الأقباط متحدون - المسيح فصحنا العظيم -3-
أخر تحديث ٠٠:١٩ | الثلاثاء ٢٦ ابريل ٢٠١٦ | ١٨برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩١٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

المسيح فصحنا العظيم -3-


أربعاء البصخة : وليمة العُرس

Oliver كتبها

في مولده كان علي الأرض السلام و في الناس المسرة و في موته صار على الأرض الخلاص و في السماء المسرة.المسيح له المجد قد شمر ذراعيه.مستعد هو ليدفع ثمن طعامنا الأبدى.بعد يومين لا يوضع خروف فصح على المائدة بل على الصليب يرتفع . يصير الخلاص وليمة و الملكوت عُرس

يشبه ملكوت السموات وليمة
كشف المسيح سراً أن  الملكوت كان معداً قبل تأسيس العالم. محبته لنا أزلية.كنا في عقله خليقة تنتظر الأمر كن فتكون.و ما دام الحديث سماوى فلابد من التشبيهات لأن الأرضيين لا يعرفون إلا بالأمثال و الرموز فالملكوت فوق كل اللغات.اللغة الوحيدة التى ينطق بها هناك هى لغة الروح القدس . لغة الله التى بها ندرك ملكوت الله.صغار نحن قدام الملكوت و اسراره

كانت وليمة للعُرس.إبن الملك هو العريس.الوليمة معدة.كل شيء تام و لا ينقص إلا العروس.يدهشنا أن  الوليمة معدة قبل أن توجد العروس؟ لأن الملكوت معد من قبل إنشاء العالم . من قبل أن توجد الكنيسة.

أرسل الرب عبيده لأجل المدعوين. كانوا الآباء البطاركة منذ آدم حتى يعقوب البار هم الخدام الأوائل. لكن البشر كانوا قد إجتمعوا معاً على إرادة فاسدة ترفض الوليمة.ثم أرسل عبيداً آخرين هم الأنبياء القديسين و معهم أرسل وعوداً و أعطاهم بشارة ليعلنوها للأرض كلها.كل أخبارهم مفرحة.الوليمة مستعدة.كل شيء معد و حتى خدامى مذبوحة لأجلكم كى تتيقنوا من صدق وعودى.كل عجولى المعلوفة قد ذبحت في أورشليم تعالوا إلى العُرس.ذهب الأنبياء إلى الذبح و ذهب الشعب إلى  التهاون.و بدأ كل واحد يصنع إلهاً لنفسه.البعض جعل آلهتهم بطونهم و ذهبوا إلى الحقل و البعض  صار يعبد المال و ذهب إلى التجارة. الذين ذهبوا للحقل لم يأكلوا و الذين ذهبوا للتجارة لم يربجوا. بينما هناك الطعام وفير و الخدم مرحبين و الوليمة بقيت بغير حضور. مات هؤلاء جميعهم قدام آلهتهم الزائفة.فلم يكن لهم رجاء قيامة.أخذتهم الجنود السماوية إلى هلاكهم.و بقى العُرس خاوياً من كل المدعوين لأنهم لم يقبلوا هذه الدعوة العظيمة للسكنى مع الله.

على كرسى العريس جلس يسوع الحلو و كان بجواره كرسى العروس فارغاً و ابوه الملك القدوس ينتظر العروس التى تفوز بإبنه العريس فلم توجد.فماذا فعل أبوه الصالح.أرسله ليختار لنفسه أفضل عروس.فنزل تأنس و تجسد و تجول في كل مدينة و كل قرية يبحث عن عروس.لم يكن يبصر الناس كما نبصرهم.لم يكن يفكر كما نفكر.لم يكن يحس كما نحس. و لا كان يتكلم كما نتكلم.كان حباً مشعاً أينما ذهب لعله يجد من يجتذبها بحبه و تقبل أن تجلس على كرسيه كعروس.أراد أن يجتذب عروسه فماذا صنع؟.

كانت كل الطرق متهدمة فصار لها  الطريق. كانت كل الأبواب مغلقة فكان لها الباب. كان الموت طريق الأرض كلها فأصبح لها الحياة. كانت الظلمة تضرب الأرض كلها  فكان لها النور. كان الظلم ثقيلاً و كان لها الحق.كانت ضالة  فصار لها الراعى . كانت  جائعة فصار لها خبز الحياة. كان مصيرها الأبدى مخيف فصار لها القيامة. لكن العجب بعد كل هذا أن العروس رأته فقالت أصلبه أصلبه دمه علينا و على أولادنأ. أى جحود هذا كان في العروس؟

ماذا فعل الآب لأجل إبنه
أمر عبيده أن يجمعوا غير المدعوين فجمعوا أبراراً و أشرار بغير شروط.العريس ليس له شروط.فقط لتأت العروس و تقبل أن يصيرإبن الآب العريس لها. هو متكفل بكل النفقات حتى الموت موت الصليب.

خرج العبيد إلى مفارق الأرض.جمعوا كل من يرتضى أن يسير معهم و يقبل بالوليمة.كل من فى الأرض كان مرغوباً و لا زال مرحباً به في الوليمة. سار الجميع  مع العبيد إلى الوليمة مشتاقون إلى العريس إلا رجل لم يرض أن يلبس ثياب العُرس. كان يشتهى الوليمة بدون عريس.بينما كان الثوب مجانى.لكن العبيد لم يقاوموه.سار معهم بغير الثياب.وصل إلى الوليمة عارياً.دخل الآب الملك و نظر إلى عروس إبنه.إلى المتكئين في حضن إبنه نظر.كان نور المسيح يكسو وجوههم.إنعكست صورته عليهم و إنطبعت فيهم. فرآهم الآب و سُرَ بهم إلا رجل واحد. هذا هو  الرجل الذى رفض أن يأخذ الإبن.الثوب كان المسيح و الملك لا يقبل إلا من له صورة إبنه.فصار الرجل بغير ثياب العُرس. ألعله يهوذا..الملك حكم عليه فأخذه الخدام وطرحوه في الظلمة خارجاً  و أغلق الباب

يشبه ملكوت السموات عذارى
لأن الإبن عريس فكل النفوس التى يخطبها عذارى.لم يكن قبل العريس  عريسٌ آخر.و النفوس لم يخطبها أحد.لم يتزوجها  أحد و لا طلقت من أحد . كانت نفوس بغير إله.كانت عذارى بغير عريس.

جاءت دعوة لكل العذارى.وجدنا العريس.هوذا مقبل فمن سيخرج للقاءه ؟ من يخرج من ذاته لكي يقابل العريس.من يخرج من إنسانه العتيق ليلبس الجديد.فقالت جميع العذارى سنخرج.خرجت كل العذارى.كان لكل العذارى خروج و ليس لكل العذارى دخول. كان لكل العذارى مصابيح.فالظلمة كانت حاكمة.االقلوب كالأرض كانت معتمة.فأخذت النفوس العذارى المصابيح.و جاء أوان الزيت.لأنه حين تبدأ النفس تسير نحو العريس عليها أولاً أن تقتنى النعمة.إذ لا مصباح بغير زيت لا خلاص بغير النعمة لا عُرس بغير الروح القدس.و إذا أردت مصباحاً يضيء إجعله متحداً بالنور.هذا ما يفهمه كل الناس كل العذارى فخرجن .البعض خرج خارجاً كمن يبحث بعيداً بعيداَ. تاه هناك و ضاع منه الزمن..أما الذين أدركوا معنى الخروج كما ينبغي فهؤلاء خرجوا من الذات و من سلطان الخطية بقبول العطية.هؤلاء بحثوا في داخلهم لأن المسيح في الداخل يسكن.لذلك قال المسيح أن الجاهلات ذهبن إلى الباعة بينما الحكيمات لم يذهبن إلى أحد إلا العريس.

كانت كل القلوب كالأوانى القبيحة و العريس آتِ. و وجب على كل النفوس أن تزين المصابيح. و لما لم يكن في المصابيح زيت إنهمكت الجاهلات في الزينة الخارجية.و هل الزينة الخارجيةتضيء المصابيح؟ لا يوجد بديل للنعمة.وحدها توصلك للعريس السماوى.أما الأمة التى إنهمكت في زينتها الخارجية رفضها.كانت تهتم بغسل الأيادى وشكل الرداء و طول العصائب و كانت تتباهى حتى بالختان و لم يكن في المصباح زيت فإنطفأ سراجها و خرجت إلى الباعة و لا زالت خارجاً لم تعد.فهل تتكحل يا إسرائيل  بكحل العريس و تبصر فيستضيء قلبك و يكون لك في المسيح نصيباً حين يأتى ليأخذ العروس.

عادت العذارى الجاهلات.لم يسعفهن الباعة في الخارج و ضاع الوقت من طول ما طافت الجاهلات على كل الباعة و لم يكن عند بائع واحد زيت.لأن المسيح لم يقل أن الجاهلات وجدن زيتاً لكنه قال أن الجاهلات وجدن باعة و صارت الجاهلات و الباعة معاً خارجاًو لم تدخل إلا الحكيمات.فإما أن تكون لك النعمة و إما تكون صديق الباعة مثل يهوذا. كن حكيماً . إياك أن تشترى من الباعة لأن العريس قال إشترى منى.و هذا كلامه (أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ) رؤ 3 : 18

وليمة و أطياب
الجبار أقام لعازر.فصنعوا بعد القيامة وليمة. و نحن سنحضر بعد القيامة الوليمة. في بيت عنيا  كانت وليمة مرتين  .الأولى في بيت الفريسي القديم هناك سكبت المرأة الطِيب. و الثانية في بيت لعازر الجديد هناك سكبت مريم أخته الطِيب .بين القديم و بين الجديد دفن واحد .موت واحد.طِيب واحد مخلص واحد و ساكبتان للطِيب.واحدة من كنيسة العهد القديم و الثانية من كنيسة العهد الجديد.

قبل المسيح كانت الأطياب للموتى.بعد المسيح صارت الأطياب للأحياء.صار الطِيب لتكفينه و دفنه.فالمسيح  تطيب حياً ,تكفن حياً ,صلب حياً,مات حياً ,قام حياً.

فيما مرثا كانت منهمكة في الخدمة كاليهود إنسكبت مريم تحت قدمى الربكالأمم.كثرة الجلوس عند رجلى المسيح حّوَّل مريم إلى سكيب فإنسكبت.لأن الشمس تذيب الشمع كذلك الجلوس في حضرة المسيح يذيب القلب.تكون سكيباً .تزول كل مقاومة للحب و الغفران. تروح النفس مع تيار الحب الجارف حيثما يدفعها تستجب.هكذا إنجذبت المرأة الأولى المغمورة و هكذا إنجذبت مريم المشهورة إلى الوليمة.ففى الوليمة سنرى من لم نعرفهم و من نعرفهم و يبقى المسيح عريس الكل.

على الرأس طِيب و غداً إكليل شوك. على القدمين طِيب و غداً مسمار بعنف. يسوع رأى في الطيب حباَ مسكوباَ.يهوذا رأى في الطيب ربحاً مهدراَ.لم يكن يهوذا وحده الخائف على المكسب بل كان إبليس أيضاً يخشى دفن المسيح فنطق بلسان يهوذا و هاجم ساكبات الطيب لكن العريس دافع عن عروسه ضد هجمة يهوذا و إبليس معاً.الرب كافأ ساكبات الطِيب بشركة آلامه فصار تذكاراَ أبدياَ.

أسكب على الرأس أسكب فعلى رأسه وضعت خطايا العالم كله.أسكب على القدمين أسكب فهو لأجل الموت جاء.. إن كان عندك طيباً أسكبه فإن لم يكن عندك طيب أسكب ندمك فإنه يراه مثل الطيب.إن إرتقيت إلى الرأس أسكب. إن لم تصل إلى الرأس اسكب على قدميه.هو مسيح واحد للكاملين و للمبتدئين.يرى في الإثنين حب و يفرح الإثنين بالوليمة. على الرأس ضع حبك لله و عند قدميه ضع حبك للناس.فالناس للمسيح قدمين و المسيح للناس رأساً.فإصنع ما تشاء بالحب.

أنظر إلى قلبك كل يوم.هو الذي فيه يسكن الطيب.الحب يكشف لك إلى أين تمضي.الطيب هو حبك فإسكبه كله.ليس في الحب ما تدخر.أسكبه فإن المسيح منتظر و قد أعد الوليمة .بالحب فدانا و بالحب يقبلنا في وليمة العُرس السماوى.هناك نتكأ على صدره.هناك يتبين لنا الطيب السماوى .هناك ننسكب إلى الأبد و لا يزعجنا صوت مثل صوت يهوذا.بل نسمع صوت العريس يقدمنا إلى أبيه قائلاً ها هى العروس يا أبى السماوى دفعت مهرها بدمى.فيقبلنا أبوه القدوس.و نحيا مع الثالوث في شركة أبدية.

لمزيد من المعانى :مقالات أخرى عن نفس الموضوع 
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=777200.0
http://www.copts-united.com/article.php?I=1872&A=150918


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع