الرحلة تزور معظم الأماكن التي عاش بها المسيح وتبدأ من بداية أسبوع الآلام وحتى القيامة
كتب – نعيم يوسف
في كل عام مع بدء أسبوع الآلام، وتوافد بضعة آلاف من الأقباط إلى القدس لزيارة الأماكن المقدسة، يُثار جدل هذه الزيارة ما بين اشتياق الأقباط لرؤية مقدساتهم، ومحاولات تخوين وتشويه من يسافر لمشاهدتها، ومنع الكنيسة لأبنائها من رؤية قبر المسيح.
ورغم أن المسيحية لا يوجد بها فريضة الحج للأماكن المقدسة، إلا أن ملايين الأقباط تهفو نفوسهم للقيام بهذه الرحلة المليئة بالعجائب، ولذلك نعرض في التقرير التالي أهم مشاهد هذه الرحلة وفقًا لفيلم تسجيلي قديم أعدته بطريركية الأقباط الأرثوذكس بأورشليم القدس، ودير وكنيسة السيدة العذراء في بيت لحم.
الزيارة التي تستمر لمدة 10 أيام، وتبدأ من بداية أسبوع الآلام، وحتى عيد القيامة، هي زيارة دينية بحتة عبارة عن زيارة لكل الأماكن التي عاش بها المسيح منذ مولده وحتى قيامته.
مدينة الناصرة
مدينة الناصرة.. حيث عاش المسيح مع أمه ويوسف النجار، وبها عدة كنائس باسم كنيسة البشارة لمختلف الطوائف المسيحية، ومنها كنيسة للروم الأرثوذكس بنيت على بئر الماء الذي كانت تستقي منه السيدة العذراء.
مدينة بيت لحم
وهي المدينة التي ذهب إليها يوسف النجار والعذراء مريم، للاكتتاب وفقًا لأوامر القيصر الروماني آنذاك، وولد فيها المسيح، ويوجد بها كنيسة بيت لحم، والتي بُنيت على 40 عمودًا بأمر من الملك قسطنطين، والـ40 عمودا يمثلون عمر الملك حين بنيت، كما يوجد أيضا "مغارة الميلاد"، وهي لخا مدخلان من الجهة اليمنى واليسرى، وبها سلم يؤدي إلى مكان الميلاد، الذي غُلف بالرخام الأبيض.
نهر الأردن
تشمل الزيارة أيضا "نهر الأردن"، أو "نهر الشريعة" كما يطلق عليه، وهو المكان الذي اعتمد فيه المسيح، وهو نهر ينبع من لبنان، ويمر في الأردن ثم يصب في البحر الميت بفلسطين، ومنه المسيحيون في زيارتهم ويملأون الزجاجات منه.
جبل التجربة
يوجد على جبل التجربة دير وكنيسة يتبعان طائفة الروم الأرثوذكس، ثم يزورون كنيسة الجليل، والتي أقيمت على نفس المكان الذي حضر فيه المسيح عرس قانا الجليل، وأجرى به أول معجزاته.
جبل الزيتون
يُعتبر جبل الزيتون من العالم الأثرية الهامة في أورشليم، وبه عدة كنائس لعدة أحداث، مثل كنيسة مريم المجدلية التابعة للروس الأرثوذكس، وكنيسة التطويبات، والموعظة على الجبل، وكنيسة إشباع الجموع حيث أشبع المسيح الجمع بخمس خبزات وسمكتين، وهي تابعة لطائفة اللاتين، بالإضافة إلى بحيرة طبرية، وإلى جوارها متحف طبرية الذي يتواجد به سفينة بطرس، إضافة إلى جبل التجلي حيث تجلى المسيح أمام بطرس ويعقوب ويوحنا، وكنيسة قبر أليعازر، والتي يتواجد إلى جوارها قبر لعازر الذي أقامه المسيح، حتى الآن، ويتواجد أيضا في مدينة أريحا شجرة زكا، وديرا للأقباط الأرثوذكس على الأرض التي كان يملكها زكا.
طريق الآلام
أما طريق الآلام، وهو الطريق الذي سار فيه المسيح من دار الولاية حيث حُكم عليه بالموت صلبًا، ثم العمود الحجري الذي جُلد عليه المسيح وصولا إلى قمة جبل الجلجثة الذي صُلب عليه، فيتم تقسيمه إلى عدة مراحل، من بينها ثلاثة أماكن وقع المسيح فيها، وواحدًا حين طُبع وجهه على المنديل.
يسير الحجاج في نفس الطريق حاملين الصلبان متذكرين آلام المسيح نفسه، حتى يصلون إلى الجلجة حيث يوجد سلالم تؤدي إلى مكان صلب المسيح، ثم المكان الذي تم إنزال جسده فيه ويُطلق عليه "المغتسل"، وبه قناديل لكافة الطوائف المسيحية، ويتم إضاءتها من النور المقدس الذي يخرج من القبر يوم سبت النور، ولا يتم إطفائها إلا في يوم الجمعة العظيمة حزنًا على صلب المسيح، ثم يتم إشعالها مرة أخرى من النور الجديد الذي يظهر في اليوم التالي من القبر المقدس.
يوم الجمعة العظيمة والنور المقدس
في يوم الجمعة العظيمة تُطفئ القناديل، ويُغلق باب القبر بكتلة من الشمع، ثم يختم بخاتم عائلتين غير مسيحيتين هما "جودة ونسيبة"، وذلك بعد التأكد من عدم وجود أية مصدر للضوء داخل القبر، أما في يوم سبت النور تقوم الطوائف المسيحية بـ3 دورات صلاة، ثم يتقدم بطريرك الروم الأرثوذكس للصلاة دون أن يدخل معه أي مصدر للإشعال أو الضوء، حتى يخرج النور من القبر المقدس، ويخرج معه 33 شمعة مضاءة من هذا النور ليتم توزيعها على باقي الطوائف، وإشعال القناديل منها، ثم يحتفلون بعيد القيامة في كنيسة القيامة، ويزورون أماكن أخرى مثل دير السلطان المتنازع عليه بين الأقباط الأرثوذكس والكنيسة الحبشية.
عجائب مرة واحدة في كل عام
ومن العجائب التي يمكنك أن تراها لمرة واحدة كل عام هي النور المقدس، والذي لا يحرق من يمسكه في الدقائق الأولى من إشعاله ثم يأخذ بعد ذلك خواص النار العادية الأخرى، بالإضافة إلى زهرة حمراء على شكل صليب، وبها من الداخل حبات سوداء على شكل صليب، وتنمو فقط في هذه المنطقة، في أسبوع الآلام من كل عام –رغم تغيير مواعيد الاحتفال كل عام، ثم تذبل في الخماسين المقدسة بعد عيد القيامة.