الثلاثاء ٢٦ ابريل ٢٠١٦ -
١٦:
٠٣ م +03:00 EEST
عيد العمال
كتب : د. مينا ملاك عازر
تبدأ علاقتنا بسيناء من كذبة إبريل وحتى عيد العمال، فتجد الكل ينشط في الحديث عن سيناء وثرواتها وعمالها وأهلها وبدوها، ومظلوميها وفدائيوها وأبطالها ورجالها وخونتها وإرهابها، وحماس وعلاقاتها بقبائل سيناء وضرورة تنمية سيناء ومصانع سيناء، والمياه بسيناء والمزارع بسيناء والبانجو بسيناء وتمليك الأراضي بسيناء، واستصلاح الأرض بسيناء والكتابة عن سيناء استرزاق لا جدال، فتجد الشعراء ينشدون الأوبريتات والأغاني، ويجد الآن جديد أن يحشد الأحزاب آلاف الشباب في وسط البلد لدعم الرئيس، انتبه ليس وسط بلد سيناء ولكن وسط بلد العاصمة التي تبعد عن سيناء بمئات الكيلومترات، تعالى قل لشاب من المحتشدين روح عمر سيناء، وأقيم هناك، يقول لك يفتح الله يا عم، آخرنا ندعم الرئيس المحتاج لدعم شبابي وتحلية الصورة.
الأحزاب تسترزق من سيناء، والمجازفين بأموالهم وبنائي البيوت والقرى السياحية والمصانع، كانوا ولم يزالوا رائعين في حبهم لسيناء أو حبهم في المجازفة واختيار الصعب لأنه يدر عليهم العملة الصعبة، وحتى في ذلك هم مشكورين لأنهم بحبهم لأنفسهم أحبوا وطنهم لكن من يدعمون الرئيس ويدعون دعم سيناء في تلك الفترة الواقعة ما بين كذبة أبريل وحتى عيد العمال، أي فترة شهر أبريل وبعدها ينسونها إلا لو جرت على أرضها عملية إرهابية كبرى أو عملية عسكرية كبرى ضد إرهابيين، لن أقل عنهم إلا ما شهد الزمن به عليهم، فهم كذبة في مشاعرهم ورغباتهم واتجاهاتهم بدليل بدءهم بكذبة أبريل وانتهاءهم بعيد العمال حيث من بعدها ينسون العمال، ويتغاضون عن احتياجات العمال، وكله في إطار كذبة كبرى وهي كذبة أبريل الممنهجة التي ترعاها الدولة نفسها التي تركت سيناء أربعة وثلاثين عاماً دون تعمير واستزراع وفي النهاية يدعم حزب مستقبل وطن الرئيس بعشرة آلاف شاب محتشدين في العاصمة، الرئيس وسيناء يحتاجون العشرة آلاف شاب في سيناء ليقلعوا ويزرعوا ويصنعون ويحمون أرض تحررت بالدماء وبالعرق وليس بالهتاف والشعارات والاكاذيب.
سيناء تحتاج لمن يعمل، انظر لتصاريف القدر الذي قرب موعد عيد سيناء من عيد العمال ليقل لمن يفهمون إذا أردتم تعمير سيناء امزجوا العيدين ببعض إذا أردتم الحفاظ على سيناء اخلطوا العيدين ببعض إذ أردتم الحفاظ على سيناء وتطهيرها، أربطوا العيدين ببعض عيد سيناء الذي ما تم إلا بالعرق والدم وعيد العمال الذي يكرس للاحتفال بهؤلاء الذين يجدون ويسعون بالعرق وفي بعض الأحيان بالدم.
المختصر المفيد كفى استرزاق بسيناء وأرض الفيروز، وقولوا لنا أين صندوق الفيروز المقام منذ أكثر من ثلاثين عام لتعمير سيناء.