الأقباط متحدون - فصحنا العظيم -1- المسيح
أخر تحديث ٠٦:٠٢ | الأحد ٢٤ ابريل ٢٠١٦ | ١٦برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

فصحنا العظيم -1- المسيح

فصحنا العظيم
فصحنا العظيم

إثنين البصخة (الصراع مع الخداع)

Oliver كتبها
بين المسيح و إبليس صراع.حرب بكل الأسلحة الروحية مع عماليق. الشيطان يستميت ليعطل فداءنا بصلب المسيح..كان المسيح يواجه من أجلنا  حرب ظاهرة يقوم بها الناس و معركة  أخرى جبارة  نارية غير مرئية  يقوم بها إبليس و جنوده.معركة أخفيت عن الجنس البشرى  لشراستها و صعوبة فهمها أو تصورها.كشف المسيح بعضاً من جوانبها لذلك نصلى للنجاة من الأعداء الخفيين و الظاهرين.مخلصنا يسوع القدوس ملك مذهل يتخطى العوائق و لو صارت جبالا كما هو مكتوب ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب، قدام سيد الأرض كلها" (مز97: 5) .

 خداع فى كل شيء
- الكلمات التى نطقها إبليس على لسان بطرس مخادعة تماماً كالتينة . قال المسيح أنه سيصلب و قال بطرس حاشاك يا رب أن تصلب .كلاماً تحسبه مدح و هو خداع .كان الصوت صوت بطرس والكلام كلام إبليس لكن المسيح لا ينخدع حتى لو إستخدم إبليس صوت أحباء المسيح.

- إبليس وضع التينة  في طريق الصليب لتعطل و تخدع لكن الرب يفضح خداعها و يدينه,يكشفها فتظهر اللعنة.التينة ليست شجرة فحسب بل منهجاً إستخدمه إبليس و كان على الرب أن يضع للخداع حداً لأن إبليس دخل في الحية و خدع جنسنا. أيضاً دخل فى الشجرة و جعلها خديعة.كان اليهود شجرة تين مورقة  بلا ثمر تخدع السائرين في الطريق و كانت الأمم  تينة بغير ثمر و لا أوراق تخدع نفسها و تتخفى فى أديان ليست لله و تتعبد بفجورها .

- في الهيكل كذلك كانت العبادة كالتينة مخادعة.إستطاع إبليس  و جنوده أن يسرقوا الهيكل و العبادة.فكان يجب أن يسترده المسيح من أيدى اللصوص.كانت المشاهد مخادعة.الهيكل مزدحم و الذبائح تملأ الأماكن.لكنها تجارة و ليست تقوى.كانت زيف يجب أن يكشفه المسيح  و قد كشفه فهتفنا عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد .لكى نتيقن أنه ليس غير المسيح مخلصاً و ليس إلا الصليب وسيلة.

كلمات مخادعة
قال صوت بطرس لا تصلب يا رب حاشاك.و ماذا لو لم يصلب يا إبليس؟ كنا نبقى موتى في حوزتك.ليس المسيح من ينخدع بكلمات  تبدو كالشهد بينما سم الأفعى تحت الشفاه مز 140: 3 في  الطريق يتجاسر الصوت الخفى القبيح.تتقد الحرب جداً . ينتهر صوت بطرس المسيح لأنه سيصلب .و لكن المسيح يعرف مع من يتكلم. ينتهره بحسم  قائلاً إذهب عنى يا شيطان إذ لا بديل عن الصليب .كان يقصد أيضاً إذهب عن بطرس يا شيطان فذهب و أفاق بطرس.حينئذ دعاه يسوع مع جميع التلاميذ قائلاً(من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني).و لم يستطع إبليس المتخفى أن يعطل المسيح عن خطة خلاصنا و لا أن يعطل بطرس الرسول عن تبعية المصلوب.
 
تينة  مخادعة   مر 11 :12 - 24
قد قرب خروج المسيح من أرض الشقاء.خرج من عندنا من بيت عنيا أو العناء خرج الرب جائعاً صائماً. لماذا  يا مخلصى قصدت شجرة التين؟ هل يأكل الجوعى تيناً؟؟ أم كنت ترينا كيف تسير بين الحقول تقطف الثمار و تعيش كما كان آدم في الجنة؟ أم كنت تذكرنا يوم إستتر أبوانا بأوراق شجرة لم تستر.هل قصدت شجرة التين أم أنها هى قصدتك؟هل أنت وقفت أمامها أم هى التي وقفت فى طريقك؟ كان الوقت شتاء و البرد قاسياً و كان الناس يعرفون أن الصيف قد قرب إذا رأوا أوراق شجرة التين مت 24 : 34 أما تلك التينة فلم تكن تخضع لقانون الله في الطبيعة أخرجت أوراقها و الشتاء يسود أورشليم بينما أغصانها كانت جافة إذ هى ممتلئة بالمخادع الذي مصيره و مصيرها الحريق.

رأيناك عند التينة صائماً .ثمراً فيها لم تجد . تحكم عليها كى لا ينخدع بها أحد فيما بعد. بالصوم و الصلاة ظهرت يبوستها في الحال كأنما كان بها روح شرير و إنكشف.. قلت للتينة العقيمة كفى خداع. لا يأكل أحد من ثمرك بعد (إلى الأبد ).و هل يبقى التين (إلى الأبد) ؟لا. بل يموت المخادع إلى الأبد .تبطل ثمار خداع إبليس إلى الأبد..أنت يا سيدى إقتربت إليها بنفسك لأنها لا تستطيع أن تقترب إليك.ليس لأنها شجرة لا تمشى  لكن لأنها لعنة  لا تقف أمامك أنت ملك البر ديان الخداع.يبست أصولها لكى لا يجد الشيطان مكاناً له فينا في العهد الجديد. بطل الأصل القديم و مات. ماتت التينة و عاشت الكرمة و صار المسيح طعامنا و خمرنا .

عبادة مخادعة
سبعة ايام ويظهر الهيكل الجديد .ينشق حجاب الهيكل القديم  ثم بعد سبعون سنة يتهدم و يخرب. لا يترك هنا حجر على حجر لا ينقض. لكن مخلصنا الصالح أظهر حرصه على تطهير هيكل إنتهى دوره  لأنها جولة جديدة مع إبليس في الحرب الخفية..هزيمة أخرى يلحقها به.إبليس سرق الهيكل القديم لهذا قال عنه أنه  صار مغارة لصوص وجاء ليسترده.إبليس سرق العبادة و الذبائح و خدع الجميع و المسيح هنا ليكشفه و يهزمه.صاحب البيت جاء يستعيد أمتعته المسروقة من أيدى اللصوص فماذا يفعل؟ يربط القوى بالصليب ثم يسترد كل شيء.و هو الآن يربطه.الصليب بدأ .ليس الصليب مسامير و حربة و شوك على الراس فحسب بل هذا هو الظاهر منه فقط .لكن مع كل هذه الأوجاع حرباً روحية غير مرئية تدور بين المسيح و إبليس.لقد طرده من البرية بالصوم و الصلاة و الآن جاء ليطرده من الهيكل حتى يصعد على الجلجثة ليهيج الشعب ليصلبه .المسيح يقوده إلى هناك ليدوسه و يتركه مقهوراً مداساً لا سلطة له و لا رئاسة  ثم  من فوق قمة الجلجثة يحدره مقيداً في الجحيم.

كل ما له صلة بالذبائح القديمة طرده من الهيكل. طرد الذبائح و بقي هو لأن الذبيحة الوحيدة المقبولة الآن عمانوئيل يقدم نفسه عنا.كل ما يبيعونه و يشترونه لا يمكن أن يُخَلص.فالخلاص ثمنه دم المسيح.لذلك.طرد الصيارفة و صار لنا مجاناً إذ ليس الخلاص بذهب الصيارفة أو فضتهم بل بالدم الزكى الثمين.طرد باعة الحمام و أعطانا الروح القدس الذى رأيناه مثل حمامة وديعة في معموديته.المسيح دخل الهيكل ليطرد الرموز.يبطل القديم بذبيحة نفسه.لهذا وقف إبليس خائباً إذ أصبح بلا غنيمة.وقف أيضاً أصدقاء إبليس الكتبة و رؤساء الكهنة ناقمين إذ ضاعت تجارتهم .

بيته بيت الصلاة.بيته لجميع الأمم.ليس البيت القديم بل الجديد.لأن القديم كان لليهود وحدهم.و الفصح كان مقصوراً عليهم فالهيكل القديم ليس لجميع الأمم بل الجديد وحده.لأن الهيكل الجديد هو جسد ربنا يسوع الذى بذله عن الجميع. جسد بشريتنا الذى أخذه يسوع هو بيت الصلاة  التي بيننا و بين الآب.من يأتى إليه الإبن يصل إلى الآب و من ينفصل عنه لا يفارقه الموت.المسيح بهذه العبارة (بيتي بيت الصلاة يدعى لجميع الأمم ) يضع نفسه بدلاً من الهيكل القديم. و الهيكل لن يصبح بيت إن لم نسكن فيه و يسكن فينا و هو لن يسكن فينا إلا بالفداء و الشيطان يفهم ذلك و يرتجف رعباً.لأن المسيح سيأخذ من لصوص الظلام غنيمتهم أى جميع الأمم فيصبح إبليس  بلا ممالك يفتخر بها فيما بعد.يفقد ملكيته و يتجرد من قوته.

في الإثنين كانوا يشترون الحمل ليبقى تحت الحفظ أربعة أيام ثم يذبح يوم الجمعة .و ها المسيح قد جاء يوم الإثنين و أفسد مكاسب يوم الشراء الكبير و طرد الباعة .أبطل موسم التجارة الذي إنتظروه طوال السنة . جاء المسيح ليعفينا من  إستغلال التجار و الذبائح الموسمية و يعطنا جسده و دمه ذبيحة ابدية. ضاعت على اللصوص فرصتهم  فى تحويل الفصح إلى تجارة..كان تطهير الهيكل سبباً كافياً لصلب المسيح.هذا الذى من أجله تجسد. 

لأن غيرة بيتك اكلتني وتعييرات معيّريك وقعت عليّ مز 69: 9

الغيرة أكلت المسيح على الصليب حتى المنتهى.نار محبته أذابت حيل إبليس . مثل البخار تبددت.غيرة الرب علينا أكلته.كيف نعثر و هو لا يلتهب. غيرته أسقطت الجبابرة . فخاخ خداعاتهم تفسخت.غيرة المسيح لم تكن إلا لنا.و اذا كان المخادع قد سرق العبادة و أبدلها بالتجارة في الهيكل فإن المسيح قد إستبدل الهيكل كله  بما فيه بهيكل جسده. حتى أنه أخذ كل العيوب التى تشوه بها الهيكل فوق رأسه. أخذ التعييرات في شخصه المبارك ليستحضرنا قدام الله الآب بلا لوم كأبناء للمجد.في الهيكل صارت كل التجاوزات  و على المسيح وقعت كل التعييرات لأنه هيكلنا. ما حصل للهيكل طول الزمان وقع علي يسوع في الصليب.عيروه و إستهزءوا لأنه فقط إرتضي أن يأخذ تعييراتنا لنفسه و يردها لنا شركة في محبته.أَمَالَ خَدًه للطم و شبع تعييراً. المسيح  مخلصنا جمع كل التعييرات التى جدف بها إبليس قدام الله بسبب خطاياناووضعها فوق كتفه.. غيرة المسيح دفعته ليأخذ مكاننا.يأخذ جسم بشريتنا.و يعطنا جسم ناسوته المتحد بلاهوته. كان المسيح ينتزع الشر من كل إنسان و من كل سلوك و عقيدة .كان و لا زال ينقى و يعيد كل أحد إلى حياة الكمال.غيرة المسيح إستردت بطرس من الشيطان.غيرة المسيح كشفت كذب التينة.غيرة المسيح تتقد فينا و تحرق كل خطية و تنقينا فنصبح أثمن من الأحجار الكريمة قدام الله الآب. بالمسيح يسوع ننتصر على كل خدع إبليس.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع