ترك ميراثا فنيا كبيرًا.. ووالده كان شيخًا.. وتألم من زوجته الأولى
كتب - نعيم يوسف
غدًا الخميس تحين الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، الذي توفى في 21 أبريل الماضي، وهو أشهر شعراء العامية المصرية، وبهذه المناسبة نعرض في التقرير التالي حياة هذا الشاعر الذي رأى "الدنيا خنفسة" -كما قال في أحد قصائده-.
ميلاده في قنا
وُلد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، في قرية "أبنود" في محافظة قنا عام 1938م، والده كان يعمل مأذوناً شرعياً وهو الشيخ محمود الأبنودي، ثم انتقل إلى مدينة قنا، حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها.
إبداعات متنوعة
تنوعت إبداعاته ما بين كتابة الأغاني، والشعر، والملحمات الشعرية، والدواوين الشعرية، والتي من أشهرها "الزحمة"، والأرض والعيال، وعماليات، وجوابات الأسطى حراجي، والسيرة الهلالية، والمشروع والممنوع، بالإضافة إلى العديد من أغاني الأفلام والمسلسلات، والأغاني الوطنية والتي من أشهرها: "عدى النهار" و"ابنك يقول لك يا بطل"، و"أحلف بسماها وبترابها" والتي ارتبطت بنصر أكتوبر.
زوجتيه وابنتيه
تزوج "الأبنودي" من السيدة المخرجة "عطيات"، والتي احتفظت بلقب "الأبنودي" حيث قال عنها في تصريحات نقلها الإعلامي مفيد فوزي أنه "متألم" من ذلك حيث أن هذا الأمر ربما يجرح مشاعر زوجته الثانية الإعلامية "نهال كمال"، والتي تزوجها الشاعر الكبير وأنجب منها ابنتيه "آية ونور".
أقلية في بيته
يروي مفيد فوزي، عن حياة "الأبنودي" -العائلية- أنه كان في بيته عبارة عن "أقلية" بين ابنتيه وزوجته حيث "كان يأتمر بأمرهن"، لافتا إلى أن الشاعر الكبير كان يقع تحت ضغط "قوى ناعمة" تتدخل في جميع تفاصيل حياته الشخصية، ما خلا سلطان الشعر الذي كان يهيمن عليه الأبنودي وحده.
قصته مع الأغاني
يُعتبر الأبنودي من أهم الشعراء الذين كتبوا أغاني وطنية، ويروي في أحد حواراته الصحفية عن أغانيه الوطنية مع الفنان الكبير عبدالحليم حافظ: "كان حليم يعرف أني أفضِّل الأغنيات الوطنية فعدد الأغنيات العاطفية التي كتبتها له 3 أغنيات فقط ... فقطعنا مساحة كبيرة من الغناء الوطني الذي كان على حساب الغناء العاطفي ولكني لست نادمًا على ذلك فأغنية صغيرة مثل "أحلف بسماها" أفضل من أي أموال كنت سأجنيها من أي أغانٍ عاطفية ثم جاءت النكسة فألقينا ما في أيدينا وروحنا نكتب المزيد من الأغاني الوطنية، ولكن حين قرر أن نغنى أثناء النكسة أغاني عاطفية انسحبت واعتذرت فاتجه إلى مؤلفين آخرين".
الأبنودي.. ومرسي
لم تكن وطنية "الأبنودي" من خلال الأغاني فقط، بل كانت عملية حيث عقب على فوز الرئيس الإخواني محمد مرسي قائلًا: "الديمقراطية جاءت بمرسي رئيساً، ولقد احترمنا اختيار الشعب في هذه اللحظة، فعليه ألا ينسى ذلك أو ينقلب على الديمقراطية"، وقال في حوار أخر: "سأظل في موقعي في المعارضة والمبدع والشاعر معارض دائماً حتى آخر نفس لأنه يحلم وحين يحقق السياسي حلمه يكون قد عبر بحلمه أميالاً، وسيظل التناقض بين المبدع والسياسي".
الأبنودي وثورة يونيو
خلال ثورة 30 يونيو، أكد الخال على ضرورة الاشتراك فيها، كما قام بزيارة المشير عبدالفتاح السيسي، خلال فترة الانتخابات الرئاسية، معلنا دعمه له، وتروي زوجته "نهال" عن لقائه بالمشير عبدالفتاح السيسي -خلال حملته الانتخابية للرئاسة- أنه قال له إن جناحي حب الشعب له هما اثنين، يجب أن يربحهما: "الفقراء" و"الشباب".
أواخر حياته
في أواخر حياته عانى من تدهور حالة الرئة مما جعله يعاني من ضيق في التنفس وظل يعالج في المستشفى الأميركي بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث أكد الأطباء أن رئتيه لا تعملان بشكل جيد، ولم يتبق منهما سوى جزء بسيط، وتوفى يوم الثلاثاء 21 أبريل الماضي، عن عمر يناهز الـ76 عاما، وأقيمت له جنازة عسكرية، في الإسماعيلية.
بيان الرئاسة
وأصدرت رئاسة الجمهورية بيانا، نعت فيه الفقيد، مؤكدة أن مصر خسرت رجلا وشاعرا وطنيا مخلصا، كما أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا مع أسرته لتقديم واجب العزاء في الفقيد، كما أن رئاسة مجلس الوزراء أصدرت بيانا نعت فيه رحيل الشاعر الكبير.