الأقباط متحدون - عيد العمال والتباس علاقتنا بالغرب
أخر تحديث ١٩:٥٢ | الجمعة ٢٩ ابريل ٢٠١٦ | ٢١برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩١٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

عيد العمال والتباس علاقتنا بالغرب

تعبيرية - عيد العمال
تعبيرية - عيد العمال

 ليس الالتباس في علاقتنا مع الغرب آتي من عدم التفاهم بين انظمة تحكم البلاد ، ولكن الالتباس يأتي من الشعب المصري الذي لا يستطيع أن يتفهم علاقة النظام الحاكم أياً من كان قائده بالغرب، ففي قبيل حرب أكتوبر هاجم الرئيس السادات الولايات المتحدة الأمريكية، واحدة من دول الغرب هجوماً شديداً، وفي نفس الوقت كان يتفاوض معها سراً ويراسلهم ويتعامل معهم بحنكة سياسية رائعة، حتى أن مستشاره للأمن القومي السيد محمد حافظ إسماعيل قد التقى نظيره هنري كيسنجر مرتين سراً، واحدة منهم في أمريكا والأخرى في ضواحي باريس، وآهو كله غرب.

كان هذا يجري في الوقت الذي كان الرئيس علناً يهاجم أمريكا، والشعب يعتبرها الشيطان الأعظم، والعدو الأكبر، اليوم أمن الدولة أو الأمن الوطني أي أمن والسلام يقبض على من يتعاون مع الغرب ومنظماته، والإعلام يبالغ في تصوير المؤامرة التي لا أشك في وجودها لكن أشك جداً في أنها بهذا الحجم الذي نراه ويصوره لنا البعض، كل هذا يجري والرئيس ووزراؤه يلتقون بممثلي الغرب في بلادنا الوافدين للتفاوض لإبرام صفقات عسكرية وإتمام صفقات اقتصادية وايجاد استثمارات خارجية، الغرب يكرهنا، قد يكون هذا صحيح لكن نحن أيضاً نكرهه.
نعرف أن ثمة مؤامرة من الغرب علينا، لكن لماذا إذن نتفاهم معهم؟ لماذا نقبل حقوق الإنسان بشروط ومن منظورنا؟ الغرب علاقاتنا به في عيد العمال ليست على ما يرام، لكن شهر إبريل هذا مليء باللقاءات مع الزعماء الغربيين والشرقيين، مصر كانت قبلة العالم كله، استقبلنا الجميع عن طيب خاطر، واستمتعنا بوجودنا في حضرتهم، كان رائع أن تكن مصر مرحبة بهم .
لكن أبداً، لن تكون مصر مرحبة بمؤامراتهم، ولن تبقى مصر تعيش تحت رحمة أجهزة أمنية كلما ارتكبت جريمة أو إثم عللته بأن ثمة مؤامرة علينا من الغرب، إذن لماذا تتركوه يرتع هكذا إن كان هناك مؤامرة بهذا الحجم ونحن لا نردها، وهم ينجحون في كل مرة يتآمرون علينا، فليس العيب فيهم وإنما العيب فينا حين نتركهم يرتعون في أرضنا وأمنننا.
ما يفعله الرئيس السيسي من علاقات غربية ملتبس علينا فهمها، باندهاشنا بسبب الفجوة بين نظرية المؤامرة التي يصدرها الإعلام والأجهزة الأمنية ونظرية التعاون التي نراها بعدسات الكاميرات التي تلتقط الصور للرئيس السيسي حين يسافر لهم أو يأتون له، أو نراها من خلال اتفاقيات اقتصادية مبرمة وصفقات عسكرية متممة، ممكن حد يفهمني تيجي إزاي دي!؟.إنها السياسة يا أعزائي، تلك التي تجعلنا نتفاهم مع متآمرين ونضحك على الشعب ونبعده عنهم بدعوة أنهم متآمرين!
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter