الأقباط متحدون - مصلحة السعودية التي تهم مصر أكثر من مصلحة مصر نفسها
أخر تحديث ١٣:٢٦ | الجمعة ٢٢ ابريل ٢٠١٦ | ١٤برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مصلحة السعودية التي تهم مصر أكثر من مصلحة مصر نفسها

 داليا عبد الحميد أحمد
داليا عبد الحميد أحمد

لماذا تشترك مصر في تحالف الأمن الإقليمي ضد إيران والشيعة؟ 
مفهوم الأمن الإقليمي والإتحاد السعودي لمواجهة إيران الدولة والمذهب تلك المنطقة التي تحرق نفسها بنفسها بحكام يفكرون وحدهم ولا يدركون خطأهم إلا بعد الأوان.

كلنا يعلم أن المملكة تبحث عن تحالف إسلامي سني وفشل ذلك أكثر من مرة في الأونة الأخير.

حيث كان تحالف فور إعدام النمر النمر في شرق المملكة المنطقة السيعية وما تلاه من إقتحام السفارة السعودية بإيران، وأخر للتدخل العسكري في سوريا تحالف أمريكي تركي سعودي ولم ينجح وذلك قبل إنسحاب روسيا، والآن تطور الموقف ليظهر تحالف إقليمي تتضح معالمه بزيارة الملك سلمان لمصر وتركيا حيث اتفاقيات متنوعة تسليم لموقع أمني خطير متصل بالتحكم بخليج العقبة (جزيرتي تيران وصنافرة ) وما يتبعه من جسر الملك سلمان وإتفاقيات إقتصادية وإعلان المملكة إحترامها لمعاهدات السلام مع إسرائيل بخصوص الجزيرتين ولا يقف عند هذا الحد بل إمتدا الاتفاقيات  للاعلامية والتعليمية والثقافية ومع الأزهر وانشاء مدينة بعوث جديدة هذا هو ما يشكل خطر. لأن التعاون العسكري والإقتصادي أمر طيب.

لكن أن يضاف إتفاقيات في مجالات دينية وتقدم علي أنها تعليمية وثقافية وإعلامية فذلك منهج لسلفنة مصر حتي يصبح أعداء المملكة هم أعداء مصر. فللإسلام السياسي مشروع فكري له آثار سلبية واضحة علي العقل المصري منذ السبعينات وعاد للتزايد الآن.

فهل تبحث المملكة عن جيش صديق يحميها وحينها  من الأفضل أن تكون الدولة سنية سلفية لتتفق معها في العداء لإيران وكان لزاما لمواجهة العدو الايراني أن تتحد قوي إقليمية من إسرائيل والعرب والسنة وقد كانت زيارة ملك السعودية لتركيا متتالية لزيارة مصر والحديث عن الصلح بين مصر وتركيا لمواجهة التحديات الإيرانية  والحديث عن تقارب سعودي إسرائيلي بعد تسلم المملكة للجزيرتين ( تيران وصنافرة)

ومن أهم أمثلة الصداقة والتعاون والشراكة الإسلامية  الجيش الباكستاني من أقوي جيوش العالم ودولة باكستان الأقرب صداقة للمملكة السعودية حتي ظهر رفضها من التدخل باليمن ومواجهة الحوثيين

عن باكستان الدولة الدينية المتطرفة المنفصلة عن الهند  بتأييد المملكة فأصبح موقفها معقد للدخول في صراع سني شيعي وكان يجب إيجاد البديل جيش لدولة سنية في ضائقة مالية حيث أن باكستان ٢٠٪‏ منها من الشيعة إيران جاره لها بعد رفع العقوبات عن الجاره تستطيع باكستان التزود بالغاز المطلوب إقتصاديا وهو ما يشير إلي دور باكستان في تهدئة بين السعودية وايران باكستان بعد كل المساعدات السعودية تعد دولة فقر وتطرف وارهاب  وانفجار سكاني واغتيالات وانقلابات عسكرية

 ولم يجدي كل ذلك نفعا الإعتراف بالدولة المساندة بمشاريع تجارية وشراكة للتعليم الديني وبناء مساجد وتزويد بالبترول والحماية حتي إكتمال السلاح النووي والمحصلة إهمال الإنسان وتربيته علي التشدد الديني  أهدر كل ذلك

التجربة الباكستانية البائسة نضعها صوب أعيننا حتي لا نكررها ونصل لنفس النتائج بمساعدات تمويل تسليح و مساعدات للأزهر بجانب مساعدات اقتصادية وتوغل واضح للمؤسسات الدينية وتسابقها في كل المحافل والقضايا وكأنها القوة الناعمة المصرية وإهمال لازال للتعليم.

في السياسة لا توجد عواطف دينية  ولكن توجد مصالح وقيمة فما هي مصلحة مصر بتمويل مشاريع دينية وما قيمة الإنكسار العقلي للإنسان بالترهيب الديني الماضي والحاضر والمتوقع من التحالف الإقليمي العسكري لمواجهة إيران وما هي مصلحة مصر من الإختراق الممنهج بالفكر الديني  في الإعلام والتعليم والثقافة بالعلاقة المتينة ما بين الأزهر والفكر السلفي وإختراقه بالجماعة الإرهابية الإخوانية لصالح سهولة السيطرة وتعبئة شعبية ضد عدو بطرق مذهبية توسعية وليس حرب وطنية

وتنبأ الأحداث أن الدول التي يحكمها الإسلام السياسي مذاهب وطوائف لو لم تتمتع بموارد غزيرة تحت الأرض فهي دول خراب لأن مفهوم السادة والعبيد والوصاية الدينية علي التعليم والعلم  لا يمكن أن ينتج إنسان بعقلية حديثة أقصي ما ينتجه إنسان يصنع سلاح ويمسك به في وجه من حفظ وتربي أنهم أعداءه

وسنظل نطالب بالتعليم أمن قومي والإتجاه لتجارب الدول الناجحة فما قيمة المشاريع دون تنمية بشرية وما قيمة التقارب الثقافي والتعليمي والإعلامي مع دول منغلقة

نشر بجريدة المقال الورقية اليومية بتاريخ ١٨ إبريل ٢٠١٦

الهامش

الهند: شبة القارة الهندية  نجحت بإنشاء جزر علمية وتحقيق اقتصاد نامي وديمقراطية رغم تنوع الديانات والأعراق واللغات لازالت تعاني الهند من مشكلات الفقر والأمراض والأمية للكثافة السكانية العالية
نقلا عن حركة مصر المدنية


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع