواب؛ Ùندخل إلى المنازل الكثيرة… وكلما ندخل تنÙØªØ Ø£Ù…Ø§Ù…Ù†Ø§ أبواب جديدة وتنكش٠لنا أعماق العجائب؛ وننال ÙØ±Ø ØªÙˆØ¨Ø© الربيع الروØÙŠ… نجني بذار بهØØ© التØرر من الذنب والمَلامة؛ ونØصد بركات النهوض من السقطة والغÙلة.
وكما خلÙصت رَØاب الزانية واللص اليمين الذي صار أول مواطني الÙردوس؛ ومثل العشار الذي صار إنجيليًا؛ والمجدّÙ٠الذي نال رتبة الرسولية، هكذا Ù†ØÙ† نكمل صناعة توبتنا ÙÙŠ كل زمان مهما كان هو لنا زمان توبة