الأقباط متحدون - سمير غطاس و«كُتّاب سيدنا»
أخر تحديث ٠٤:٣٥ | الاربعاء ٢٠ ابريل ٢٠١٦ | ١٢برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

سمير غطاس و«كُتّاب سيدنا»

خالد منتصر
خالد منتصر

النائب سمير غطاس ليس هو النائب توفيق عكاشة، والبرلمان ليس هو «كُتّاب سيدنا»، والشاكوش الخشبى الذى يدق به رئيس البرلمان على المنصة للتنظيم والتنبيه ليس هو الفلكة التى يمد بها سيدنا تلامذة الكُتّاب على أقدامهم عندما يُخطئون فى آية أو يتلعثمون فى تلاوة!!، الصحافة ليست «البرافدا»، والجرائد ليست نشرات المحافظات التى تُغطى زيارات السيد المحافظ إلى الجمعيات الزراعية والمجالس المحلية، والإعلام ليس ماكييراً لتجميل القبيح، بل هو فوتوغرافى يرصد ويصوّر ما أمامه، ومجلس النواب ليس سرادق عزاء يجب على الجالسين فيه الصمت، احتراماً لجلال المناسبة، ما حدث مع النائب سمير غطاس وعصبية رئيس مجلس النواب تجاهه، والطريقة التى تم طرده بها من القاعة،

كل تفاصيل المشهد لها دلالات مزعجة، فالبرلمان ساحة حوار، ومن الممكن أثناء الحوار أن تحدث بعض التجاوزات، خصوصاً فى ظروفنا المحتقنة المرتبكة، ورئيس البرلمان عليه تنظيم هذا الحوار، وليس تأميمه، تطبيق الحماية القانونية التى تُحرر، وليست الحماية الجمركية التى تُصادر، ومع كامل احترامى، عليه أن يُفرق، وهذا ليس فيه واسطة أو مجاملة، بين توفيق عكاشة وما اقترفه، وبين سمير غطاس وما فعله وقاله، النائب سمير غطاس كان فى فترة الإخوان لا يتحدث بكلام مرسل، بل كان دائماً يتحدث عن الإخوان وينتقدهم، خصوصاً فرعهم الحماسى الفلسطينى بوثائق وأدلة وأسماء كنا نتعرّف عليهم لأول مرة من خلاله، فهو دارس وباحث لا يُشق له غبار فى هذه المنطقة بالذات، ودفاعه عن الإعلام وحريته ليس رغبة فى الظهور، أو دفاعاً عن الباطل، لكنه دفاع عن مبدأ حرية التعبير، ونحن جميعاً نعرف أن هناك تجاوزات إعلامية وفوضى إعلامية، ولكن الذى يتلكأ فى إصدار القانون المنظم للإعلام الذى نسمع عنه ضجيجاً منذ سنوات ولا نرى طحناً حتى الآن، المسئول عن هذا التلكؤ والتسويف ليس الناس وإنما الحكومة!!، والإعلاميون هم أول الناس الصارخين «نظموا لنا الشغلانة علشان نستريح ونعرف راسنا من رجلينا»،

ولا من مجيب، وكأننا نصرخ فى وادٍ غير ذى زرع، ليس سمير غطاس هو النموذج الذى يجب أن يستهدف، فأمام رئيس البرلمان من يتاجر فى أعشاب ضارة بالصحة وعليه أحكام، وهناك من يتطاول كل يوم بأقذع الألفاظ على خلق الله، وهناك من رفض نص القسم.. إلخ، يعنى هناك نماذج تستحق أن يوليها رئيس البرلمان المحترم اهتمامه، نرى فى برلمانات العالم كله مَن تنفلت أعصابه، لكن المهم ما الدافع لهذا الانفلات؟، هل هو دافع الغيرة على مصلحة البلد أم مجرد الغلوشة والمشاغبة واستعراض العضلات؟!، نائب البرلمان لا بد أن يكون قيمة وقامة نحافظ عليها من الإهانة، طالما هو لا يهين نفسه برشوة أو خيانة أو جرائم مخلة بالشرف، فهو المشرّع والمحامى والسند للمواطن الغلبان، فأرجوكم ألا تسحبوا من هذا المواطن آخر كروت الأمان والائتمان حتى لا ينفد رصيدكم، أما رصيد المواطن نفسه، فاطمئنوا، فقد صار على الزيرو، وأصبح يسحب على المكشوف.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع