كتبت – أماني موسى
شهد عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر العديد من الإنجازات وكذا الإخفاقات والتي رصدها التاريخ باعتبارها سلبيات قاتلة، على رأسها اعتقال المخالفين وتكميم الأفواه حتى أن بعض الفنانين هربوا خارج مصر طيلة فترة حكمه، ومنهم الفنانة الراحلة فاتن حمامة.. نرصد بعضًا منهم في السطور التالية.

1-    كانت الفنانة فاتن حمامة من مؤيدي "ثورة 23 يوليو 52" ولكن سرعان ما تبدلت المواقف، وذلك بعدما طلب منها جهاز المخابرات العمل معهم كحال الكثير من الفنانين آنذاك، ولكنها رفضت وفضلت السفر وأخذت تتنقل بين البلدان العربية والغربية ما بين بيروت ولندن والولايات المتحدة برفقة زوجها في ذلك الوقت الفنان العالمي عمر الشريف، وعادت إلى مصر في السبعينات بعد تولي السادات للحكم.

2-    كما تعرضت الفنانة تحية كاريوكا للاعتقال في عهد عبد الناصر على خلفية معارضتها له، ووصفت أدائه بأنه لا يفرق شيئًا عن أداء الملك فاروق، ما أدى إلى غضب السلطات منها، ومن ثم تعرّضت للاعتقال مع بعض أعضاء الحزب الشيوعي المصرى في الحقبة الناصرية.

3-    في عهد ناصر تم تهجير النوبيين الذين يعيشون في القرى من دابود وحتى قرية أدندان، وكانوا يقدرون بنحو 18 ألف أسرة، وذلك على خلفية بناء السد العالي.

4-    تهجير يهود مصر، الذين تعدى عددهم الـ 70 ألف يهودي مصري، ولكنهم غادروا أو بالأدق تم تهجيرهم بعد حملات اعتقال واستهداف لمحالهم ومقار أعمالهم، وقد أشتهر اليهود بإنشاء البنوك والفنادقـ، وذلك لما تميزوا به من عقلية تجارية، وقد بدأت حملات التضييق عليهم تزداد وحبسهم سواء بالمعتقلات أو داخل منازلهم، وفي نوفمبر 1956 شهد التاريخ على ترحيل يهود مصر عبر ميناء الإسكندرية بعد توقيعهم إقرار بعدم العودة إلى مصر ومصادرة كل ممتلكاتهم ونزع الجنسية المصرية عنهم، إذ كانت تختم تذاكرهم تحت عنوان "رحلة بلا رجعة".

5-    كما كان رجال الأعمال والفنانين أحد أبرز ضحايا النظام الناصري، إذ تم تأميم ممتلكاتهم ومصادرة أموالهم وتجريدهم مما يمتلكون.

6-    تأميم ممتلكات الفنان محمد فوزي وشركة الأسطوانات التي يملكها والتي تم إطلاق اسم شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات عليها فيما بعد، وصرحت زوجته الفنانة مديحة يسري أن فوزي لم يتحمل قرار التأميم فقاموا بتعيينه مستشار فني لها، إلا أنه في إحدى المرات كان متوجها إليها، حيث فوجئ بقيام الضابط بمنعه من الدخول وإخباره بأنه تم الاستغناء عن خدماته بها، وعاد إلى المنزل، ومنذ ذلك اليوم ظل طريح الفراش لمدة أربع سنوات إلى أن وافته المنية بعد صراع مع مرض مجهول في ذلك الوقت.

7-    ولعل من أبرز ضحايا التأميم أيضًا الفنان الراحل الذي رسم البسمة على وجه المصريين والعرب ليموت حزينًا بعد قرار تأميم شركته، حيث أكد ابنه المخرج الراحل أن إسماعيل ياسين أصيب بشلل نصفي بعد الحجز على "شقى عمره" 300 ألف جنيه وعدد من السيارات وشركة، ولم يستطع استكمال مصاريف علاجه، ولم تتدخل الدولة في ذلك الوقت لإنقاذه ومات على إثر إصابته بالشلل.

8-    في 23 ديسمبر1961 أعلن جمال عبد الناصر تأميم كل ممتلكات الأجانب، وأصدر قرار بمنع دخول الفرنسيين إلى مصر بعد اعتقال أربعة منهم بتهمة التجسس والتآمر عليه.

9-    أصدر عبد الناصر قانون الإصلاح الزراعي الذي يقضي بتحديد الملكية الزراعية للأفراد، حيث أخذ الأرض من كبار الملاك ووزعها على صغار الفلاحين المعدمين، ثم صدرت تعديلات متتالية على القانون حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200 فدان إلى خمسين فدان للملاك القدامى وأصبح لكل فلاح مصري 5 أفدنة يزرعها.

10-    كما كان لصلاح نصر رجل مخابرات عهد ناصر الكثير من الضحايا التي ذكرها كتب التاريخ لفنانين وساسة ورجال أعمال وغيرهم.