الأقباط متحدون - سلسلة المسيح في الصوم الكبير
أخر تحديث ٠٩:٥٤ | الخميس ٢١ ابريل ٢٠١٦ | ١٣برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

سلسلة المسيح في الصوم الكبير

المسيح في سبت لعازر
المسيح في سبت لعازر
المسيح في سبت لعازر
Oliver كتبها
لعازر محبوب المسيح نعم  و بكل يقين.لكننا لا نعرف ماذا  هذا المحبوب حتى نال لقب (لعازر حبيبنا) إنما الآن نعرف ما فعله  الرب يسوع ليبرهن أن لعازر حبيبه أو كما قال - حبيبنا- أى حبيب الثالوث.  كيف صار لعازر  الإنسان كل إنسان محبوباً بهذا المقدار ؟ الروح القدس يؤكد أن المسيح أحب لعازر حتى أنه بكى عليه ثم أقامه من الموت.الروح يؤكد أنه أحبنا أولاً اكثر من نفسه.
ماذا فعل لعازر لكي يعبر عن حبه لله ؟ إذهب بخيالك ما شئت.إجمع كل التصورات الممكنة و غير الممكنة و إنسبها جميعها للعازر.قل أن لعازر فعل كل هذه التصورات حباً في المسيح.ثم ماذا؟؟؟ ثم مات لعازر و أقامه رب القيامة يسوع.أيهما أحب الثانى  أكثر؟ أيهما فعل أكثر؟ ماذا يستطيع لعازر أن يعطى فداءا عن نفسه قيامة لعازر بعد موته ألزمته أن يلهج بالشكر مع كل نبضة قلب و هذا هو  نفس ما فعله المسيح معنا لهذا دعونا لا نكف عن الشكر لأن الرب أقامنا من موتنا.
هذا المرض للمجد
- الرب يسوع لم يأت  ليخلص فقط  ما سيهلك من الناس بل أيضا ما قد هلك و صار في الجحيم على رجاء القيامة فى الجحيم في ذاك الزمان و على الأرض  في كل الأزمان.بهذا المرض صار للمسيح شهود كثيرون.لهذا كان للمجد.
شهود  على الأرض هم تلاميذ الرب يسوع الذين عاينوه منذ البدء.تابعوا كل شيء بتدقيق.كانوا يبصرون و كان الروح يسجل في ضمائرهم كل كلمة و موقف و فكر. 
شاهداً للذين في الجحيم صار لعازر,  إذ مات و نزل إلى الجحيم  صار هناك مبشراً أيضاً للخلاص , لذلك لم يكن مرضه للموت بل لبشارة الراقدين علي رجاء القيامة بالخلاص .نعم كان مرض  لعازرلاجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به.
-  مع الأعمى و مع لعازر أعلن أنه  نور للعالم. لأن كليهما كان في الظلمة.الأعمي  في الظلمة بدون عينان و لعازر في  ظلمة الجحيم . هناك حيث أشرق النور يستدعيه للخروج و لم يعد المرض للموت بل لمجد عظيم.
مع المولود أعمى تمجد و مع الذى مات و أنتن أيضاً تمجد.هنا الرب يصنع خيطاً سرياً بين الضعف و بين المجد  لا يُرى إلا بالإيمان لأنه لما بالصليب تمجد أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة.
- المرض هو الخطية التى تفشت في الطبيعة الفاسدة كما هو مكتوب  (كل الرأس مريض و كل القلب سقيم, من أسفل القدم إلى  الرأس  ليس فيه صحة إش 1: 5. و ها المسيح يخطو خطواته النهائية صوب الصليب لكى يميت موت الخطية  . آخذ أسقامنا و حامل أمراضنا مت 8: 16. فقدت الخطية سلطانها و لم يعد هذا المرض للموت بل للمجد .
دعوناه و هو يأتى عند قبورنا ليواجه الخطية بدلاً منا فهو الغالب. ما دمنا نأخذ من موت المسيح كفارة ومن قيامته نصرة و من صعوده رفعة و من جلوسه عن يمين أبيه مجداً يكون حقاً هذا المرض لمجد الله.
كان يسوع يحب مرثا و أختها و لعازر
حين قال لنذهب إلى اليهودية  (أيضاً)  كان يشير إلى المرات العديدة  التى أراد فيها أن يجمع خراف إسرائيل الضالة لكنها  لم تريد. في البيت كان ثلاثة.لعازر مات مثل آدم و نزل إلي الجحيم .و بقيت الأختان على الأرض كاليهود و الأمم من غير سند. كانت مرثا  كاليهود مرتبكة بخدمة كثيرة لو 10: 38 إنشغلت بها عن الجلوس عند قدمى السيد. مرثا  العهد القديم الممتلئ بالفرائض و الطقوس و تعاليم الناس لهذا عوتبت.كان بيت لعازر كالبشرية التي على الأرض.
عجيب هذا الوحى  المقدس إذ في كل المرات تذكر مرثا أولاً ثم مريم آخراً . في كل مرة تذكر مرثا أنها تخدم و تذكر مريم صامتة تتعلم أو تسكب الطيب . مرثا أولاً لأن الرب أختار أولاً بيت إسرائيل و إذ مرثا منشغلة عن السيد إرتكنت مريم بإتضاع عند قدميه مع الأمم التى أتت في أواخر الدهور, آمنت به  و أبصرت النور . صار لها النصيب الصالح  و فرحت بالذى أحب الجميع .
مرثا مع اليهود جائت . وُصِفت مرثا أنها أخت الميت .الأمة التى نالت الوعد بأن يقوم أخوها و من هو أخوها إلا المسيح الذي صار بكراً بين أخوة كثيرين.. أما مريم فجاءت سراً لتنال سر المسيح  كالأمم. مرثا دعت مريم فأتت لأن مرثا هي كنيسة العهد القديم التي كرزت لكنيسة العهد الجديد  أتينا نحن الأمم للمعلم إذ دعانا. في المكان الذى لاقته مرثا لاقته أيضاً مريم .في المكان الذى لاقاه فيه اليهود لا قيناه نحن الأمم.كان المكان  حزيناً و رائحة الموت في كل إتجاه فوق الجلحثة هناك عند الصيلب .هو وجدنا و نحن وجدناه .هو دعانا فإستجبناه و من يومها إلى الآن نحن ندعوه و هو يستجب.نلنا الطوبى أكثر من الشعب القديم. إنضممنا لمريم التى إختارت الذى إختارنا منذ تأسيس العالم.
خلاص واحد و قيامتان
لو كنت ههنا لم يمت أخى. قالتها مرثا و قالتها مريم أيضاً.لأن فقد المسيح هو الموت . هو الجحيم نفسه.لم يمت لعازر بسبب المرض بل لأنك لم تكن هنا, لم تكن قد تجسدت بعد. متنا بسبب إفتقارنا للخلاص.لا تغب عنا يا مخلصنا الصالح لأننا لا نحتمل فقدانك و لو لحيظة.
من ليست له القيامة الأولى لا نصيب له في الثانية. من ليس له المسيح قيامة ليست له في الأبدية حياة بل موت,.القيامة الأولى إنتقال من موت الخطية إلى الحياة فى المسيح ينالها من آمن كوعد المسيح الصادق( لو مات فسيحيا).بالثبات في القيامة الأولى ننال القيامة الثانية الحياة الأبدية في ملكوت الله. 
تكلمت مرثا كاليهود عن القيامة الثانية التي ستتم في اليوم الأخير. لم تفهم اليهود  القيامة الأولى أى الخلاص. .لم تسمع من قبل عن القيامة الأولى التى تتم هنا على الأرض بقيامة المسيح لنعيش القيامة معه.المسيح هو القيامتان  الأولى  و الثانية.إلأن ربنا له المجد  قال أنا هو القيامة و الحياة.
لا نكلل بالقيامة الثانية إن لم نجاهد  بالقيامة الأولى قانونياً. قالت مرثا  (أنا أعلم) قيامة الدينونة و( لم تعلم) أن المسيح  كان يتكلم عن قيامة الحياة التى للأبرار.تشابهت الكلمات لكن الفرق هائل.كانت كلمات اليهود شبيهة بكلمات المسيح لكن فكر اليهود كان منفصلاً عن فكر المسيح . إحتفظوا فقط بالكلمات و فقدوا روح الله.نسبوا تعاليم الناس لفكر الله و تعاليم الله لفكر الناس .هلكوا حين ظنوا أنهم عارفون؟
لكن الرب فى المشهد الحزين لم يعاتب مرثا  علي مفاهيمها اليهودية الخاطئة لأنه مزمع أن يصححها بالصليب. وصيته لمرثا وكل اليهود أن يؤمنوا به .قال مخلصنا لمرثا من آمن بى و لو مات فسيحيا.
بكى يسوع
فى كل حزن للبشرية كان المسيح حاضراً و رجاء الروح شريكاً لدموعنا.تعزياته سبقت آلامنا.بكى يسوع  و إنزعج بالروح لأن بكاءه ليس بكاءاً بشرياً فحسب بل إلهياً أيضاً إذ كان الروح شريكاً في دموعه فلما بكى بالجسد بكى بالروح أيضاً و كما أن دم المسيح كافياً للكفارة عن كل البشرية كذلك دموع يسوع كافية لأجل توبة كل البشرية وفيه نثبت .ليس أن اللاهوت بكى لكنه كان شريكاً في دموع يسوع. البكاء ليس بلغة الأرض بل باللغة السمائية.لذا وقف الوحى عند  عبارة بكى يسوع و لم يصف شيئاً لأن البكاء فوقانى.حين يبكى الله المتجسد فدموعه لا تشبه دموعنا و نزيف عينيه يخلص.و كما خلصنا بالماء الذي تدفق من جنبه مع الدم  كذا بالماء الذى تدفق من عينيه نقوم من كل خطية.نحن أبناء هذه الدموع. الدموع لإقامة لعازر و العرق الممتزج بالدم  لخلاصنا لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة . الدموع التى أقامت لعازر كانت دموع محبة و رحمة ومغفرة لذلك بكاها يسوع لأجل البشرية كلها. رغم أنه بكى لكنه صرخ بصوت عظيم آمراً لعازر أن يقوم فبكاء يسوع ليس مناقضاً لقوة يسوع.فوق الصليب بنفس الصوت العظيم سلم الروح لأبيه  و نكس الراس . المسيح مخلصنا بكى هنا و لم يبكِ فوق الجلجثة رغم بشاعة آلام الصليب حتى لا يظن أحد في المسيح خوف أو ضعف أو أنين أو تردد  بل يعرف الكل أنه بفرح قد جاء وخلصنا.و كما خاطب الآب فوق الصليب خاطب الآب هنا شاكراً.
قيامة لعازر
كان لعازر في القبر و حين سألهم أين وضعتموه أجابوا يا سيد تعال و أنظر.فنظر من السماء فوجدنا موتى بالخطية و الأرض أنتنت لسبب شرورنا.أشفق علينا و جاء متجسداً  وقف قدام موتنا كمحارب شجاع يتحدى سلطة سيد قاس.
عند قبر لعازر حجر.عند قبر المسيح حجر.كان الموت حجر عثرة في طريق الأرض كلها.كانت الأحجار عند كل القبور لكنه أقام من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم. كانت الأحجار كالأختام و قد خرج الغالب ليفك الختوم.أربعة أيام خلف الحجر كان لعازر وحده و الفساد . كنا مثله .أغلق الحجر على الإنسان في الظلمة و كانت لنا جميعاً رائحة الموت و طبيعته.كان الجحيم يضم في جنباته أحلى من فينا.كان لعازر هناك في الجحيم مع الأبرار مثله.وقف يسوع على الأرض قدام اليهود و لم يبصروا في يديه مفاتيح الموت و الهاوية.
كانت يداه تبدوان من غير سُلطة.وجهه مغسول بالدموع.صوته عميق عميق يتغلغل الأرض و الجحيم. يتغلغل أيضاً حتى السماء .صاح بصوت عظيم آمراً  لعازر في الجحيم  فلم تقف ملائكة  السماء في وجه العائد من الموت إلى الأرض. الجحيم و السماء و الأرض ,كل الكون سمع صيحة القيامة. إن صوت المسيح جبار يملأ الكون.لعازر يا كل لعازر هلم خارجاً.قام لعازر مكفناً  و إنزوى الموت خجلاً لأنه بعد قليل يفقد شوكته. 
خرج الميت
فى الأرض نعرف كلمات مثل (دخل الميت إلي القبر) لكننا لا نعرف كلمات مثل (خرج الميت من القبر). حين نقرأ- (خرج الميت) يبطل منطق الأرض و يسود حكم السماويات لأنه ليس في كلماتنا قيامة لكن في حياة الروح القدس خرج الميت. بسلطان المسيح على الموت خرج الميت .
رجلاه و يداه مربوطات بأقمطة لكن خرج الميت فكيف خرج؟ وجهه ملفوف بمنديل فكيف رأى؟ ليس من سبيل إلا أن تلبس المسيح و يسكنك الروح القدس او به نحيا و نتحرك و نوجد.هذا هو سر لعازر.
بالمسيح قمنا من الموت و سنقضى ما تبقى لنا من العمر نسمع صوت المسيح يقول حلوه و دعوه يذهب.
في إقامة لعازر أمر الرب الموت و الجحيم و الملائكة و لعازر نفسه فقام.الآن يأمر الرب الكنيسة أن تبدأ مهامها.تحل القائمين من الموت.كل الأربطة في اليدين و الرجلين تحلها. بسلطان المسيح الممنوح لها تدشن الجسد و تقدس الحواس و المنديل الملفوف فوق الوجه تنزعه لكى يبصر لعازر المسيح.لا نحتاج إلى برقع فى العهد الجديد بل ننظره وجهاً لوجه.نعم ننظره و سنراه كما يرانا.و كما إختبر الميت الموت و الجحيم و الظلمة  إختبر القيامة أيضاً و صار الخارج من القبر مؤهلاً لير المسيح و يحيا في النور.
طوبى لليهود الذين آمنوا بالمسيح مع مرثا .طوبى للذين يقبلون المسيح اليوم و كل يوم و إلي الأبد آمين.
-----------
حين تصادق القديسين  و تجلس مع لعازرمحبوب المسيح القائم من الأموات  تتعلم منهم مجد المسيح و هو حديثهم السماوى الوحيد فإسمع منهم. إن لم تعرف كيف تصادقهم فإذهب إلى التائبين و تعلم.فهم الأحجار التى تزحزحت من عند القبور و رأت نور الخلاص.فإن لم تعرف أين يتوبون فإذهب إلى الكنيسة و هناك أنظر الوليمة و شارك.فعندها يتجمع الملائكة و القديسين و من يشارك فيها ينال الحياة.إن أعثرتك الأحجار قف عليها و اصرخ للمسيح.قل له حبيبك الذى تحبه مريض و دواءه الشافى هو  شخصك.لو جئت ههنا لن أموت أبداً.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع