الأقباط متحدون - التحرير والتخلي
أخر تحديث ٠٤:٠٤ | الأحد ٢٤ ابريل ٢٠١٦ | ١٦برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

التحرير والتخلي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
من التحرير حتى التخلي أربعة وثلاثين عاماً، بينهما ثورتين ومعركة دبلوماسية وقضائية دولية، ومنذ أن حررناها إلى أن أعدناها سنوات عدة، لم يعرف فيها المصري إلا الافتخار بجيش بلاده والفرحة بمنتخبه الوطني بإنجازاته والحزن لإخفاقاته كل ذلك جرى بين اللحظتين الفارقيتين التي عرفناها فيها حلم استرداد الأرض إلى أن عرفنا أن جزء منها ليس من حقنا وأننا كنا فقط حراس على أمانة وصاحبها عايزها.

أكرر ليست قضيتي، إن كانت الجزيرتين مصريتين أم سعوديتين لكن بين كل الخرائط والوثائق التي تجري في نهر الجدل الدائر، أثق أننا جاهدنا للحفاظ عليها حرباً وسلماً وكما أن حضرتك تحتفل اليوم بأجازة عيد تحرير سيناء، ستحتفل السعودية أيضاً، لأن طلع أن جزء من سيناء المحتلة سعودي كما تقول حكومتنا وتؤكد وثائقها، لأول مرة يحق للسعوديين مشاركتنا ليس فقط في احتفالات بنصر السادس من أكتوبر ولكن ايضاً تحرير سيناء، وسيشغلون أغنية الفنانة العظيمة شادية ويقولون سينا رجعت تاني لينا السعودية اليوم في عيد.

بين أحلام التحرير ونشوة النصر، نسى البعض أن الجزيرتين ملكية للسعودية وظنوها ملكية عامة، ويمكن وضع الأيدى عليها وأخذنا للسعودية القرارات البيئية اللازمة لحماية المحميتين الطبيعيتين، وأمنهما ليس فقط جيشاً ولكن بتأسيس نقطة شرطة لهما .

واليوم ومنذ أربعة وثلاثين عاماً، رفعنا العلم على سيناء إلا طابا، واليوم نحتفل بسيناء بطابا ولكن بدون تيران وصنافير، جزيرتين محميتين طبيعيتين صخريتين على الشعب أيضاً يحتفل بعنصر المفاجأة ذلك العنصر الذي نفذناه مع العدو الإسرائيلي في السادس من أكتوبر ونفذناه مع العدو المصري "الشعب" في نصر أبريل الحالي.

منذ أن قاتلنا على كيلومتر واحد مساحة طابا إلى أن تخلينا عن أكثر من عشرة كيلو متر مساحة الجزيرتين، ونحن نسأل أنفسنا، وهل تعز عليه نفسه من تهن عليه أرض قاتل لأجلها، ولا إجابة لأن الإجابة في الجسر الذي ينقل الجزيرتين من مصر للسعودية وليس ذلك الجسر الذي يفتح بوابة أفريقيا أمام السعودية، ومصر ليست بوابة ولكنها معبر، والجزيرتين ليست مصريتين وإنما سعوديتين، ومصر مصرية وسيناء مصرية، وحلايب وشلاتين مصريتين.

أكتب لك عزيزي القارئ من القاهرة المصرية، وبشكل مفاجئ أحب أن أباغتك وأدعوك لأن تقرأ المقال من أسفل لأعلى لتجد اختلاف غريب يقوم على أن الجزيرتين سعوديتين برضه، يعني تجيبها كده تجيبها كده هما سعوديتين، وعلى مجلس النواب الموافقة، وعلى الحكومة كنسهما ورشهما،  وعلى الشعب أن يفاجأ وعلى أمن الدولة أن يقبض على معارضي التخلي عن الجزيرتين لأننا نعيش ببساطة في أزهى عصور الحرية.
المختصر المفيد كل سنة وأنتم طيبين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter