الأقباط متحدون - المسيح فصحنا العظيم -5-
أخر تحديث ٠٢:٤٦ | الخميس ٢٨ ابريل ٢٠١٦ | ٢٠برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩١٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

المسيح فصحنا العظيم -5-

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الجمعة العظيمة - السائرون نحو الجلجثة -

Oliver كتبها
حامل الصليب ينزف.من داخله و خارجه ينزف.يمش الخطوة كالدهر.اثقل من الآكام فوق كتفيه.على رأسه و في قلبه.اليوم تصمت الأفواه و تتعجب الأرواح لأن المسيح له المجد جعل موته أصلاً لكل الأخبار المفرحة.اليوم يوم عظيم .لم يكن مثله في الأرض من قبل و لا يكن مثله فيما بعد.الرب يسوع يسير الخطوة الأخيرة حاملاً كل ثقل الخطية.السائرون معه كثيرون.أكثرهم يهتفون أصلبه و القليلون واقفون  يتحسرون تملكتهم الحيرة و غلبهم الخوف أو العجز. يتمنون لو دخلوا في الصخور من قدام هيبة الرب و مجد قوته.

 أولاً : الهاتفون اصلبه

-1- الرعاة المفسدون   رؤساء الكهنة المرفوضين
إذا تآمرت الرعاة على الحمل فلماذا هم رعاة؟إذا خرجت الرعية تهتف للموت و تبتهج بالظلم فمن كانوا يرعون؟إذا كان الصراخ واحد هو أصلبه أصلبه فأى تعليم هذا. هذه هى علامات الرعاة المفسدين رَفضْ الحَمَلْ و تأييد الموت و مقاومة الحق..كلها خالية من الحب.ليس فيها قول الرب إرعوا إرعوا شعبى.

عند العالم هم الأقوياء و أمام الوصية يتخاذلون.قدام الناس هم الحكماء و أما قدام الله فالجهل قد أعماهم.

كم هو مخيف مصير الذين تركوا الرب سائرين خلف شهواتهم.راغبين في مجد كاذب و نفع زائل.للخائن دفعوا الثلاثين, للخائن ردوا الثلاثين ,لا ضمير لهم إن دفعوا و إن ردوا.

إشتهوا تاج  القيصر  فلا قبلوا الملك المسيح و لا صار لهم قيصر.نزعوا عن أنفسهم التاج السمائى  و فقدوا مكاسبهم الأرضية فصار سهلاً أن يتآمروا على يسوع البار لأنه لا يرض بهم رعاة.

الراعى الذي يُعلم بغير الحب صالب للمسيح.الذى يشجع الرعية على المؤامرات و التحزبات ليس إلا راعياً مفسداً.الراعى الذى يلوى الوصية ليبرئ الظالم و يهمل الحق هو الملوم قدام المصلوب.

يهوذا القاتل-2-
حين تفقد الكلمات معناها.و تفقد القبلات مغزاها.و تبقي عبارة يا صاحب يا صاحب بغير جدوىترن في الأذن حتى النهاية.حين يصبح ثمن المعلم  عند التلميذ زهيداً.يبيعه الخائن بإرادته.يكون يهوذا قاتل للمسيح.لم يهتف أصلبه لكنه هتف كم تعطونني و أنا اسلمه؟ كم أنت فقير يا رجل كم أنت رخيص.أتلفت معني الحب بالقبلة الغاشة و أقصيت معني السلام بقولك للمسيح السلام يا معلم.قتلت جوهر الكلمات و عمق المشاعر فماذا بقي فيك يا خائن؟ السائرون وسط الهاتفين أصلبه أصلبه  يفعلون هكذا.يقتلون أحلى ما في الكلام من عمق.يكتفون باللسان لا القلب.ينادون الجميع سلام سلام و لا سلام.لنفتش قلوبنا لئلا يكون فكر الخائن ساكن فيها.

ولاة و ملوك-3-
ليس لأحد سلطان على المسيح.هذا ما لم يدركه هيرودس و بيلاطس.تعاملوا مع المسيح كأسير و هو محرر العبيد.لم يفهموا الفرق بين سلطانهم و سلطانه.هذا هو الفخ الذى يفتك بالملوك حين لا يدركون الحد الذى يتوقف عنده مُلكهم. هيرودس و من يشبههم فى هذا الدهر يسلكون مع الله كالثعالب و قلوبهم يسكنها الخبث.يقولون ما لا يقصدون.يفعلون ما لا يعلنون.هم قتلة في الخفاء و يتمثلون بالأصدقاء. جعلوا الكذب حرفة و النفاق شهوة.قال الرب قولوا لهذا الثعلب إني  اشفى اليوم و غداً فهل تريد الشفاء من نفسك؟ لكن هيرودس إستمر في مكائده حتي اليوم الثالث حين اكمل المسيح فداءه و أكمل هيرودس جريمته. فلنحترس كى لا نقع في هذا التعدى.لنسلك  مع المسيح  كمن لا  يملك نفسه.لأنه بالحقيقة هو ملك الكل.

شعب يسير كالأعمي-4-
لا تسير وسط الجهلاء.الذين يشتركون في كل مسيرة.لو سمعوا أوصنا يهتفون أوصنا و لو سمعوا فليصلب يهتفون فليصلب . الشعب الذى يساق كالقطيع لا يصلح لتبعية المسيح.لأن السيد يطلب أن تقبله بوعى و ليس كمن لا يدرى .ماذا تريد أو من تريد ؟ السيد لا ينخدع بكثرة السائرين لأنه يعرف من يقصده و من يسير مع السائرين بغير إدراك.في معرفة الله كل الفضائل, لكنهم هتفوا ضد من لم يعرفونه ثم بعد أن قتلوه قالوا حقاً كان هذا إبن الله.هذا الجهل قاتل.غباوة القلب تميت القلب كما أماتت المسيح.وقفوا قدام المسيح ليس لصلاة أو سجود بل لجحود و غدر.وقفوا بجهل لا يريد أن يتبصر.كيف نقف نحن أيضاً في صلاتنا؟كيف نخاطب الله.هل نكرر الكلام بغير وعى فنصير كالهاتفين اصلبه أصلبه.هل نضع الوعود دون تدقيق فنشابه الذين قالوا دمه علينا و على أولادنا.فلنخف و ننتبه إذن.

أدوات الصلب
يقول الروح عن المرتدين عن محبة المسيح أنهم يصلبون إبن الله ثانية عب 6:6 وكأنهم يستخدمون نفس أدوات الصلب ثانية.لذلك تعالوا ننظر الأدوات التي صلبت المسيح ملك المجد.

سياط الجلد : كانت السياط من جلد الحيوانات السميك .مطعمة بقطع من الرصاص لمزيد من قسوة الجلد-

ما هذه السياط المركبة من معدن و جلد كائن حى. هل هى الأرض؟ التى هي مزيج من  مركبات متنوعة من كائنات حية و معادن و غيرها. هل جلدت الأرض المسيح؟ لم تقبله فجلدته؟ هذه المشتهيات الأرضية سياط نصنعها و نجلد بها المسيح.

هذه السياط قد تكون اللسان الذي يجلد الناس بلا رحمة.و قد يقذف مع الجلدات إتهامات قاتلة كالرصاص فاللسان قاتل أحياناً.

-إكليل الشوك : قد لا ترى الشوك لكنك تحس بوخزاته إن تصادف أنك مسسته دون قصد.هذه الألم الخفي ليس كالمسمار الظاهر.الشوك يشبه النميمة.تدخل في القلب و تخربه.تحدث في الخفية و تضر في العلن. ينمقها البعض و يجملها كإكليل و هى أبشع ما يقاوم روح الله.

 قد يكون الشوك مجتمع معاً كالأشرار.ليس لمحبة تجمعهم لكنهم كقطاع الطرق يتفقون على جريمتهم لكنهم يتقاتلون من أجل الغنائم.هذه الأشواك مثل صحبة الأشرار.فلننتبه من الأشواك.

- المسامير: هى التي ثبتت يد الرب على الصليب.دقوها بالمطرقة المزعجة العالية الصوت.فالمسامير دائماً ما تلازم المطرقة.السلطة العنيفة هى المطرقة و الأوامر التي تصدرها هى المسامير.فلا تستخدم المطرقة في أوامرك.بالحب تثبت لا بالعنف.كل من يستخدم العنف لإثبات رأيه أو تصحيح الأوضاع كمن يدق مسامير جديدة في يد المسيح.لأنه فاتح ذراعيه بالحب و واهب الإرادة الحرة لأولاده.

-زهر النرد أوالقُرعة: توجد قرعة للقمار و توجد قرعة للإختيار. ثياب المسيح كانت محل قُرعة.هذه لم تكن مثل القرعة التي إستخدمها تلاميذ الرب  لإختيار من يحل محل يهوذا.لأنهم إقترعوا فيمن ينال المهمة المقدسة. بالصلاة و الصوم إقترعوا لإختيار من يريده الرب .قرعة التلاميذ منافسة علي من يخدم.أما قرعة الجنود فكانت منافسة علي من يأخذ ويمتلك. كان الثوب مقدس و القرعة غير طاهرة فمزجوا بين الجيد و الردئ.إن إدخال المكسب في أى خدمة يفسدها. من يخلطون المقدس بالأرضي. من يرتضون بمثل هذه القرعة يؤمنون بالحظ.ينسبون الثمر لغير الله. البعض يدخل الخدمة كالجنود الذين لا يهمهم الثياب لكونها مقدسة لكن يهمهم من يكسبها و يتفاخر. لنرفض أيها الأحباء هذه المقامرة.

- الحربة :تستخدم الحربة للموت كما تستخدم للحياة.هى تقتل الفريسة و تعول الصياد.هي مثل اللسان يقتل و يحيي. قد يكون اللسان للبركة و المحبة أو قد يطعن الآخرين و لا يبالى بنزيف المسيح.نحتاج أن نجيد إستخدام الحربة لأنه بدون إجادة لا نصطاد شيئاً.نظل نطعن الهواء.لهذا فلنعلم ألسنتنا لغة المحبة و الحوار بدلاً من الهجوم و الطعن.

- إسفنجة مملوءة خلاً مع مرارة :الإسفنجة هشة.تأخذ أي شكل تحت الضغط. تمتص أي شيء.هذه الإسفنجة هى القلب الرخو.من ضغطة بسيطة يتخلص من المسيح.يطرده خارجاً و هو مستعد لإمتصاص شيئاً غريباً كالخل و المرارة. القلب الذى لا تسكنه الحكمةمستباح.تحركه أي مشاعر أو أفكار. يمتص كل فكرة دون مقاومة تماماً كالإسفنجة. الإسفنجة كالقلب ينضح بما فيه و من كنزه المستباح يخرج الخل الممزوج بمرارة..ليتشدد كل قلب هش في صخرتنا المسيح.لأنه لا يرفض قصبة مرضوضة بل يعطى للهش صلابة.

- القصبة: هى صولجان الملك و رمز سلطانه.أعطوها في يد المسيح ليستهزءوا به قدام هيرودس الملك فيرضي عنهم  هيرودس لأنهم رذلوا المصلوب.أما نحن فلنترك القصبة للمسيح. قصبة الديان.يقضى لنا بالعدل و بالرحمة.من يأخذ القصبة من المسيح يخسر المسيح,من يدين أخوته ينزع  نفسه من الرحمة و يجعل نفسه خصماً للآب لأنه أعطى ليس بعض  بل كل الدينونة للإبن.لا تمس قصبة الديان و لا تستهزء بلطفه و صمته. يبدو للناظرين كعبد لأنه من أجلنا إرتضي بالذل لكن مجده حاضر فيه إنما المسيح  من محبته أخفى مجده مؤقتاً حتى يخلصنا.

- رداءا قرمزيا: هو رداء الملك.ألبسوه ثوباً من –برفير- و صاروا يستهزءون به .و هو بإرادته خلع رداء مجده  و تجسد لأجلنا.ظن اليهود أن المسيح محتاج لمملكة فألبسوه ثوب ملك لكن رداءه نور و عظمة .من يشتهى ثوب الملك يلبس المسيح.أما رداء الجاهل فهو مجد كاذب.كبرياء مميت.من يطلب ثوبك إعطه الرداء أيضاً.فالمسيح أعطانا ثوباً لن نحتاج غيره.كسانا بالبر.غطانا بدمه.غسلنا بروحه القدوس.فعن أي ثوب نبحث؟ أترك الكراسى الأولي.أترك المناصب إن أمكنك.و أخدم كعبد على مثال المسيح.إن البسوك الثياب القرمزية فلا تظن أنك تحكم.تخلص من هذا العبء يوم يمكنك هذا.فالثوب ثقيل كرمل البحر.لكن المصلوب يعرف كيف يكسونا بمعونته و يغنينا فلا نحتاج لمملكة.

- المطرقة:هذه التى بها دقوا المسامير في يديه الطاهرتين ثم خلعوها من يديه بعد موته. المسيح قادم ليصلب سمروه بالمسامير دقوا بالمطرقة بقسوة لكن المسيح قد تسمر بمحبته لنا  دون مسامير.جاء عازم أن يخلصنا في كل الأحوال.أما أنت فإن أردت أن تستخدم المطرقة فإستخدمها لتصلب ذاتك.لا تجاملها .فالثبات لا يأتي بالليونة.إنكر ذاتك فهذا أفضل ما تفعل بالمطرقة.أقمع ذاتك و إستعبدها. فلتكن مطرقتك هى جهادك ضد الذات.ليكن قانونك الروحى مثبت بمطرقة فلا تلتمس عذراً للتهاون أو تبريراً للتقصير.فإن كنت قاسياً مع ذاتك تجد من النعمة تدليلاً.و إن عشت ترفه ذاتك تتسلط عليك  الشهوات و تسحقك كلمطرقة.

ثانياً: المشاركين لآلامه
يا أمى البتول.هل كان إبنك مصلوباً منذ ولادته.لما كان عارياً إلا من أقمطة.راقداً على خشبة المزود.أيتها العذراء أخبريني كيف كان إبنك منشغلاً فيما لأبيه.كيف أخلى ذاته صلب نفسه بنفسه قبل أن يصلبه الحاقدون.أخبرينى كيف كانت المحبة تلزمه ليبيت عند العشارين و الخطاة؟ كيف سمرته محبته؟
أحكى لنا أيتها المكرمة كيف كان يتحمل إستهزاء الشعب و لماذا صمد قدام مضايقيه من غير أن يبيدهم.نحن نعرف أن الذى طعنه عند الصليب جندى واحد لكن في مجيئه ستنوح عليه كل القبائل و الذين طعنوه .فمن طعنه غير ذاك الجندى هل كنت تراقبينه يطعن كل يوم؟ كيف كان يأخذ الطعنة و يستمر في محبته؟

قولى لنا كم لص ٍتاب عند قدميه .كيف كان يغفر للجهلاء كل يوم.الذين أرادوا أن يرموه من فوق الجبل و الذين أرادوا أن يرجموه و الذين أرادوا أن يخطفوه.كيف غفر للذين شتموه و صرخوا في وجهه أن يمضي عن ديارهم؟إبنك مصلوب كل يوم يا عذراء فهو قد جاء للموت و القيامة.

أيتها المريماتأنتظر حكاياتكم فقولوا لى كيف كان يخدم كل يوم و هو يتألم.كيف كان عطشاناً و جوعاناً و يقدم الحب في المدن و القرى و الحقول.كيف كان يتجول ليشفى المرضي ثم يتنكرون له؟ كم أبرص عاد ليشكره ؟ سمعنا عن واحد فاين ذهبت البقية؟ كيف كان يفعل حين يشتمونه؟ كيف كان يبارك؟أنتظر حكاياتكم لأن سيدكم كان يحمل الصليب كل يوم لذلك من يتبعه يصلب يومياً أيضاً.

يا يوحنا المبارك.قل لى كيف غسل اقدامكم و تحمل مشاجراتكم.كيف كان يفعل حين يكلمكم و أنتم لا تفهمونه.هل كان يؤلمه الجهل.هل كان يتقن غسيل الرجل كعبد؟ قل لى كيف كان يحارب الشياطين في البرية و في القصر و في الهيكل؟ قل لى كيف كان يواجه المؤامرات بوجه حنون لا غضوب؟ اي حب في سيدك يا يوحنا؟كيف تصفه و أنت محبوب المسيح.هل كان الحب هكذا جبار كما بان لنا على الصليب؟قل لى يا رجل الله كيف كان يطوى الليالى سهراً و يطوى الأيام عملاً .قل لى متى إرتاح المعلم في أرضنا؟ إنه بالحقيقة عاش متألماً طوال الوقت.

يا سمعان القيروانيالجميلإين تعلمت حمل الصليب مع المسيح.هل كنت تحمل فأسك الثقيل على كتفيك  كالصليبلتعمل في الحقل.أيهما أثقل يا سمعان الفأس الحديدية أم العود؟  هل رأيت العود يرفع الحديد مع إليشع النبى؟ 2 مل 6 : 6 و عرفت حينئذ أن الصليب أعظم .أحكى لي يا سمعان كيف ينظر المسيح للصليب و للناس و لك معاً.أو كيف ينظر المسيح للناس من تحت الصليب؟ هل قالت لك عيناه أسراراً؟ أم تلامست كتفاه بكتفيك فأنهضتك من ضعف إلى قوة.قل لى يا حامل الصليب هل سقط المسيح لأجل قساوة الصليب أم لأجل قساوة قلوبنا و ثقل خطايانا؟ أخبرنى يا سمعان كيف إختبرت الصليب و ماذا كان فيه.لأنى انا هنا أتضور جوعاً للحظة كهذه فهى أعظم النعم. كل يوم يربت على كتفى و يشجعنى أن أحمل صليبه .كل يوم يضع الصليب بينى و بينه.و أنا كل يوم أتعجب.أنظر حنانه و أرسل كل الكلمات إلى الصمت لأن الحدث يفوق كل لغات الدنيا.و سيبقى الصليب سر مهما قال عنه الناس.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع