دخلت أكبر قافلة مساعدات إنسانية منذ بدء النزاع السوري قبل 5 سنوات إلى مدينة الرستن المحاصرة في وسط سوريا، وذلك غداة نجاح الأمم المتحدة في إجلاء 500 شخص من أربع مناطق محاصرة أخرى.
ويأتي ذلك في وقت يطغى الملف الإنساني والميداني على اجتماعات تجري الخميس في جنيف، عشية إعلان الموفد الدولي الخاص تقييمه لجولة المفاوضات المتعثرة بين النظام والمعارضة.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بافل كشيشيك، لوكالة فرانس برس، الخميس 21 أبريل/نيسان، إن قافلة مساعدات من 65 شاحنة تحمل مواد غذائية وأدوية ومعدات طبية بدأت بالدخول إلى منطقة الرستن في ريف حمص الشمالي، حيث يعتقد أن حوالي 120 ألف شخص يعيشون هناك.
وتعد الرستن أحد آخر معقلين متبقيين لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص، وتحاصرها القوات الحكومية منذ حوالي ثلاث سنوات، وإن كان الحصار أصبح تاما منذ بداية هذا العام.
وأضاف كشيشيك: "نعتقد أن هناك 17 مخيما للنازحين في منطقة الرستن تعاني من وضع إنساني صعب".
وأوضح أنها "أكبر قافلة مساعدات مشتركة نقوم بها في سوريا حتى الآن".
وتسيطر القوات الحكومية على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة في الريف الشمالي، وبينها الرستن وتلبيسة، وأخرى في الريف الشرقي تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ولم تدخل أي مساعدات إلى الرستن، وفق كشيشيك، منذ "أكثر من عام".
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيس تستخدمه الأطراف المتنازعة، إذ يعيش حاليا وفق الأمم المتحدة 486 ألف شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري أو الفصائل المقاتلة أو تنظيم "داعش"، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق "يصعب الوصول" إليها 4,6 ملايين نسمة.
وفي إطار خطة برعاية الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، أجلت الأمم المتحدة، بشكل متزامن، الأربعاء 20 أبريل/نيسان، 500 جريح ومريض وعائلاتهم من مناطق تحاصرها الفصائل المقاتلة أو قوات الجيش الحكومي السوري، وهي الزبداني ومضايا في ريف دمشق (محاصرتان من الجيش والفوعة وكفريا (محاصرتان من المعارضة) في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.
مساعدات روسية تصل إلى مناطق في درعا
وفي وقت سابق من الخميس، أعلن مركز التنسيق الروسي للمصالحة الوطنية في سوريا، أنه تمكن من تقديم 500 حصة غذائية لسكان مدينة إزرع في محافظة درعا.
صورة أرشيفية
وقال المتحدث باسم مركز التنسيق العقيد يوري زرايف: "نحن وسطاء في المحادثات بين الأطراف التي تسعى للسلام، والمستعدة لإلقاء السلاح والعودة لحياة السلم. المصالحة تساعد على جمع شمل العائلات التي فرقتها الحرب، والعودة إلى ديارهم".
كما عبر زرايف عن أمله في أن تعود المستشفيات والمدارس قريبا إلى العمل في المناطق التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها.
الصليب الأحمر: لا اختراق في الوضع الإنساني
من جهته، اعترف بيتر ماورر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بأن الهدنة في سوريا لم تسفر عن تقدم يذكر في الوضع الإنساني بسوريا، مشيرا إلى أن "دينامية النزاع تفوق إمكاناتنا في تلبية الاحتياجات المطلوبة".
وأضاف ماورر أنه لم يلحظ حتى الآن تطابقا في آراء اللاعبين الخارجيين إلى سبل إيقاف الحرب في سوريا والتي راح ضحيتها مذ العام 2011 حوالي 300 ألف شخص على الأقل، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وقال رئيس الصليب الأحمر: "للأسف، لم نر تطابقا حقيقيا في مصالح الدول الكبرى فيما يتعلق بالنزاع السوري، كي تتحرك في اتجاه واحد. ومع أننا نثمن بذل روسيا والولايات المتحدة جهودا كبيرة خلال الشهرين الأخيرين لتحقيق تقارب بين موقفيهما ومحاولة تحريك الأمور على الصعيد الإنساني، إلا أن علينا أن نكون واقعيين ونعترف بأننا لا نزال بعيدين عن غايتنا".