مواطنون: "المخبرين موضة قديمة واختفائهم الجديد.. وآخرين: اعتبروا نفسهم أسياد البلد
جسدت السينما المصرية منذ عقود شخصية " المخبر"، الذي كان ينتهك خصوصية الأشخاص الخارجة عن القانون، لاسيما الثوريين والسياسيين، ولا يفارقهم أبدًا إيذاء مواقفهم السياسية من نظام الدولة؛ لتحقيق مصالح أسيادهم في الاستبداد، وهو ما بات يكون مشهدًا متكررًا في حياتنا اليومية، لاسيما مع الاضطرابات المتخبطة في مصر خلال الآونة الأخيرة.
ويعتبر "المخبر" على مدار العصور، هو شخص مندس بين المواطنين ليؤدي دوره في نقل خبايا النشطاء السياسيين، وهو بطبعه كاره ومعادي لأصحاب الرأي، أو إنسان بسيط يعيش وسط الصراع الدائر ولا يعي ما يدور حوله فكل همه مأكل ومشرب ومأوى، كما وصفه بعض المواطنين.
ظهور مخبرات على هيئة "بائعة خبز"
في البداية يستهل حديثه "م.ع"، صاحب سوبر ماركت بمنطقة وسط البلد، قائلاً: إن طبيعة المنطقة حيوية والأمر عادي بالحركة اليومية؛ ولكن مع دعوات التظاهر لرفض نقل تبعية جزيرتى "تيران وصنافير "، للمملكة السعودية، ظهرت وجوه جديدة منذ ثلاثة أيام، كبائعة الخبز التي تقبع على أول الرصيف، فمنذ جلست وهي "عينها كاميرا" ترصد كل ما يدور بالمنطقة، وأكثر الوقت تتحدث بالتليفون المحمول طوال الوقت، لاسيما عند حديثها مع بعض الأشخاص.
وأضاف "م.ع"، لـ "الفجر"، أن المنطقة أصبحت مُلغمة ببعض الأشخاص الجدد الواضح وجودهم في مثل هذه الأيام، كما كان يحدث في عهد "مبارك"، الحال هو الحال:" والأمنجية هما هما ومفيش جديد بقينا نتنبىأ بهم مع كل دعوة للمظاهرات"، مشيرًا إلى أن لم يصلح بلد لا تقوم على حرية الرأي، وسماع شبابها.
الجواسيس موضة قديمة.. واختفائهم الجديد
"المخبر" موضة قديمة من أيام جمال عبد الناصر.. ده لو اختفوا يبقى ده الجديد"، بهذه الكلمات عبر "ن.س"، بائع فاكهة، عن تعوده على رؤية هذه الجواسيس بكل ظرف يمر به البلدان.
وأوضح الرجل الستيني، لـ"الفجر"، أن مصطلح "الأمنجية أو المخبرين" أطلق منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر إلى يومنا هذا، وعن رؤيته للموقف اليوم: "الوضع بقاله كام يوم بنشوف ناس جديدة زي بائع الموز اللي فجأة لقيته جنبي، وأنا هنا بقالي أكثر من 20 سنة وما شفتوش غير من كام يوم، وطبعا ليل نهار قاعد يسألني على الناس، الخارج والطالع ومين أهل المكان، إضافة أنه بينام على عربيته ولم يعود لبيته".
وتابع: "نفسنا نعيش بحرية، وهو اليوم ده مش هيجي علينا بقى، نفسي أشوفه قبل ما أموت، فالمشهد اللي ما بنسهوش أبدًا هو الاشتباكات والحروب والاعتقالات، كنت بقول إن مع صعود الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، الوضع هيتغير، لكن للأسف الوضع أسوء، والقبض على ولادنا زاد، ومش عارفين نعمل ايه".
زيادة المخبرين بحجة "مصر تحارب الإرهاب"
فيما تروي الحاجة "س.م"، صاحبة "كشك خشبي"، أن "أصبحت الجواسيس زي الرُز في كل حته تلاقيهم، وكأنهم أسياد البلد، وبقت مهنة العاطل في البلد دي، ناس معندهاش ضمير بيبعوا أخواتهم علشان قرشين والحكومة بدل ما تقضي عليهم بتساعدهم ، وزرعهم في كل حته، من أيام ثورة يناير والوضع كده".
وأردفت، أن المخبرين في العصور الثلاثة الأخيرة زاد انتشارهم في المجتمع بدرجة كبيرة للغاية، فستجد بائعي الأكشاك والبوابين والسماسرة الكثيرون جدًا، مستعدون للعمل لدى الأجهزة الأمنية كمخبرين دون أجر، تحت حجة "مصر تحارب الإرهاب".