الاربعاء ٢٠ ابريل ٢٠١٦ -
٣٠:
٠٤ م +02:00 EET
بقلم : د وجدى ثابت
لماذا تركنا مصر ؟ لماذا تحملنا الالم مضاعفا و طريق الشوك و الحرمان و الصليب و الغربه ؟
اولا لان كل ذلك العذاب اهون من اقسي انواع الغربة ذلك الذى تعيشه فى بلدك من غربة فكرية و حضارية بين اقرانك.
المر اهون من أن تعيش غربة بلا غرباء فيها سواك ، انت و امثالك من الطيور المهاجرة و المسافرون بغير زاد .
جرمك الوحيد انك تطير على ارتفاع يسمح لك برؤية ما لا يراه من يتعمد الالتصاق بالارض لالتقاط الحبوب لان عقله فى الاكل و المتعه و اكتساب السلطان بلا جهد داخل القطيع اذ يفضل الملق و السقوط فى الرمال على التحليق معك.
تركنا مصر لاسباب عديده و لكن اولها الظلم المرير و عدم جدوى المعارك
المزايدات الباطلة و تلوين الحقائق
العبث و زمن المسخ المرير و السقوط
الاضطهاد و الكراهية كثقافه تظلم و تقسو تتجبر و تفترى و يطالبونك الا توبخ افعالهم الدنيئه الا بحساب و بقدر و كأنك ليس صاحب البيت !
الشعور بعدم جدواك فلا اذان تسمع وسط صراخ المزايدين و الجهلة و المتخصصين فى التعميه و التزييف و انصاف العلماء يحيطون بك من كل جانب .
تركناها بحثا عن علم حقيقى و معرفه و تعلمنا فى ارض العلم مكفول فيها لمن يريد و الهلس مكفول فيها ايضا لمن يريد
و هنا يصبح للحرية معنى اذ تصبح مسئوليه و تحملناها وهنا على وهن لاعوام و اعوام .
شئنا التعلم على ايدى علماء بحق و ليس من كتب التخلف و البدائية الصفراء و مهاترات جوفاء و ترهات صماء
تركنا مصر حبا فيها و ليس كرها لها. تركناها و هى فى القلب لم تتركنا
من الحب ما يقتضى البعد و الهجر و من السطحيه و انعدام الخبرة بالحياه الظن بعكس ذلك.
عندما تتنكر الام لامومتها تسرها ممالأة المنتصر و مهادنة الغالب و تجعل من الذئاب المعتدين و الحثالة من يسود على ابناء البيت فيتسول البنون فى بيتهم حقهم المهدور .
عندما تسقط العدالة لا تطلبوا من ضحاياكم ان يكونوا قديسين و ملائكه و انتم عاجزون حتى ان تكونوا بشرا !